دولي

تشدد في المواقف والمقاومة تؤكد أن لا تنازل عن رفع الحصار

مع استئناف المفاوضات غير المباشرة

 

أبدى الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي تشددا في المواقف مع استئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة يوم أمس الأحد، حيث قدمت تل أبيب اشتراطات أمنية، فيما أكد الوفد الفلسطيني تمسكه بمطالبه الأساسية، وأبرزها رفع الحصار عن قطاع غزة.

محمد- د

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التوصل إلى اتفاق في مفاوضات القاهرة مرتبط بما وصفه "ردا واضحا" على احتياجات إسرائيل الأمنية، فيما قالت مصادر إسرائيلية إن احتمالات التوصل إلى تسوية استنادا إلى المبادرة المصرية بعيدة.

واستأنف في القاهرة يوم أمس الأحد المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين لمحاولة التوصل إلى هدنة طويلة في قطاع غزة بدلا من وقف إطلاق النار الذي ينتهي منتصف ليل الاثنين الثلاثاء. وكانت مصر أقنعت الجانبين الأربعاء بالموافقة على وقف جديد لإطلاق النار لخمسة أيام بعد هدنة استمرت ثلاثة أيام لإتاحة الوقت لإجراء مفاوضات بشأن تهدئة دائمة.

وقال نتنياهو في تصريحات في بدء الاجتماع الأسبوعي لحكومته إن إسرائيل لن تتوصل لأي اتفاق تهدئة طويل الأمد مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المفاوضات غير المباشرة الجارية في القاهرة بدون "رد واضح" على احتياجات إسرائيل الأمنية. وأضاف أن "الوفد الإسرائيلي في القاهرة يعمل وفق تعليمات واضحة بالإصرار بحزم على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل"، مؤكدا "سنوافق على التوصل إلى تفاهم فقط في حال وجود رد واضح على احتياجات إسرائيل الأمنية". وأكد نتنياهو أن حركة حماس التي اعتبر أنها منيت بخسارة عسكرية كبيرة لن تخرج من مفاوضات القاهرة بأي نجاح سياسي، مضيفا "إذا اعتقدت حماس أنها ستغطي على خسارتها العسكرية بإنجازات سياسية فهي مخطئة"، مشيرا إلى أنه "إذا اعتقدت حماس أيضا أنها من خلال مواصلة إطلاق الصواريخ ستدفعنا إلى تقديم التنازلات فهي مخطئة".

وفي غزة، أكد المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري تمسك الوفد الفلسطيني" بتحقيق المطالب الفلسطينية ولا تراجع عنها، وهذه المطالب حقوق إنسانية وليست بحاجة إلى كل هذه المعركة والمفاوضات". وقال إن الوفد الفلسطيني من غزة غادر القطاع، ووصل مساء أمس الأحد إلى القاهرة. وقال أبو زهري لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن متمسكون". وأضاف أن "الكرة الآن في ملعب الاحتلال الإسرائيلي".

من جانبه، قال رئيس الوفد الفلسطيني الموحد المفاوض عزام الأحمد في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة قبل ساعات من استئناف المفاوضات غير المباشرة بالقاهرة إن أعضاء الوفد سيلتئمون من جميع المناطق صباح الأحد في القاهرة. ولم يفصح عن موعد بداية الاجتماعات مع الجانب المصري. وأوضح قيادي في حركة حماس أن العروض التي قُدّمت للوفد الفلسطيني في القاهرة "لا تلبي طموح المطالب الفلسطينية". وقال عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية لحماس أسامة حمدان على صفحته على موقع فيسبوك الإلكتروني أمس السبت إن "على إسرائيل القبول بشروط الشعب الفلسطيني أو مواجهة حرب استنزاف طويلة". ونقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن مفاوض فلسطيني -تحدث إليها بشرط عدم ذكر اسمه- القول إن إحدى النقاط العالقة في المفاوضات تتمثل في إصرار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أن تتعهد إسرائيل برفع الحصار عن قطاع غزة قبل انتهاء المباحثات بين الجانبين. وتقترح القاهرة تقليص المنطقة العازلة على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل تدريجيا ووضعها تحت مراقبة قوات الأمن التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، أما بشأن رفع الحصار فلم تكن الوثيقة المصرية واضحة، واكتفت بالإشارة إلى فتح نقاط عبور مغلقة بموجب اتفاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة نقلت مساء السبت عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة سيبلغ مصر رفض إسرائيل المبادرة التي طرحت مؤخرا من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة. وأوضحت المصادر أن الاتفاق المطروح لا يوفر ضمانات أمنية كافية لإسرائيل، ولم يتطرق إلى الإشراف على عملية إدخال البضائع بشكل منظم إلى غزة وتفتيشها بما يضمن ألا تستخدمها حماس من أجل التجهيز العسكري. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر سياسية رفيعة المستوى أن احتمالات التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين استنادا إلى المبادرة المصرية بعيدة، وأكدت تلك المصادر أن إسرائيل ردت حتى الآن بالرفض على جميع الاقتراحات التي عرضت عليها. وقال أحد هذه المصادر إن الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة يتشكل من رجال أمن، وإن التعليمات التي تلقاها من رئيس الوزراء هي الإصرار بحزم على احتياجات إسرائيل الأمنية باعتبارها "شرطا أساسيا" للتسوية.

من جانبه، نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مسؤول كبير قوله إن إسرائيل ستعمل وفقا لمبدأ هدوء يقابله هدوء إذا فشل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار، مضيفا أن "احتمال التوصل لاتفاق قد يكون ضئيلا، ونحن مستعدون للتعامل مع كل الاحتمالات". ولفت مسؤول إسرائيلي آخر إلى أن احتمال التوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد في قطاع غزة مع انتهاء موعد التهدئة الإنسانية الحالية ضئيل جدا.


من نفس القسم دولي