دولي

سكان جنوب إسرائيل يطالبون حكومتهم بتسوية سياسية تنقذهم من صواريخ المقاومة

القسام تتبنى إصابة 05 جنود صهاينة بصواريخ هاون وتتوعد الاحتلال

 

شاؤول موفاز: حماس نجحت في جرنا إلى حرب استنزاف

 

تتواصل الضربات القسامية الموجعة لضباط الاحتلال وجنوده، ودكهم في قلب مواقعهم العسكرية وقض مضاجعهم، حيث قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام في بيان لها أمس أن خمسة جنود إسرائيليين أصيبوا بجراح متفاوتة الخطورة في قصف بمدافع استهدفت مجددا مطار بن غوريون بتل أبيب, في وقت تدفع الهجمات الصاروخية المكثفة للمقاومة الفلسطينية أعدادا من الإسرائيليين للنزوح من البلدات المتاخمة لقطاع غزة.

وجاء في بيان المقاومة: "قام مجاهدونا على مدار الأسبوع الماضي برصد قاعدة "إيرز" العسكرية، والتي تضم موقعاً يتبع للاستخبارات العسكرية الصهيونية، ومن خلال الرصد والمتابعة تبين أن أحد الباصات العسكرية يحضر للمكان في تمام الساعة الواحدة ظهراً، ويقوم بنقل الجنود والضباط العاملين في مقر الاستخبارات" . وحذرت كتائب القسام قوات الاحتلال قائلة: "وليعلم قادة الاحتلال وضباطه وجنوده أن عيون القسام ترصد تحركاتهم وأنهم سيكونون في مرمى قذائفنا وصواريخنا، كما حصل مع غانتس وترجمان اللذين هربا تحت دوي القصف القسامي على حدود غزة الشرقية ومن قبلهما ليبرمان خلال الأيام الماضية".

من جهتها قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن ثلاثة من الجنود الخمسة في حالة خطيرة إثر استهدفهم بقذائف هاون في موقع عسكري قرب المعبر الذي يفصل "إريز" الإسرائيلية عن بلدة بيت حانون الفلسطينية شمالي قطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام في بيان أنها أطلقت 15 قذيفة هاون على حشود عسكرية إسرائيلية في موقع إيريز العسكري شمالي القطاع, وقالت استنادا إلى وسائل إعلام إسرائيلية إن ستة جنود جرحوا. وفي بيان منفصل, أعلنت كتائب القسام أنها أطلقت قبيل منتصف نهار اليوم صاروخا من طارز "أم 75" على مطار بن غوريون.

وكان عدد من الجنود الإسرائيليون قد قتلوا في هجمات بمدافع الهاون على مواقع عسكرية متاخمة لقطاع غزة خلال العملة البرية الإسرائيلية التي قتل فيها أكثر من ستين جنديا إسرائيليا حسب حصيلة ضحايا لجيش الاحتلال. وقد قصفت كتائب القسام أمس أيضا موقع "كيسوفيم" العسكري بقذيفتي هاون, كما أطلقت أكثر من 15 صاروخا مختلفة الأنواع على أسدود ومستوطنات إسرائيلية بينها "نير إسحق" و"كفار عزة" و"وبئيري" بمجمع أشكول, و"مفلاسيم". وأشارت إلى جرح إسرائيليين اثنين جراء سقوط صواريخ على عسقلان. من جهتها, أعلنت سرايا القدس -الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي- أنها قصفت مستوطنة "نيريم" بعشرة صواريخ.

بدورها أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين, وكتائب المجاهدين, وكتائب الناصر, وكتائب شهداء الأقصى -لواء العامودي- قصف تجمعات لجيش الاحتلال وبلدات إسرائيلية بينها مجمع أشكول بصواريخ وقذائف هاون.

وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن قرارا اتخذ بإخلاء "كيبوتس نيريم" القريب من الحدود شرقي خان يونس صباح اليوم الاثنين بسبب قذائف الهاون والصواريخ. وكانت المقاومة الفلسطينية قد أطلقت في اليومين الماضيين ما يقرب من 260 صاروخا وقذيفة هاون على أهداف إسرائيلية مختلفة. وأثار القصف المكثف من قبل المقاومة تذمرا شديدا لدى سكان ما يعرف بغلاف غزة الذين يتهمون حكومة بنيامين نتنياهو بعدم حمايتهم, ومخاوف من أن تضطر أعداد كبيرة من الإسرائيليين إلى النزوح مع اقتراب العودة المدرسية.

في سياق متصل أقام سكان بجنوب إسرائيل حركة احتجاج تطالب بتسوية سياسية توقف حرب الاستنزاف وصواريخ غزة ضدهم، في حين طالب آخرون بتمكينهم من الهرب من بلدات بالمنطقة. وتطلق حركة الاحتجاج الجديدة على نفسها اسم "الحركة من أجل مستقبل النقب الغربي". والنقب الغربي هي المنطقة الأقرب لقطاع غزة، والأكثر تعرضا لصواريخ المقاومة. ونظمت الحركة مظاهرة أمام المقر الرسمي لإقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقدس يومي الجمعة والسبت تحت عنوان "بيبي تعال إلى هنا من أجل التحدث مع السكان". وطالب أعضاء الحركة الجديدة بالسماح لهم بإسماع صوت مختلف عن الأصوات التي تتعالى في إسرائيل وتبرزها وسائل الإعلام والتي تدعو إلى سحق فصائل المقاومة.

وذكرت صحيفة "هآرتس" أمس الأحد أن عشرات من سكان جنوب إسرائيل -انضم إليهم عشرات آخرون من وسط البلاد- تظاهروا أمام منزل نتنياهو، مطالبين بوقف حرب الاستنزاف بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزة. وقالت ميخال كورين -من كيبوتس "ميفلاسيم" القريبة من الحدود مع القطاع- إن الهدف من وراء إقامة حركة الاحتجاج الجديدة هو توضيح أن ما تروّج له وسائل الإعلام أقل تعقيدا وأكثر استيعابا في أوقات الحروب، لكن "رسالتنا تعكس إدراكا للمحيط والوضع، فقد اكتشفت إسرائيل حدود قوتها، وعلينا التفكير في أمر آخر غير الحرب". وأضافت كورين أن الوضع القائم ليس خيارا "ولن نوافق عليه"، وأشارت إلى أنهم يريدون حسما سواء عسكريا أو سياسيا، لكنها استدركت بأن الحسم السياسي هو الدائم. وحذرت كورين من أنه في حال استمرار الحرب فإن سكان المنطقة سيغادرون بلداتهم بجنوب إسرائيل. وطالب سكان آخرون من المنطقة نفسها بتمكينهم من الهرب منها أسوة بوزير الأمن موشيه يعلون الذي قالوا إن امتناعه عن زيارة بلداتهم يساوي الهروب منها.

من جهة أخرى أقرَّ وزير الجيش الإسرائيلي وقائد الأركان الأسبق "شاؤول موفاز"، في تصريحات له أمس الأحد، نشرتها مواقع عبرية بفشل عدوان "الجرف الصامد" ونجاح المقاومة بجر "إسرائيل" إلى حرب استنزاف؛ وأن الحرب بدل أن تحقق أهدافنا حققت أهداف حماس. وأضاف قائلا: "لم يتم تحقيق أهداف "الجرف الصامد" ولقد وصلنا بالواقع إلى المكان الذي تريد حماس ومن معها أن نصل إليه. حماس حققت هدفها المتمثل بجرنا إلى حرب استنزاف". وأشار "موفاز "إلى فقدان الإسرائيليين الشعور بالأمن على نحو خطير، قائلا: "الواقع في هذه الأيام يؤكد حالة فقدان ثقة السكان، وهذا يجب أن نستعيده، عملية الجرف الصامد كان من المفترض أن تعيد الثقة والأمن للسكان ولكن الشعور بالأمن لدى سكان الجنوب لحق به أذى خطير جداً". ووجه "موفاز" الذي شغل منصب وزير الجيش ورئيس الأركان سابقاً، انتقادات للطريقة التي أدير بها العدوان على غزة" هذه العملية بدأت متأخراً وغادرنا قطاع غزة مبكراً، والأهداف لم تحقق، والردع لم يرمم، والجمهور بالجنوب فقدوا الثقة بالحكومة والمجلس والوزاري المصغر للشؤون الأمنية.

محمد- د

من نفس القسم دولي