دولي
8200 ضابط وجندي من وحدة الاستخبارات يرفضون المشاركة في العمليات ضدّ الفلسطينيين
في خطوة غير مسبوقة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 سبتمبر 2014
في خطوة غير مسبوقة، قام ضباط وجنود احتياط من الوحدة (8200)، التي تُعتبر من أهّم الوحدات الإستخبارية في إسرائيل، والتابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيليّة (أمان)، بتوجيه رسالةٍ إلى كلٍّ من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وقائد الاستخبارات العسكريّة، الجنرال أفيف كوخافي وقائد الوحدة، أعلنوا فيها رفضهم المشاركة في العمليات ضدّ الفلسطينيين، كما أنّهم شدّدّوا على أنّهم يرفضون أنْ يكونوا أداة لتكريس السيطرة العسكريّة على الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، وجاء في الرسالة، التي أثارت ضجةً كبيرةً في إسرائيل، أنّ الموقعّين عليها أيقنوا خلال تأدية خدمتهم العسكريّة أنّ الاستخبارات هي جزء لا يتجزأ من السيطرة العسكريّة على الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وأن المواطنين الفلسطينيين الذين يرزحون تحت الحكم العسكري مفضوحون تمامًا للتعقّب ومتابعة الاستخبارات الإسرائيليّة، خلافًا للإسرائيليين وللدول الأخرى، على حدّ تعبيرهم، وشدّدّ الجنود والضباط في رسالتهم على أنّه لا توجد رقابة على أساليب جمع المعلومات ومتابعة واستخدام المعلومات الاستخبارية بشأن الفلسطينيين، سواءً كان لهم دور في العنف أم لم يكن، ولفتوا إلى أنّ المعلومات التي يتّم جمعها تضر بمواطنين أبرياء، ويتّم استخدامها بهدف ملاحقتهم سياسيًا، علاوة على أنّ هذه المعلومات تُستخدم للتفريق بين أبناء الشعب الفلسطينيّ، وذلك عن طريق تجنيد عملاء وتوجيه أجزاء من الشعب الفلسطيني ضدّ الشعب نفسه، وجاء أيضًا في الرسالة أنّه في حالات عديدة، تُستخدم المعلومات التي قاموا بتخزينها لمنع إجراء محاكمة عادلة للمتهمين الفلسطينيين في المحاكم العسكريّة التابعة للاحتلال الإسرائيليّ، وأكدّوا على أنّ هذه المعلومات تمنح إسرائيل الفرصة للسيطرة المستمرّة على ملايين الفلسطينيين، علاوة على اختراق جميع مجالات حياتهم،الأمر الذي يزيد من حالة الاحتقان والغضب والعنف، وكنتيجة لذلك، فإنّ هذه التصرّفات تؤدّي إلى إبعاد الحلّ بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي نهاية رسالتهم ناشد الضباط والجنود، الجنود الذي يخدمون في شعبة الاستخبارات العسكريّة، في الحاضر والمستقبل إلى إسماع صوتهم والعمل على وضع حدٍ لذلك، لأنّه برأيهم، مستقبل إسرائيل يتعلّق أيضًا بذلك، وحاولت وسائل الإعلام العبريّة، التقليل من أهمية الرسالة، حيث قال على سبيل الذكر لا الحصر مراسل الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ، إنّ قادة الجيش انزعجوا من الرسالة، ولكنّهم أكدوا على أنّها ستفتح المجال أمام الرأي العام لمناقشتها، ولا أكثر من ذلك، وشدّدّ على أنّ أعلى رتبة ضابط من الموقعّين على الرسالة هو برتبة ليفتنانت كولونيل، وكان الموقع المتخصص في الشؤون الأمنيّة والعسكريّة، قد أعدّ تقريراً مفصلاً عن الوحدة 8200، جاء فيه أنّها من أكثر الوحدات تطوراً من الناحية التقنيّة والتكنولوجيّة ولها نشاطات واسعة في حروب الإنترنت والشبكات، وقد انضم إليها الآلاف من العقول الإسرائيليّة منذ إنشائها نظرا لشهرتها الواسعة، حيث تعمل على ضمان التفوق النوعيّ لإسرائيل من خلال عمليات دفاعيّة أو هجومية في الفضاء الإلكتروني، ونقل الموقع عن مصدر أمنيّ قوله إنّ الوحدة المذكورة، وبناءً على تعليمات من قيادة الاستخبارات العسكرية لا تستثني أيًّا من قادة السلطة ومسؤولي وموظفي أجهزتها الأمنية من عمليات التنصت المنهجية. كما كشف النقاب عن أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، أرئيل شارون نجح في إقناع الرئيس جورج بوش الإبن في التحّول ضدّ الرئيس الراحل ياسر عرفات بشكلٍ جارفٍ عندما عرض شارون على مسامع بوش محادثات لعرفات يطلب فيها من مقاومين في حركة فتح مواصلة العمل المسلح ضد إسرائيل في مطلع انتفاضة الأقصى، لافتاً إلى أنّه تمّ عرض محتوى هذه المكالمات على الكثير من المسؤولين في أوروبا وبعض الدول العربيّة التي ظلت على علاقة مع إسرائيل، علاوة على ذلك، تابع الموقع العبريّ، تُبدي المخابرات الإسرائيلية اهتمامًا كبيرًا بمعرفة ما يدور في أروقة السلطة، من أجل مساعدة الحكومة على اتخاذ القرارات المناسبة في كل ما يتعلق بالعلاقة مع السلطة، ونقل عن مصدر أمنيّ قوله إنّ (الوحدة 8200)، تقوم باستخدام الطائرات من دون طيّار ويتّم استغلال هذه التقنية بالتعاون بين تلك الوحدة وسلاح الجو الإسرائيليّ، وأوضح الموقع أنّ الوحدة المذكورة تلعب الدور الحاسم في مجال التجسس الإلكتروني، لافتا إلى أن الجنرال المتقاعد عاموس يدلين، الرئيس السابق لشعبة الإستخبارات العسكريّة اعترف بوجود مثل هذه الوحدة، التي اعتبرها من أهّم الوحدات الإستخبارية في إسرائيل.
كما قال إنّ أحد أهداف (الوحدة 8200) هو المساهمة في تقديم رؤية استخبارية متكاملة مع المعلومات التي توفرها المصادر البشرية القائمة على العملاء. وتعتمد الوحدة على ثلاث صور من صور العمل في المجال الإستخباري وهي: الرصد والتنصت، والتصوير والتشويش .
ق. ل