دولي

لا نملك القدرة على وقف الصواريخ من القطاع وفوجئنا بمستواها المتقدم

سلاح الجو الإسرائيليّ يقر بعجزه:

 

 

في محاولة لرفع معنويات الإسرائيليين، زعمت مصادر أمنيّة رفيعة المستوى في تل أبيب، أنّ جيش الاحتلال كان قادرًا على اغتيال القائد العام لكتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، محمد الضيف، قبل ثلاثة أيام من محاولة اغتياله الفاشلة، مدّعية أيضًا أنّ المستوى السياسيّ في إسرائيل قرر عدم الإقدام على عملية الاغتيال لكي لا يخرق الهدنة التي كانت سارية المفعول. وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّ إسرائيل، كدولة ديمقراطيّة، لا يُمكنها أنْ تخرق الهدنة، خصوصًا وأنّها منحت ضمانات للمصريين بالمحافظة عليها، لافتةً أيضًا إلى أنّ إسرائيل لا يُمكنها أنْ تتصرّف كما تتصرّف حركة حماس الإرهابيّة، التي خرقت الهدنة عدّة مرّات، على حدّ زعمها.

ولكن على الرغم من ذلك، اعترف ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، كما أفادت صحيفة (هآرتس) العبريّة اليوم الاثنين، اعترف بأنّ أن المعطيات المتوفرّة لدى الجيش الإسرائيلي تشير إلى أنّ المقاومين الفلسطينيين أطلقوا أكثر من عشرة صواريخ كتف مضادة للطائرات، لكن لم تصب طائرات سلاح الجو الإسرائيليّ، ونقلت الصحيفة عنه قوله إنّه بقدرٍ معيّنٍ، فوجئنا من المستوى المتقدّم لصواريخ الكتف التي تملكها المُقاومة الفلسطينيّة، على حدّ وصفه.

وفي السياق ذاته، أقرّ الضابط نفسه، وهو ضابط رفيع المستوى في سلاح الجو الإسرائيليّ، أقّر أنّه في الوضع الأمنيّ الحاليّ، سيكون هناك وبشكلٍ دائمٍ إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، مؤكدًا في السياق ذاته على أنّه لا توجد للجيش الإسرائيلي قدرة على وقف إطلاقها بشكل مطلق، لا من الجو ولا من خلال عملية عسكرية برية، على حدّ تعبيره.

وتابع الضابط قائلاً إنّه في حالة من هذا القبيل سيكون هناك دائمًا إطلاق صواريخ وقذائف بكمية كهذه أو تلك. وقال الضابط أيضًا إنّه على ضوء تكثيف إطلاق قذائف الهاون في الأيام الأخيرة، قام الجيش الإسرائيليّ وسلاح الجو بتغيير أسلوب العمل ويعملون بصورة عنيفة أكثر نسبيًا في اليومين الأخيرين، لافتًا إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يقوم بالتركيز على جمع المعلومات حول مناطق إطلاق الصواريخ في محاولة لمهاجمة المواقع التي تطلق منها قذائف الهاون. وأردف قائلاً إنّ سلاح الجو الإسرائيليّ يُلاحظ أنّ حركة حماس تقوم في الأيام الأخيرة بإطلاق قذائف هاون بالأساس، وبالمُقابل، تقوم بالتقليل من عدد الصواريخ التي تُطلقها للمدى طويل ومتوسط، باتجاه مناطق في وسط إسرائيل وشمالها. واعترف الضابط نفسه في سياق حديثه بأنّ قذائف الهاون باتت التهديد المركزيّ الذي يُعيقنا ويُصيبنا، ولذلك فإن طبيعة المهمات تغيرت، مشدّدًا على أنّ سلاح الجو ما زال مستعدًا لمواصلة القتال ولا شيء يوقفه.

وزعم الضابط أنّ الجيش الإسرائيليّ لم يقُم بتغيير سياسته بالنسبة للمسّ بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزّة. علاوة على ذلك، تابع الضابط الرفيع قائلاً إنّ الجيش الإسرائيليّ وسلاح الجو يقومان في الأيام الأخيرة بالتركيز على استهداف مواقع إطلاق قذائف الهاون، بالإضافة إلى استهداف قياديين في حركة حماس، لافتًا إلى أنّ مجرد معرفة مكان قائد كتائب القسام، محمد الضيف، واستهداف هذا المكان هو نجاح، وفي الوقت نفسه، أكدّ الضابط على أنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة لا تعرف شيئًا عن حالة الضيف وماذا حدث له بعد الغارة.

في السياق ذاته قال موقع (WALLA) الإخباريّ إنّ حماس تسلّمت شبكة اتصالات صينية متقدّمة جدًا من إيران تشبه بدقتها وتكنولوجيتها المتطورة شبكة اتصالات حزب الله اللبناني، وتابع إنّ مصادر غربيّة وأمريكيّة قالت إنّ الحديث يدور عن شبكة قيادة وسيطرة يطلق عليها اسم (سيلغ) وهي من طراز شبكة الاتصالات C2 مغلقة جدًا من الناحية التكنولوجية، وتُمكّن المقاتلين من إجراء اتصالات من دون أي مشاكل، كما أنّه لا يمكن اختراق المحادثات التي تجري من خلالها، على حدّ قول المصادر

 جدير بالذكر أنّ مُحلل الشؤون السياسيّة في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيليّ، أودي سيغال، كشف مؤخرًا، نقلاً عن مصادر عليمة جدًا في تل أبيب، عن وجود خلاف عميق بين سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيليّ من ناحية، وبين شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش (أمان) وجهاز الأمن العام (الشاباك) من جهة أخرى. وقالت المصادر للتلفزيون، إنّ قائدًا رفيع المستوى في سلاح الجو قال في جلسات مُغلقة إنّ الأجهزة الاستخبارية الإسرائيليّة لم تقُم بجمع معلومات كافية عن البنية التحتيّة لحركة المُقاومة الإسلاميّة في قطاع غزة، مُشدّدًا على أنّ بنك الأهداف انتهى.

عامر- ب

من نفس القسم دولي