دولي

السيسي اقترح على عبّاس إقامة دولة في قطاع غزة وفي جزءٍ من سيناء ومنح الضفّة الحكم الذاتيّ مقابل التنازل عن حدود الـ67

رام الله والقاهرة تنفيان الخبر

 

 

كشفت إذاعة الجيش الإسرائيليّ، امس الاثنين، نقلاً عن مصادر سياسيّة وصفتها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، النقاب عن أنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، رفض اقتراحًا قُدّم له من قبل الرئيس المصريّ، عبد الفتّاح السيسي، بموجبه يتّم إقامة دولة فلسطينيّة في قطاع غزّة وفي مساحة أخرى من شبه جزيرة سيناء، وبالمُقابل إقامة حكم ذاتيّ في الضفّة الغربيّة المحتلّة، على حدّ قول المصادر.

وقالت مراسلة الشؤون السياسيّة في الإذاعة، إيلئيل شاحر، إنّ مصر على استعداد لمنح ما أسمته بدولة غزّة الكبرى، مساحة من أراضيها في سيناء تصل إلى 1600 كم مربع، وهي المنطقة المتاخمة لقطاع غزّة، الأمر الذي يُحوّل قطاع غزّة إلى أكبر من ناحية المساحة خمسة أضعاف مساحته اليوم، وهناك تُقام دولة فلسطينيّة تحت السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينيّة، كما جاء في اقتراح الرئيس المصريّ، بحسب الإذاعة الإسرائيليّة، إنّ اللاجئين الفلسطينيين، الذين تمّ تشريدهم في نكبة العام 1948 بإمكانهم العودة إلى الدولة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، والتي ستكون منزوعة السلاح، على حدّ قول المصادر في إسرائيل، أمّا بالنسبة للحكم الذاتيّ في الضفّة الغربيّة، زادت المصادر قائلةً إنّ السلطة الفلسطينيّة تقوم بإدارة الحياة اليوميّة للمواطنين الفلسطينيين، وبالمُقابل يتنازل رئيس السلطة عبّاس عن مطلبه بانسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل الخامس من جوان من العام 1967، ذلك أنّه في اقتراح الرئيس المصريّ، فإنّه سيحصل على أراضٍ أكثر مساحةً في سيناء، كما أنّ تطبيق هذا الأمر سيجعل من السهل التغلّب على مشاكل الحدود بين إسرائيل وبين السلطة الفلسطينيّة، كما أكدّت المصادر عينها، وتابعت المصادر قائلةً إنّ الرئيس المصريّ الجنرال السيسي قال لعبّاس خلال اللقاء الأخير الذي جمعهما إنّ رجلاً في سنّه، 80 عامًا، يتحتّم عليه قبول الخطة المصريّة، لأنّ من سيخلفه في منصبه كرئيس للسلطة الفلسطينيّة، سيقوم بالموافقة على هذا العرض، ولكنّ عبّاس لم يقتنع بالاقتراح المصريّ وأبلغ السيسي رفضه له، وشدّدّت المراسلة للشؤون السياسيّة في الإذاعة على أنّ الأمريكيين كانوا وما زالوا في صورة الاقتراح المصريّ، وأنّهم منحوا السيسي الضوء الأخضر لهذه الخطّة، كما أنّه تمّ إعلام رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، بهذه الخطّة، ولكنّه لم يقُم بإبلاغ الكثيرين ممّن حوله حول تفاصيلها وقال وزير العلوم الإسرائيليّ ورئيس جهاز الأمن العام الأسبق (الشاباك الإسرائيليّ)، يعقوف بيري، لإذاعة الجيش إنّ الكرم المصريّ في الخطّة المذكورة مفاجئ جدًا من الناحية الإيجابيّة، وأضاف قائلاً: بما أننّا لا نملك التفاصيل، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذه العجالة: ما هو مصير يهودا والسامرة (التعبير الإسرائيليّ للضفّة الغربيّة المحتلّة، وما هو مصير القدس، لافتًا إلى أنّه من المُحبّذ جدًا أنْ نقوم نحن بالاطلاع على الخطّة، على الرغم من أنّ عبّاس رفضها، قال الوزير الإسرائيليّ ولفتت الإذاعة إلى أنّ الجنرال في الاحتياط، غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ، والباحث في معهد الأمن القوميّ الإسرائيليّ، اقترح خطّة قبل السيسي جاء فيها أنّه يجب إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بعد مضاعفه مساحة غزّة، يُشار إلى أنّه في الدراسة التي وضعت عام 2008، ونشرها (معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى)، حدد ايلاند شروط وآليات التوصل لاتفاق إقليميّ في عدة عوامل، منها ضم مساحة من سيناء -جنوبي قطاع غزة، على طول ساحل البحر المتوسط إل الدولة الفلسطينيّة الجديدة، وتكون مساحة تلك المنطقة حوالي 600 كيلومتر مربع، وتمتد 30 كيلومترًا إلى الجنوب، و20 كيلومترًا على ساحل البحر، حيث أنّ تلك المساحة كبيره بما يكفي لبناء ميناء بحريّ جديد ومدينة سكنية جديدة تتسع لمليون نسمه، إلى جانب بناء مطار كبير في الجنوب الغربي يكون بعيدًا عن الحدود الإسرائيليّة قدر الإمكان، وبهذا تكون مساحه تلك المنطقة تعادل ما يقرب من 13 بالمائة من مساحه الضفة الغربية، إضافة إلى ضمّ الأراضي الأردنيّة المجاورة لنهر الأردن، ما يعادل نحو 5 بالمائة من مساحة الضفّة الغربية، إلى سيادة دولة فلسطين الجديدة، وستُعطى الأولوية للفلسطينيين للعيش في تلك المنطقة، كما يتّم تعويض الأردن عن تلك المنطقة عن طريق ضمّ أراض مجاورة تخضع لسيادة السعودية، لأنّ مصر يجب ألا تكون الدولة الوحيدة التي تخلّت عن أراض لحل القضية الفلسطينيّة، كما قال الجنرال آيلاند، وفي وقت لاحق نفت وزارتا الخارجية المصرية والفلسطينية تقريرا صحفيا إسرائيليا قال إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عرض مساحة من أرض سيناء (شمال شرقي مصر) على نظيره الفلسطيني لإقامة دولة، ففي القاهرة، نفى مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، في بيان له، ما قال إنه "مزاعم وأكاذيب أذاعتها القناة السابعة الإسرائيلية، جملة وتفصيلاً"، معتبرا إياها “عارية تماماً عن الصحة، وقال المصدر المسؤول إن "هذا الأمر كان قد تم طرحه إبان حكم الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي حينما وعد بمنح الفلسطينيين جزءا من سيناء لإقامة دولة فلسطينية وذلك في إطار لمخططات خبيثة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، في تخل صريح عن الالتزام بمبدأ قدسية التراب الوطني لاسيما في هذه البقعة الغالية من أرض الوطن والتي دفع الآلاف من المصريين دماءهم ثمناً لاستردادها"، بحسب نص البيان، وفي فلسطين نفى مسؤولون أن تكون مصر قد اقترحت إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة بعد أن يتم توسيع مساحة القطاع بـ1600 كيلومتر مربع من أراضي سيناء، نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نفى بشكل قاطع ما أوردته وسائل إعلام اسرائيلية وتناقلته وسائل اعلام فلسطينية وعربية حول عرض قدمه السيسي بتوسيع قطاع غزة من اراضي سيناء مقابل التنازل عن حدود الرابع جوان 1967، وقال أبو ردينة في تصريح إن “الرئيس المصري لم يعرض ولم يتطرق لمثل هذا الموضوع المرفوض فلسطينيا ومصريا وعربيا لا من قريب ولا من بعيد، وأضاف “لن نقبل أي عرض لا يلبي طموحات وأهداف شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من جوان عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف"، مشيراً إلى أن هذا المشروع وغيره من المشاريع الإسرائيلية "القديمة الجديدة" معروفة لدينا ولدى شعبنا، داعياً وسائل الإعلام إلى توخي الدقة عند نقل مثل هذه الأخبار.كما نفى وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسر جرادات "ما زعمته إذاعة الجيش الإسرائيلي”، مشيرا إلى أنه كان يرافق الرئيس عباس في زيارته للقاهرة ولم يلمح أو يتحدث الرئيس على أي عرض من هذا القبيل قد طرح عليه من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأضاف جرادات في اتصال هاتفي مع “الأناضول” أن الرئيس عباس يؤكد دوما على وحدة الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، ولن يقبل التنازل عن حق العودة للاجئين، وتابع بقوله "دوما الرئيس يصر على رفض أي مخطط لإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة، وهذا العرض كان طرح أيام الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي على حركة حماس وقد رفضه الرئيس عباس"، وأعتبر جرادات أن "هذه أقوال الصحافة الإسرائيلية ولها أهداف من نشر مثل هذه الأقوال، وعلى نفس النهج نفى عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” جمال محيسن مزاعم إذاعة الجيش الإسرائيلي، وقال للأناضول "هذا كلام غير دقيق المشروع طرح أيام تولي محمد مرسي الرئاسة في مصر، ولم يعد موجودا، وأضاف “الإعلام الإسرائيلي أخطأ في الاسم فوضع اسم السيسي بدلا من مرسي. من جانبه، استنكر يحيى حامد عضو الفريق الرئاسي في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، ما أسماه “مزاعم وأكاذيب" تم ترديدها في الفترة الاخيرة حول وعد مرسي بمنح قطاع غزة جزءاً من أراضي شبه جزيرة سيناء، وقال حامد الذي شغل أيضاً وزير الاستثمار إبان حكم مرسي "مرسي لم ولن يفرط فيما استؤمن عليه من الشعب المصري، وهو يدافع بصموده عن حق الشعب المصري في حريته واستقلاله، وأضاف حامد "ما يهمنا التأكيد عليه هنا أن كل ما يردد في هذا الشأن محض افتراء وخرافات، لأن التراب الوطني هو ملك للمصريين، وليس لأحد التصرف فيه، نضحي من أجله بنفوسنا، ولسنا من نجلس مع عدونا داخل الغرف المغلقة وشعبنا يقصف ليل نهار، وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال في نهاية جويلية الماضي إن الفلسطينيين طُرح عليهم مجددا ضم أراض من سيناء المصرية لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين ولكنهم رفضوه، وأكد عباس على تمسكه بدولة فلسطينية على كامل الحدود المحتلة عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها، قبل أن يعرض على وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعهم مساء الأحد بالقاهرة خطته لحل القضية الفلسطينية والقاضية باستصدار قرار أممي لجلاء الاحتلال وفق إطار زمني محدد، وتقضي الخطة أيضا إلى ضرورة الاعتراف الإسرائيلي والأمريكي بالدولة الفلسطينية ضمن الحدود المحتلة عام 1967، والقدس الشرقية عاصمتها، واستصدار قرار من مجلس الأمن بصيغة متفق عليها لجلاء الاحتلال ضمن إطار مني محدد، وأعرب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، الأحد، عن دعمه “التوجه لمجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يحدد سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق استقلال دولة فلسطين على حدود خط 1967 ضمن تثبيت مبدأ حل الدولتين، وفي عام 1948 تم تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم في فلسطين بعد احتلالها من قبل العصابات الصهيونية التي ارتكبت عشرات المجازر بحقهم.

 

 

من نفس القسم دولي