دولي

توافق على عودة الحوار بين فتح وحماس

التدخل الخارجي سبب لإذكاء نار الخلاف

 

 

قررت حركة فتح تشكيل وفد لإجراء حوار إستراتيجي مع حماس على مجموعة ملفات, في الوقت الذي تتحدث قيه حركة حماس عن لقاء قريب لاستكمال الحوار, بانتظار تحديد مكانه وزمانه.

فمع انقشاع غبار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عادت خلافات حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) لتطفو على السطح، مع تصعيد في اللهجة والاتهامات المتبادلة بالاعتقال والملاحقة. وفي ظل هذا الوضع قررت اللجنة المركزية لفتح تشكيل وفد يضم خمسة من أعضائها لإجراء حوار إستراتيجي مع حماس على مجموعة ملفات. وبينما تحدثت حماس عن لقاء قريب لاستكمال الحوار، قال مسؤول في فتح إن الحركة تنتظر رد حماس بشأن مكان وزمان الحوار.

ورأى محللون وسياسيون في العودة إلى الحوار بين فتح وحماس انعكاسا لاهتزاز الثقة واستمرار الانقسام رغم الإعلان عن إنهائه وتشكيل حكومة توافق وطني قبل أكثر من ثلاثة أشهر, مشيرين بأصابع الاتهام لتعقيدات الوضع وإلى أطراف خارجية قالوا إنها لا تريد للتوافق الفلسطيني أن يتم. ويضم وفد اللجنة المركزية لحركة فتح للحوار كلا من عزام الأحمد وجبريل الرجوب وحسين الشيخ وصخر بسيسو ومحمود العالول.

وقال أمين سر المجلس الثوري الفلسطيني أمين مقبول إن حركة فتح رحبت بالحوار، لكنها تنتظر رد حركة حماس على طلبها لتحديد موعد ومكان اللقاء, وأضاف أن الحوار سيتناول العلاقات الثنائية وحكومة التوافق والوضع السياسي العام. وذكر مقبول أن مجموعة عوامل وحوادث دفعت لتشكيل الوفد، بينها عدم تمكين حكومة التوافق من أخذ دورها في قطاع غزة، وقيام لجان حركة حماس في القطاع بإدارة الحكم وتوزيع المساعدات وإدارة الوزارات. وأضاف "من الدوافع أيضا تنفيذ اعتقالات وفرض إقامات جبرية وإطلاق الرصاص وضرب عناصر في حركة فتح، وتكسير أجهزة الصرف الآلي ومنع الموظفين من استلام رواتبهم، ومشروع الحرب وخطف ثلاثة مستوطنين في الضفة".

من جهته قال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري إن حركتي حماس وفتح اتفقتا على عقد لقاء قريب لاستكمال الحوار وبحث تنفيذ بقية بنود المصالحة. ودعا في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي هاجم الحركة مؤخرا في أكثر من مناسبة إلى "التوقف عن الحوار عبر الإعلام وإعطاء الفرصة للحوار والتفاهم بين الحركتين".

من جانبه اعتبر الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني النائب بسام الصالحي أن تعقيدات الوضع القائم ألقت بظلالها على العلاقة القائمة بين حركتي فتح وحماس, وقال إن جهودا تبذل لإخراج الأمور من دائرة السجال الإعلامي وفتح نقاشات صريحة لوقف ومنع التصعيد على أرضية المصارحة والمكاشفة، والالتفات إلى القضية الأهم، وهي الوضع في غزة والدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي. وشدد الصالحي على ضرورة الالتفاف الكامل حول إستراتيجية وطنية للحوار بشأن منظمة التحرير ووضع السلطة ومستقبلها وصولا إلى أرضية سياسية مشتركة وتعزيز الحياة الديمقراطية، لكنه مع ذلك أشار إلى تأثر الموضوع الفلسطيني بالعوامل الخارجية. وفي تفسيره لتجدد الاتهامات، يقول رئيس تحرير وكالة وطن للأنباء علي دراغمة إن الانقسام مستمر عمليا رغم تشكيل حكومة التوافق، وأضاف أنه سرعان ما طفت الخلافات بمجرد توقف العدوان على غزة، بل وعادت أسوأ من ذي قبل.

وبعد إشارته لتصريحات الرئيس الفلسطيني بأنه لا مصالحة دون عودة السلطة إلى غزة، رأى دراغمة في محاضر الاجتماعات المسربة بين قيادتي فتح وحماس بحضور أمير قطر في الدوحة دليلا على حدة الأزمة وحجم الخلافات بين الطرفين. وعزا دراغمة تصاعد الخلافات إلى "تدخلات إقليمية وسياسية هدفها عرقلة الخطوة الأخيرة من خطوات المصالحة الخجولة". وأضاف أن الأمر لا يمكن فصله عن الخلافات والانقسامات العربية والإقليمية.

محمد- د

من نفس القسم دولي