دولي

نتنياهو “فشل استراتيجيا” وانتصار حماس كبير

احتفالات غزة بعيون إسرائيلية...

 

مشهد الاحتفالات التي عمت شوارع قطاع غزة عقب الإعلان عن تهدئة طويلة الأمد، أمس الثلاثاء، لم يغب عن مسمع ومرأى أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية، وصف البعض منها ما حدث بأنه “فشل استراتيجي” لنتنياهو الذي جعل المقاوم تحقق نصرا كبيرا.

وفور دخول هدنة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في السابعة مساء بالتوقيت المحلي لفلسطين وإسرائيل (16.00 تغ) من يوم الثلاثاء،خرج السكان في قطاع غزة والضفة الغربية، إلى الشوارع مهللين مكبرين، احتفالاً بما أسموه “النصر” في الحرب التي شنتها إسرائيل، الشهر الماضي.

من جهتها زعيمة حزب “ميرتس″ اليساري الإسرائيلي، زاهافا غلؤون، رأت أن الحرب التي شنتها بلادها على قطاع غزة “فشل استراتيجي لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو”. وفي حديث نقلته عنها الإذعة الإسرائيلية العامة، بعد الإعلان عن الهدنة، قالت غليؤون، إن “هذه الهدنة وصلت في وقت متأخر جداً، وشروطها تثبت بصورة نهائية أن عملية الجرف الصامد هي فشل استراتيجي لنتنياهو، الذي خرج إلى الحرب بدون أهداف، وأنهاها وهو يمنح حركة حماس إنجازاً على حساب سكان الجنوب”. وأضافت “الآن اتضح أن معاناة سكان إسرائيل المستمرة لأسابيع، فُرضت عليهم من قبل حكومة غير مسؤولة وبدون أي تفكير سياسي أو نظر للمدى البعيد، وبدون أية نتائج”.

من جهته، قال داني ياتوم، رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) السابق، إن” حماس احتفلت وكذلك غزة، لأنه كان هناك الكثير بيد إسرائيل تستطيع فعله ولم تفعله “. وفي حديث للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أضاف ياتوم “كان بالإمكان أن تكون نتائج المعركة غير التي شاهدنا لكن ذلك لم يحدث”.

بدوره قال إيتمار شمعوني، رئيس بدية عسقلان، شمالي إسرائيل،: “لماذا لا نتحدث بصراحة، حماس تنظيم قوي، ويستطيع أن يحتفل..وضعنا في أزمة، حماس امتلكت الصواريخ وحافظت عليها، وقاتلتنا من الأنفاق، وتسببت في إرباكنا، لم نحقق نصراً عليهم “. وفي حديث للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أضاف شمعوني: “سنقول في الأيام القادمة بأن حماس هي من حدد المعركة والتهدئة، كنا نتلقى منها ولم نسمع من قيادتنا توجيهات إدارة حياتنا في الحرب”. وفي معرض رده على سؤال للقناة حول احتفالت غزة، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، موتي أولمز ” لقد حققنا ضربات قوية ضد حركة حماس، وعززنا قدرتنا على الردع″، وذلك قبل أن تقاطعه مذيعة الأخبار قائلة “من أجل ذلك قامت حماس في الدقيقة الأخيرة بقتل مواطن إسرائيلي”. وخلصت القناة العاشرة في تناولها لصورة المشهد، إلى أن “حماس احتفلت بنصر هي تراه، لأن إسرائيل لم تصل إلى سلاحها، ومقاتليها قتلوا جنود النخبة الإسرائيليين في معارك طويلة، كما أنهم أغلقوا أجواء إسرائيل، وأدخلوا المواطنين إلى الملاجئ، بالإضافة إلى أنهم أحدثوا إرباكاً في أداء الحكومة والمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) خلال فترة الحرب”. وليس بعيداً عما سلف، وفي إحدى البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، نشر مواطن إسرائيلي، قبل أيام، مقطع فيديو، وهو يسكب على رأسه دلو من “روث الحيوانات” في رسالة وجهها إلى نتنياهو، احتجاجاً على “انعدام الأمن في في البلدات الجنوبية، واستمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية”.

وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم الثلاثاء، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، وهي الهدنة التي اعتبرتها فصائل المقاومة الفلسطينية في بيانات منفصلة “انتصار”، وأنها “حققت معظم مطالب المعركة مع إسرائيل”، ورحبت بها أطراف دولية وإقليمية. وتتضمن الهدنة، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة واسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار. كذلك تشمل الصيد البحري انطلاقاً من 6 أميال، واستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الآخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار.

سالم- أ

من نفس القسم دولي