دولي

"الله أكبر" تدوي عاليا في سماء غزة

رغم تدمير عشرات المساجد

حتى المساجد بغزة لم تنج من العدوان الإسرائيلي، لكن إرادة الصمود عند أهل غزة لا تقف عند حد، فكلما هدمت إسرائيل مسجدا بنى الغزيون خيمة للصلاة فيها. وتقول إحصاءات إن الاحتلال دمر نحو ستين مسجدًا كليا، و150 مسجدا بشكل جزئي.

وتظهر إرادة الفلسطينيين جلية في تحدي العدوان، إذ إن المصلين في مسجد الإمام الشافعي -الذي بني في ستينيات القرن الماضي- لم يفوتوا أي صلاة فيه بعد قصفه، ولم يختلف حال مسجد "شهداء الأقصى" -الذي بني مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000م وسمي باسمها- كثيرا عن سابقه، حيث ألقت الطائرات الإسرائيلية عليه صاروخين ثقيلين فسوت معظمه بالأرض، لكن مئذنته بقيت شامخة ولم تسقط.

ورغم أن المسجد -الذي يقع في وسط مدينة غزة- لا يصلح للصلاة بسبب القصف إلا أن مؤذنه إبراهيم أبو حصيرة يسارع كل صلاة للأذان من على ركامه، ويقول للجزيرة نت "إن إسرائيل واهمة إن كانت تظن أن باستطاعتها إخماد صوت الله أكبر مع كل صلاة".

ويبدي مؤذن المسجد -الذي قصف يوم الاثنين (21 جويلية)- استغرابه من تبرير إسرائيل قصف المساجد بذريعة استخدامها بأعمال للمقاومة، ويضيف أن "إسرائيل عجزت عن مواجهة المقاومين في ميدان المعركة فقصفت المساجد والمدارس وبيوت الآمنين". ويأمل أبو حصيرة -الذي كان يحمل قطعة من سجاد فرش به المسجد قبل قصفه بعشرة أيام- انتهاء العدوان للشروع بإزالة الركام وإقامة مصلى صغير لرواده، على أن تبدأ أعمال بناء المسجد -أفضل مما كان- بعد توفر الإمكانيات اللازمة لذلك، كما يقول.

وفي الجهة المقابلة لمنزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس غرب مدينة غزة "يصدم" الناظرين مشهد مسجد "الأمين محمد" والذي كان يشتهر بزخرفته الإسلامية وبنائه الحديث، فالطائرات الإسرائيلية حولت طوابقه الثلاثة من الداخل إلى كومة من الحجارة والحديد. المسجد -الذي بُني قبل عقد من الزمن- كان يوفر دروس تقوية للطلاب ضعاف التحصيل العلمي، ويدرّس العلم الشرعي، ويحفظ القرآن الكريم، وقدّم خلال العدوان وقبله إعانات للنازحين، كما يقول أيمن أبو زريبة، أحد رواد المسجد.

وتهدف إسرائيل من قصف المساجد لهدم الدين الإسلامي والعقيدة في نفوس الفلسطينيين -بحسب أبو زريبة- لكنه يقول إنها واهمة "فها هي هدمت المسجد فبنينا خيمة لنصلي فيها، وإذا هدموها سنبني خيمة أخرى، وسنعيد بناء مسجدنا على نفس الأرض لا بل سنوسعه إن شاء الله".

ودمّر الجيش الإسرائيلي أكثر من ستين مسجدا بشكل كلي، و150 مسجدا آخر بشكل جزئي خلال عدوانه على غزة، كما قصف 11 مقبرة للمسلمين والمسيحيين، وثلاث لجان زكاة، ومدرسة شرعية، بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين. سالم- أ


من نفس القسم دولي