دولي
هذه هي سيناريوهات ما بعد فشل مفاوضات القاهرة ما بين المقاومة وإسرائيل
مابين حرب استنزاف وتدويل القضية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 أوت 2014
مسؤول عسكري إسرائيلي: لا يستهين بقوة حماس إلا “مغفّل”
يذهب محللون سياسيون فلسطينيون إلى أن مفاوضات القاهرة قد تفضي إلى اتفاق في نهاية المطاف، غير أن هناك من توقع أن تلجأ تل أبيب لمجلس الأمن لاستصدار قرار دولي يرفع بموجبه الحصار عن قطاع غزة مقابل نزع سلاح المقاومة منه.
محمد- د
تشير المواقف الصادرة عن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قبيل انعقاد جلسات التفاوض غير المباشرة في القاهرة لإبرام اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى أن الاحتمالات تبدو مفتوحة. وفيما ذهب محللون سياسيون فلسطينيون إلى أن مفاوضات القاهرة قد تفضي إلى اتفاق في نهاية المطاف كان فشل سيناريو التوصل إلى اتفاق طاغيا على توقعاتهم.
لكن محللين مختصين في الشأنين الفلسطيني والإسرائيلي ذهبوا إلى حد توقع أن تلجأ تل أبيب لمجلس الأمن لاستصدار قرار دولي يرفع بموجبه الحصار عن قطاع غزة مقابل نزع سلاح المقاومة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله أن السيناريو الأقل حظا في حال فشلت المفاوضات هو العودة إلى المعركة وتصعيد الموقف. ويشير إلى أنه ما زال هناك أمل في المفاوضات التي تحظى برعاية القاهرة والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الضاغطة على الطرفين من أجل عدم العودة إلى الحرب. لكنه أكد أن عدم إجماع أعضاء الحكومة الإسرائيلية على القبول بالتوقيع على الورقة المصرية سيجعل دولة الاحتلال أقرب إلى سيناريو الذهاب إلى الأمم المتحدة، والتوصل إلى وقف إطلاق نار مقابل نزع سلاح المقاومة منه.
وذكر الكاتب والمحلل الفلسطيني أن المقاومة الفلسطينية ستلجأ في حال فشل الجهود السياسية إلى التشويش على حياة الإسرائيليين من خلال ضرباتها الصاروخية ومحاولة خلق ضغط على المجتمع الاسرائيلي والإضرار بعجلة الاقتصاد لديه. واستصعب عطا الله تحديد ما يمكن أن تلجأ إليه المقاومة الفلسطينية من أجل إجبار إسرائيل على القبول بمطالبها.
وأشار إلى أن المقاومة فاجأت الجميع بقدرتها على مدار شهر من العدوان، مؤكدا أن لا أحد يمكنه التنبؤ بما يمكن أن تلجأ إليه من خيارات عسكرية في حال عادت الأمور إلى مربع المواجهة.
وغير بعيد عن موقف عطا الله، يعلق أستاذ العلوم السياسية ناجي شراب آمالا على مفاوضات الساعات الأخيرة في التوصل لإطار عام للتهدئة، واتفاق يعالج القضايا الرئيسية الحياتية المتعلقة بوقف العدوان وفتح المعابر بما يكفل التسهيل على حياة سكان غزة، وضمان عدم المساس بقوة المقاومة. وتوقع شراب أن يدفع فشل المفاوضات الطرفين إلى ثلاثة سيناريوهات، الأول هو الرجوع إلى الصيغة القديمة "هدوء مقابل هدوء"، وهي صيغة غير مقبولة من المقاومة، لأن نتائج العدوان تجاوزتها.
وأضاف أن السيناريو الثاني هو استئناف العدوان الإسرائيلي الجوي من جديد لعدة أيام، وصولا إلى السيناريو الثالث وهو اللجوء لمجلس الأمن واستصدار قرار دولي.
واعتبر أن السيناريو الأخير يعني تدويل قضية قطاع غزة، وهو ما لا يخدم المقاومة، لأن رفع الحصار عن غزة سيكون مقرونا بنزع سلاحها. وبشأن إمكانية اعتماد المقاومة الفلسطينية على حرب استنزاف طويلة لإجبار الاحتلال على القبول بمطالبها يرى شراب أن هذا الخيار صعب التحقق. ويرى أن ما يستبعده هو ضعف البنية الاقتصادية الفلسطينية، واستنزاف البنية الاجتماعية بشكل كبير خلال العدوان. ويرى أستاذ العلوم السياسية أن خروج الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني بلا اتفاق، والاعتماد على ما يمليه الواقع في ما يتعلق بالتهدئة أو التصعيد يعنيان فشل الحرب في تحقيق أهداف المقاومة والاحتلال، وهو سيناريو غير واقعي على حد وصفه. من جانبه، قال مدير مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية عبد الرحمن شهاب إن فشل المفاوضات أمر غير مستبعد. ورجح لجوء الحكومة الإسرائيلية إلى أحد خيارين، الأول الإعلان عن وقف إطلاق النار من طرف واحد وفتح المعابر لإعمار غزة بما يضمن تخفيف الضغط الدولي على إسرائيل.
غير أنه توقع أن تستمر الخشية الإسرائيلية من مواصلة المقاومة إطلاق قذائفها الصاروخية ولو بشكل متقطع، وهو ما سيدفعها للرد وتآكل قوة ردعها. وتابع شهاب أن الخيار الآخر الذي يمكن أن تلجأ إليه دولة الاحتلال هو تبني اقتراح وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، وهو اللجوء لمجلس الأمن والتوصل إلى قرار أممي ينص على رفع الحصار عن غزة ونزع سلاح المقاومة.
في سياق ذي صلة أبدى مسؤول أمني إسرائيلي، دهشته الكبيرة من مستوى القدرة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية لا سيما حركة “حماس″، والذي بدا واضحاً من خلال تصدّيها لعدوان الجيش الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وإلحاق خسائر جسيمة به.
ونقلت مجلة بازم الإسرائيلية العسكرية عن المسؤول ذاته، قوله “التغييرات التي مر بها مقاتلو حركة حماس مؤخراً مفاجئة وغير محسوبة، فهم ليسوا ذاتهم من واجههم الجيش الإسرائيلي في حرب الرصاص المصبوب عام 2008″، كما قال. وأضاف “لا يستهين بحماس إلا مغفل، فهي اليوم تمتلك جيشاً حربياً بكل ما للكلمة من معنى، فقد قامت بتشكيل ألوية عسكرية مماثلة لألوية الجيش ومنها لواء النخبة الذي يحاكي وحدة الأركان المختارة التي طالما تغنى الجيش الإسرائيلي ببطولاتها، وهذه الوحدة معدّة لمجابهة جنود الجيش ومفاجئتهم حال قيامهم باجتياح القطاع″، على حد قوله. وذكر أن حركة “حماس″ نجحت خلال 6 سنوات مضت في تشكيل “جيش منظم” مع تسلسل هرمي قيادي دقيق وسري للغاية، مضيفاً “هي إذاً ليست مغفلة كما يظن البعض ومقاتليها تدربوا على شتى أنواع الأسلحة الحديثة والفتاكة”، وفق تقديره.