دولي
الكلمة الأخيرة في المفاوضات لحماس وخسائر نتنياهو تتعاظم
الصحافة الإسرائلية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أوت 2014
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن بنيامين نتنياهو نجح خلال العملية الأخيرة في أن يجعل جميع الوزراء في المجلس الوزاري المصغر ضده، واصفا حركة حماس بأنها هي التي تصرف الأمور، وفي المقابل إسرائيل ترد عليها.
سلطت الصحف الإسرائيلية الضوء على ما يمكن وصفها بحالة إرباك وصراع تخيم على القيادة السياسية والمجلس الوزاري المصغر الذي يقود الحرب على غزة، فيما يرى محللون أن الكلمة الأخيرة في الحرب ومفاوضات القاهرة باتت لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأفردت صحيفة يديعوت تحديدا مساحة واسعة لهذا الملف، وقالت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحرك بعيدا عن التشاور، ويسعى إلى تسوية مع منظمة تصفها (الصحيفة) بـ"الإرهابية". فقد عنونت يديعوت أحرونوت في خبرها الرئيس "نتنياهو لا يتشاور، لا يطلع الوزراء ويتركهم ينتظرونه". وتنقل عن مصدر سياسي قوله إن هدف اجتماع نتنياهو مع وزرائه أمس التنفيس لا غير، فانتهى الاجتماع إلى قطيعة بينه وبين كبار وزرائه. ووفق الصحيفة، فإن جوهر الخلاف يتعلق بعدم وجود أي فكرة لدى الوزراء عن التهدئة وتمديداتها والمفاوضات، إذ عرفوا موقف إسرائيل وقرار نتنياهو بالمصادقة على تمديد وقف النار الأخير عبر شاشات التلفاز.
وفي الصحيفة ذاتها رأى ناحوم برنياع أن نتنياهو نجح خلال العملية الأخيرة في أن يجعل جميع الوزراء في المجلس الوزاري المصغر ضده، واصفا حركة حماس بأنها هي التي تصرف الأمور، وفي المقابل إسرائيل ترد عليها. وحسب الكاتب، فإن نتنياهو لم يكن منذ زمن وحيدا وضائعا بهذا القدر، حيث خسره قبيل التهدئة وزراء المجلس الوزاري المصغر الذين أيدوه أثناء العملية.
ويذهب لاعتبار أن حماس تحظى بشرعية دولية في مفاوضات القاهرة، ويشير إلى أن رئيس "الشاباك" يورام كوهين، واللواء يوآف مردخاي يتحدثان باللغة العربية مع نظرائهما من الاستخبارات المصرية ومسؤول الأمن الوقائي الفلسطيني، لكن الكلمة الأخيرة هي لممثلي حماس. ووصف الكاتب هذا المشهد بالنكبة، واعتبر أنه "نتيجة سياسة خاطئة للحكومة، ونتيجة لسعي الحكومة إلى تسوية مع حماس لأنه لا يتم التوصل إلى تسوية مع منظمة إرهابية".
وفي مقابلة له مع الصحفية ذاتها، وصف رئيس حزب العمل المعارض إسحق هرتسوغ رئيس الحكومة بأنه "ليس قويا في مواجهة حماس، بل يقوي حماس". واعتبر أن الحل في غزة ليس عسكريا، وإنما بتسوية مع السلطة الفلسطينية يتم فيها إشراك حماس في الحياة السياسية الفلسطينية. وتحدث رئيس حزب العمل للصحيفة عن أنه يشعر بـ"البلبلة والشلل في قيادة الدولة العليا"، منتقدا أداء وزراء المجلس المصغر والصراعات بينهم. لكن هرتسوغ اعتبر أن حلفا جديدا تشكل في المنطقة، يضم إسرائيل ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية والسعودية ودول الخليج، معتبرا أنه حلف يعبر عن رؤية إقليمية، على حد وصفه.
في ملف ذي صلة، سلط يوئيل ماركوس في صحيفة هآرتس الضوء على ما رآه غيابا للأهداف السياسية والعسكرية للحرب، والتي قال إنها كانت غائبة من لحظة انطلاقها.
وتحت عنوان "إلى اللقاء في الجولة القادمة" اعتبر الكاتب أن الجاهزية لوقف النار لا تعني الانتصار، مضيفا أنه إذا لم تستخدم إسرائيل الحرب لتسوية ما فإنه يمكن القول إنها لم تفعل شيئا سوى جذب النار والمقاطعة من العالم المتنور.
غير بعيد عن أجواء الحرب، كشفت صحيفة هآرتس عن إطلاق عشوائي لقذائف غير دقيقة على مدنيين في غزة من قبل الجيش الإسرائيلي. وقالت إن أعدادا من القذائف غير الدقيقة أطلقت أكثر مما كان مخططا له، وأكدت الصحيفة استخدام الجيش قوة استثنائية من نار المدفعية بما في ذلك في المناطق المبنية باكتظاظ، ونسبت إلى الجيش اعترافه باحتمال وقوع إصابات كثيرة بين المدنيين جراء نار المدفعية غير الدقيقة. وحسب الصحيفة، فإن العدد الإجمالي لقذائف المدفعية التي أطلقت في "الجرف الصامد" أعلى بأربعة أضعاف ما أطلق في حملة "الرصاص المصبوب" التي سبقتها. ولفتت إلى تحقيق داخلي في الجيش قالت إنه سيركز على عمل ثلاثة قيادات في معركة رفح، هي قيادة لواء جفعاتي، وقيادة فرقة غزة التي عمل تحتها اللواء، وقيادة المنطقة الجنوبية. وقالت إن الأسئلة المركزية التي ستطرح تتعلق بجانبين: الاستخدام المكثف للنار في منطقة مدنية، واستخدام نظام "هنيبال" لإحباط الاختطاف.