محلي

مؤهلات ضخمة طبيعية وسياحية منسية بالشلف

أصبحت أكثرها مفرغات عمومية وأودية مهملة

 

 

لا تزال مصالح السياحة على مستوى ولاية الشلف، تضليل وتختبئ وراء أرقام شبه خيالية بعيد عن تفعيل دورها الفعال في إثبات وجودها كمديرية تستحق البقاء بين القطاعات، بحيث كشفت عن تبنيها لتدعم القطاع بمبلغ مالي قدره مليارين دينار جزائري سيخصص لإنجاز 9 مؤسسات فندقية بالولاية لمعاناتها في هياكل الاستقبال بطاقة استيعاب حوالي 3000 منصب شغل جديد، وعن تقيمها النشاط السياحي 

حيث تصنف السياحة بالولاية في ذيل الاهتمامات السلطات المحلية وعدم اكتراثهم باستغلالها في الدخل المحلي والترويح على مواطنيها مقارنة بترتيبها في الخامس وطنيا من حيث المؤهلات الطبيعية، فتجد معظم بلديات الولاية تفتقر لمساحة ببضعة شجيرات خضراء لراحة سكانها نظير الانتشار الرهيب للمقاهي والمفرغات العمومية والأودية المهملة والأماكن الفارغة زحف عليها البناء الفوضوي خاصة بعواصم الدوائر الكبري كالشطية وواد الفضة والكريمية وسنجاس وأولاد فارس الزبوجة جميعها تفتقد لمساحات وتجمع أربع أو خمس شجيرات لتزيين المحيط في المقابل تقبع ما يربوا عن 20 بلدية وسط سلاسل غابية المتاخمة لسلسلتي الظهرة والونشريس والبحر فهي تمتلك مناظر طبيعية عذراء جمعت بين زرقة البحر واخضرار الطبيعة على مدار السنة ورغم ذلك لاتجد بها متنفسا أهلته السلطات المحلية فيما عدا الشواطئ التي صقلتها مياه البحر على مسافة 120 كم، يتدخل المسؤولين لبيعها للاستغلال عائداتها دون مقابل والتباهي بمناظرها كل صيف ويدرجونها في صدارة استقطاب الهاربين من حر الصيف باعتبارها المتنفس الوحيد لهم، كما تتواجد سبع بلديات على ضفاف نهر الشلف فهي لا تستغل منه سوى تحويل قنوات صرفها باتجاهه وكذا رمي قاذوراتهم ونفاياتهم كحال البلديات الساحلية والمتواجد على امتداد السلسلتين الجبليتين في معاملاتهم مع البحر والغابة بالزحف على حساب ابسط المساحات الفارغة بزراعتهما لتأميمها ثم بنائهما بسكنات فوضوية وحال القلاع الأثرية التاريخية كقلعة توقريت وبني راشد التي اختفيا من على سطح الأرض في صمت، وفي معرض تقريرها في شق المكتسبات السياحية المنضوية تحت مسؤولية إدارتها المباشرة، سواء المواقع الغابية، البحرية، الشواطئ، الطرق والمنابع المعدنية أو القدرات الشبه السياحية كالمكتسبات النباتية أو الحيوانية وكذلك الآثار والمعالم التي تشهد على عراقة المنطقة تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول أسباب الركود في هذا المجال، وتبقى هذه المكتسبات والمؤهلات عرضة للخراب والتراجع خاصة المعالم السياحية والتاريخية كالآثار الروماني والفينيقي واهم القلاع المتناثرة غير معروفة بالولاية ولدى الكثير من أبناء المنطقة ويرجع ذلك إلى غياب سياسة تشجيع الاكتشاف والتمتع وإستغلال المؤهلات السياحية الضخمة. وحسب العارفين بشؤون قطاع السياحة فإن نجاحات هذا القطاع الحيوي بالولاية مرهون بالمشاريع الإستثمارية والمرافق منها الفنادق التي تعتبر السبب الرئيسي في عدم تطور وظهور القطاع السياحي بالوجه اللائق رغم كل ما تزخر به ولاية الشلف من مكتسبات سياحية كبيرة منها القدرات السياحية والتي تعد من المظاهر والمناظر الخلابة والساحرة تنوعت بين البحر في الشمال وجبال الظهرة وبني بوعتاب في الجنوب تغطيها مساحات غابية كثيفة منتشرة على ثلاث جهات الجهة الشرقية لمدينة تنس وتضم أربع بلديات بني حواء، واد قوسين، بريرة وأيضا تنس شرقا إضافة إلى الجهة الغربية وتضم ست بلديات منها المرسى، سيدي عبد الرحمان، الظهرة، تلعصة، أبو الحسن وسيدي عكاشة، أما ما تزخر به الجهة الجنوبية للولاية من مساحات غابية كثيفة بأربع بلديات منها سنجاس، بني بوعتاب، الحجاج وأولاد بن عبد القادر وهو ما يجعل الولاية تتسع إلى مساحات شاسعة من أنواع الأشجار وتعيش بها أنواع مختلفة من الحيوانات وخاصة الذئب، الخنزير، الثعلب والأرانب والطيور المختلفة خاصة منها الحجل وأنواع أخرى من العصافير وأهمها غابة المرسى بمساحة 2000 هكتار، غابة القلتة بمساحة 5000 هكتار تمتاز بكثافة أشجار الصنوبر الحلبي، وأيضا غابة أولاد سي فريد المتواجدة في الناحية الغربية لبلدية سيدي عبد الرحمان، غابة تاغزوت وتمتاز بأشجار الفلين، غابة بيسا مساحتها 1437 هآ وشجرها الأساسي شجر الفلين وتتميز هذه المساحات الخضراء الغابية بخصوصيات الاسترخاء والصيد والتنزه. كما يبلغ طول الشريط الساحلي لولاية الشلف 120 كلم أي يمثل 10 بالمائة من الساحل الوطني الإجمالي وينقسم إلى قسمين، القسم الأول يمتد على مسافة 50 كم شرق مدينة تنس ويمس بلديتي بني حواء، وواد قوسين، أما القسم الغربي بالنسبة لمدينة تنس يمتد على 70 كم ويعبر ثلاث بلديات ساحلية وهي سيدي عبد الرحمان، المرسى والظهرة حيث يشمل هذا الشريط الساحلي شواطئ مصنفة بالشواطئ الممتازة منها 11 شاطئ ممتاز من مجموع 24 شاطئ مخصص للسباحة منها شاطئ القلتة، المرسى، عين حمادي، القطار، دشرية، واد تغزة، بني حواء، بوشغال، تراغنية، سيدي عبد الرحمان. ويقصد هذه الشواطئ الملايين من المصطافين سنويا من مختلف بلديات الولاية وخارجها أي بمعدل 4 مليون مصطاف سنويا حسب إحصائيات مصالح المديرية. 

وأهم ما يميز الخط الساحلي للولاية نشاط الصيد البحري خاصة بنواحي جزيرة كلومبي، خليج تراغنية والقعر الجنوبي لتنس إضافة إلى حقول مرجانية بين تنس وخليج تراغنية كما توجد بالولاية شبكة طرقات هامة منها الطريق الوطني رقم 11 هذا المحور الذي يعانق الساحل شرقا من مدينة تنس نحو الجزائر العاصمة ومن الغرب مدينة تنس نحو مستغانم بالطريق الوطني رقم 34 يقطع غابة التي تزخر بحديقة طبيعية حيوانية ونباتية كشجر الفلين، صنوبر الحلبي وأنواع أخرى، وأيضا الطريق الولائي رقم 30 أين تبرز منه منارة تنس بوسط المدينة والمنظر الشامل لميناء تنس. إلى جانب ذلك تعد المنابع المعدنية حلقة من حلقات السياحة وجلب السواح إليها وهذه المنابع الموجودة بالولاية تمتاز بخاصيات علاجية مميزة إلا أنها لم تستغل ومنها عين بوشاقور. 

من نفس القسم محلي