دولي
الإسرائيليون يسخرون من آداء جيشهم في حرب غزة
بشكل يمثل انتقاصا من هيبة ورمزية الجيش
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 أوت 2014
في تطور ملفت، تهكم نشطاء إسرائيليون على قوة جيشهم المزعومة، وذلك عبر نشر ملصقات بالعبرية تقرن شعارات قوات الاحتلال باستهداف الأسواق والمنازل وملاعب الأطفال بعد عجزها عن إضعاف المقاومة في قطاع غزة.
"مرحى جيشنا يقاتل في غزة" هذه عبارة يتداولها ناشطون إسرائيليون بالعبرية في حملة تسخر من قوات الاحتلال وحربها المتعثرة على القطاع. وبرزت في سياق هذه الحملة عدّة ملصقات تعتمد أسلوب الترميز المصوّر في عرض الكيفية التي يقاتل بها الجيش الإسرائيلي على جبهة غزة.
وتظهر في أحد الملصقات العبرية طائرة حربية تستهدف طفلين يلعبان على أرجوحة، ويبدو في ملصق آخر طفل يمارس لعبة كرة القدم بينما يسقط فوقه صاروخ إسرائيلي. ومن الملصقات ما يصوِّر سوقاً مفتوحة تضربها الطائرات الحربية الإسرائيلية بالقذائف. وتحمل ملصقات "مرحى جيشنا يقاتل في غزة" شعار الجيش الإسرائيلي "تساحال"، مع كلمة "غزة" بالعبرية للدلالة على مكان الحدث.
وتنتشر هذه الملصقات في الشبكات الاجتماعية، وتلقى رواجا من جانب ناشطين من فلسطينيي 1948 أيضاً الذين يستخدمونها لفضح انتهاكات الاحتلال وما ترتكبه قواته بحقّ المدنيين والأطفال. كما يتمّ عبر موقع تويتر تداول هذه الملصقات مع تغريدات تسخر من "العملية العسكرية" التي يقوم بها الجيش في غزة. وتثير التعليقات المنشورة التهكّم على "بنك الأهداف" للجيش الإسرائيلي الذي بات يتمثل في ساحات الأسواق ومطاردة الأطفال والفتك بهم.
وتتميّز هذه الحملة عن غيرها من الحملات السابقة بأنها ذهبت إلى حدّ السخرية من الجيش الإسرائيلي والتهكّم عليه، واستحضار شعاره وربطه بما يرمز إلى سلوكه الميداني بحقّ المدنيين بشكل عام والأطفال بشكل خاص. وقالت مروة الخطيب -ناشطة في الإعلام الاجتماعي من فلسطينيي 48- إن رسالة هذه الملصقات هي "شجب واستنكار أفعال الجيش الإسرائيلي غير الأخلاقية التي مارسها بحق سكان غزة". وتضيف أن الجيش بدل أن ينفّذ أعمالا عسكرية قام بقتل السكان العزل من الأطفال والنساء. وأضافت للج "هناك عدة أصوات تنادي اليوم بمحاسبة الجيش الإسرائيلي ومن تبنّى هذه الحرب". وأشارت إلى تراجع صورة الجيش أخلاقياً وعسكرياً ومهنياً على الصعيدين المحلي والعالمي، وقالت إنّ الانطباع العام لدى الجمهور الإسرائيلي هو أنّ هذه الحرب لم تحقق أهدافها.
أمّا الناشط الفلسطيني في الشبكات الاجتماعية أنس مقداد، فعلّق على هذه الملصقات بالقول إنها تحمل رسالة مهمة، وهي امتعاض الإسرائيليين من أداء جيش الاحتلال "الذي وصفه بعضهم بالمخجل بسبب تركيزه على المدنيين والأطفال".
وقال مقداد إنّ "هذه الحرب فضحت عجز الجيش الإسرائيلي عن مواجهة المقاومة، واتضح أنه لم يحقق شيئاً من أهدافه فاضطر إلى الضرب العشوائي. واقتبست هذه الحملة فكرتها من سلسلة ملصقات انتشرت في أوروبا مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة ولقيت رواجاً في أنحاء العالم. لكنّ الملصقات العبرية الجديدة جاءت موجّهة ضد الجيش الإسرائيلي مباشرة وبأسلوب تهكّمي لاذع. ويرى الاستشاري الإعلامي المقيم في بروكسل حسام شاكر أنّ الملصقات العبرية الجديدة تمثل تطوّراً لافتا.
شاكر الذي حرّر دراسات في مجال الترميز المصوّر في الدعاية الإسرائيلية، قال إن أهمية هذه الملصقات تكمن في أنها لا تأتي في سياق التراشق الإعلامي والدعائي بين طرفي الصراع، بل ضمن مساحة الطرف الإسرائيلي ذاته. ويضيف أن هذه الملصقات تكتسب بعدا مهما لأنها تمثل انتقاصا من هيبة ورمزية الجيش في المجتمع الإسرائيلي من خلال ربط شعاراته بمشاهد ميدانية تنتهك الشرف العسكري ومهمّات القتال. ولفت إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يشنّ الحرب في الميدان فحسب، بل في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية أيضاً. وأشار إلى أن لدى الجيش الإسرائيلي فرقا متخصصة لإنتاج ملصقات الترميز المصوّر التي تعبِّر عن الذرائع الدعائية بدقّة. وأضاف أن الملصقات العبرية الساخرة من الجيش تعمل ضمن مساحة جمهوره المباشر، وتقول له إنه يغطي عجزه بقتل الأطفال.
سالم- أ