دولي

"هذه ليست بلادكم وإسرائيل تفعل بالفلسطينيين ما فعله النازيون باليهود"

تنامي العداء لإسرائيل في أوروبا:

 

 

أقرّ مسؤولون إسرائيليون الأمس الأربعاء من المستوى السياسيّ بأنّ الحملة العسكريّة على غزّة قد زادت كثيرًا من عزلة إسرائيل الدوليّة، ولفتوا إلى أنّ صور العدوان الهمجيّ والبربريّ على قطاع غزّة، لم تترك مجالاً للشك بأنّ الطرف المعتدي هو إسرائيل، كما شدّدوا على أنّ العدائيّة لإسرائيل تنامت منذ بدء العدوان بصورةٍ كبيرةٍ، وبما أنّ الحديث يدور عن دولٍ ديمقراطيّة، فإنّ الحكومات الغربيّة تتأثر بنبض الشارع، المُعادي جدًا لإسرائيل، وهذا ما حدث، على سبيل الذكر لا الحصر، في إسبانيا، وفي اسكتلندا، وفي دولٍ أخرى.

ففي حديث أدلى به السفير الإسرائيليّ في إسبانيا لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيليّ، صباح اليوم الأربعاء، اعترف بأنّ المظاهرات ضدّ إسرائيل تجري تقريبًا بشكل يوميّ في العديد من المدن الإسبانيّة، لافتًا إلى أنّ الرأي العام في هذه الدولة الأوروبيّة بات معاديًا للغاية لإسرائيل، وأكدّ في سياق حديثه، على أنّ السفارة الإسرائيليّة هناك، عاجزة عن مواجهة الهجمة الشرسة في الإعلام الإسبانيّ على إسرائيل، مشيرًا إلى أنّ صور الأطفال المقتولين في غزّة، جعلت من مهمة الدفاع عن سياسة تل أبيب شبه مستحيلة، وأضاف في معرض ردّه على سؤال إنّ المتظاهرين هم ليسوا من الوافدين العرب والمسلمين إلى إسبانيا، إنمّا هم من سكّان البلاد، وأنّهم ينتمون إلى جميع ألوان الطيف السياسيّ في إسبانيا.

وأكدّت الوكالة اليهودية في تقرير سنويّ على أنّ العداء لإسرائيل تصاعد بشكل كبير منذ العدوان على قطاع غزة. فيما أشار استطلاع للرأي أن إسرائيل تسخر المحرقة لابتزاز أوروبا.

وتسمي إٍسرائيل الانتقادات الموجهة لها والمظاهرات ضد سياساتها والتصريحات المنددة بممارساتها عداء للسامية، مسخرة بذلك المحرقة اليهودية لمحاربة أي شكل من أشكال المعارضة أو الانتقاد لسياساتها. وقال تقرير الوكالة اليهودية إنّ العام 2009 كان العام الذي وقعت فيه أكبر عدد من الحوادث والاعتداءات (التي يزعم أن تنفيذها يأتي على خلفية العداء للسامية) منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وأشار تقرير الوكالة اليهودية إلى أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2009، أي بعد شن إسرائيل العدوان على غزة، تم تسجيل أحداث مناهضة لإسرائيل في العالم تساوي عدد الاعتداءات التي وقعت خلال العام 2008 كله. وذكر تقرير سنوي للوكالة يطلق عليه إسرائيليا اسم (تقرير العداء للسامية) أن 42% من سكان أوروبا الغربية يعتقدون أن اليهود يستغلون الماضي وخصوصًا المحرقة، التي نفذتها النازية خلال الحرب العالمية الثانية، لابتزاز المال من أوروبا.

وحصلت الوكالة على هذا المعطى من استطلاع للرأي أجرته جامعة بيليفيلد الألمانية وتبين منه أن النسب المرتفعة بين الأوروبيين الذين وافقوا مع الجملة القائلة إن اليهود يستغلون الماضي لابتزاز المال كانت في بولندا واسبانيا. وحذّر التقرير من أنّ هذه الأزمات قد تزيد من احتمالات تدهور للأوضاع الأمنية التي تعانيها الدول العربية والإقليمية المجاورة لإسرائيل، الأمر الذي سيزيد من المشاكل التي تتعرض لها إسرائيل في النهاية.

على صلة، ذكرت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أنّ القلق أخذ يتزايد في إسرائيل من تنامي عداء للرأي العام في ألمانيا ضدها، رغم أن المستشارة أنجيلا ميركل، تعتبر إحدى أبرز زعماء أوروبا تأييدا لإسرائيل. ونقل موقع (يديعوت أحرونوت) الالكترونيّ، عن مسؤول في الخارجية، قوله إنّه على الرغم من أنّ ألمانيا الرسميّة ما زالت مؤيدة لإسرائيل، لكن الأجواء العامة تؤثر على أداء حكومة ميركل، وتابع قائلاً إنّ التخوف الأكبر أن يؤثر العداء لإسرائيل في المجتمع والاقتصاد والإعلام الألماني على سياسة حكومة ألمانيا حيال إسرائيل، معتبرًا أنّ الألمان مليؤون بالأفكار المسبقة ضد إسرائيل ومبعوثون إعلاميون إسرائيليون يشدون شعر رؤوسهم عندما يلتقون شبانًا وبالغين هناك، وفي أحيان كثيرة يسمعون أقوالا مثل: هذه ليست بلادكم، وخسارة أنهم أقاموا دولة يهودية في بلاد مسلوبة، وإسرائيل تفعل بالفلسطينيين ما فعله النازيون باليهود، ولدينا مسؤولية تجاه اليهود والفلسطينيين بالقدر نفسه، كما قال المسؤول الإسرائيليّ.

سالم- أ

من نفس القسم دولي