دولي
المقاومة انتصرت وعززت الوحدة الوطنية و سلطة عباس تبتزها في الإعمار والرواتب
تحدثوا عن مكاسب المقاومة، خبراء ومراقبون:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 سبتمبر 2014
ما إن وضعت الحرب على غزة أوزارها حتى بدأ الحديث عن المكاسب والخسارات يشغل كثيرين. ويرى خبراء أن المقاومة حققت مكاسب سياسية لا تقل عن النصر العسكري لأنها عززت وحدة الفلسطينيين، وخرجت من الحرب محتفظة بأغلب إمكانياتها العسكرية.
طرح إعلان وقف إطلاق النار طويل الأمد، الذي تم توقيعه بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية، تساؤلات عما حققته المقاومة سياسيا وعسكريا مقابل ما حققته إسرائيل، وما قد تخلفه هذه الحرب على قضية فلسطين وعلاقة السلطة الفلسطينية بالمقاومة من تداعيات.
من جهته يؤكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية هاني البسوس أن المقاومة الفلسطينية "أفشلت مخططات الاحتلال" مضيفا أن المعركة انتهت وما زالت المقاومة تحتفظ بما يزيد على 70% مما كان لديها من إمكانيات عسكرية قبل العدوان.
وأشار البسوس إلى أن إسرائيل فشلت في تحقيق هدفها بالاغتيالات السياسية "حيث بقيت قيادة في حماس وخاصة الأسماء التي كانت تهدد باغتيالها موجودة رغم الوصول لبعض القيادات العسكرية في نهاية الحرب". وقال إن المقاومة ضربت العمق الإسرائيلي بصواريخها المحلية البعيدة المدى التي طالت مدن حيفا وتل أبيب والقدس، كما عطلت حركة المطارات واستخدمت أسلحة متنوعة وجديدة، ونفذت عمليات إنزال خلف "خطوط العدو أوقعت عشرات القتلى في الجنود فأوجعت إسرائيل". ولفت البسوس إلى أن المقاومة تمكنت من تشريد نحو20% من سكان إسرائيل من مناطق غلاف غزة تحت ضربات قذائف الهاون، خلال الأسبوع الأخير من الحرب.
وذهب إلى أن المقاومة "عززت الوحدة الفلسطينية، إذ لم يسبق أن كان هناك وفد فلسطيني موحد بهذا الشكل" كما خلقت المقاومة حاضنة شعبية لدعم الوفد المفاوض، على حد وصفه. وأشار الأكاديمي الفلسطيني إلى أن المفاوضات كانت مبنية على أساس "توازن القوى" إذ حضرت لغة السلاح "ولم يتم وقف إطلاق النار إلا مع الاتفاق النهائي، وهذا أمر رفضته إسرائيل في البداية ثم أُجبرت عليه". واعتبر أن البيئة الإقليمية التي لم تكن مع المقاومة وحاولت إضعاف الجانب الفلسطيني والضغط عليه كي يخفض سقفه ويتنازل "مثلت عائقا أمام تحقيق إنجاز سياسي أكبر". وخلص البسوس إلى أنه لن يكون هناك انسجام بين المقاومة والسلطة خاصة فيما يتعلق بإعادة الإعمار، حيث تريد الأخيرة نزع السلاح وهو ما سيزيد المشهد السياسي غموضا في المرحلة المقبلة.
أما الكاتب الصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي حازم قاسم، فاعتبر أن المقاومة نجحت في التشويش على الحياة اليومية لسكان إسرائيل، ومنعت قوات الاحتلال من التوغل بغزة، وأربكت كل التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية حول سلوك وإمكانيات المقاومة، وفق تعبيره. وأكد قاسم أن عمليات المقاومة النوعية مثل عمليات الإنزال خلف الخطوط وعمليات أسر الجنود كانت بمثابة ضربة معنوية للجندي الإسرائيلي، قائلا إن المقاومة "دمرت أسس النظرية الصهيونية للاستيطان بفلسطين عندما أفقدت المستوطن في مناطق الجنوب أمنه الشخصي وأجبرته على ترك المستوطنة، وهذه سابقة تاريخية". وعما أنجزته المقاومة سياسيا، قال قاسم إن المقاومة "استطاعت تأكيد أن المعادلة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال معادلة مقاومة، خاصة بعد أن عمل تيار التسوية على تبهيت حقيقة هذه العلاقة". وتابع "أعادت المقاومة تفعيل القضية على المستوی الرسمي والشعبي والعربي، وعززت الوحدة الوطنية الفلسطينية وفتحت الآفاق أمام العمل الفلسطيني المشترك، وبددت أوهام من كان يخطط لاجتثاث تيار المقاومة في فلسطين".
وحول تداعيات هذه الحرب على القضية الفلسطينية، أكد قاسم أنها ستحرم تيار التسوية المتمثل بالسلطة من الاستفراد بالقرار الفلسطيني ومن إمكانية تقديم تنازلات، وأنها ستخرج القضية من تجاذبات المنطقة بعدما تبين للجميع أن سلاح المقاومة موجه نحو الاحتلال فقط، وفق تعبيره.
وعن علاقة المقاومة بالسلطة الفلسطينية، يقول الكاتب الصحفي إنها ستبقى "شائكة" ومن المبكر الحديث عن معادلة حاكمة لهذه العلاقة بالوقت الراهن "فالسلطة برئاسة محمود عباس ما زالت ضد المقاومة، وما زالت مرتهنة للعمل الدبلوماسي ومحكومة بالاتفاقيات مع إسرائيل وخاصة التنسيق الأمني". وتوقع قاسم أن تلجأ السلطة "لابتزاز" المقاومة خاصة في موضوع الإعمار والرواتب، مؤكدا أن هذه السياسة "ستفشل" وبعدها سيسعى عباس لاحتواء المقاومة، ونجاح ذلك أو فشله مرهون بأوراق قوة الطرفين والإرادة التي يملكها كل طرف، معربا عن اعتقاده أن المقاومة هي صاحبة "الإرادة الأقوى" بهذا الجانب.
سالم- أ