دولي
غزة تتنفس... وتتحسس آثار العدوان
بعد بدء سريان التهدئة لمدة 72 ساعة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 أوت 2014
أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في بيانٍ لها أنّ مديريات التربية بقطاع غزة فتحت أبوابها يوم أمس الإثنين، وستقوم بتوزيع الشهادات على المدارس وتسليمها للطلبة.
محمد- د
وعلى أنقاض البيوت المدمرة، استقبل أهالي قطاع غزة، في 15 من جويلية الماضي نتائج البكالوريا. وقد غيّب العدوان الإسرائيلي، وما خلّفته الغارات الحربيّة من مئات القتلى والجرحى، وتدمير لآلاف المنازل، مظاهر الاحتفال بنتائج امتحانات البكالوريا والثانوية العامة (توجيهي). ولم يتمكن حتى اليوم الطلبة من استلام شهاداتهم، بفعل القصف اليومي، وعدم استقرار الأوضاع. وبدت شوارع قطاع غزة، أمس مكتظة بآلاف الطلبة الذين توجهوا لاستلام شهاداتهم التي تؤهلهم للدراسة الجامعيّة.
ويمنح إعلان التهدئة الإنسانية بين إسرائيل، وفصائل المقاومة الفلسطينية، سكان قطاع غزة الشعور بالأمان بمعاودة حياتهم العادية، والطبيعية.
وبدأ في أول ساعات يوم أمس الاثنين سريان تهدئة مؤقتة اقترحتها مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لمدة 72 ساعة، على أمل التوصل إلى وقف دائم لطلاق النار عبر مفاوضات غير مباشرة في القاهرة. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان مساء الأحد، إن هذه الهدنة الجديدة تهدف إلى “تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة، وإصلاح البنية التحتية، واستغلال تلك الهدنة في استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة، والعمل خلالها على التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم”.
ومنذ ساعات الصباح الأولى أمس بدأت طوابير الفلسطينيين تصطف أمام المخابز، ومحال الصرافة، ومحطات مياه التحليّة، وفي كل مكان بإمكانه أن يمد السكان بـ”الحياة” التي افتقدوا تفاصيلها في الساعات السابقة. وأصدرت سلطة النقد تعليماتها لجميع فروع المصارف العاملة في قطاع غزة، بمباشرة تقديم خدماتها المصرفية صباح أمس.
وقالت سلطة النقد في بيان مقتضب تلقت وكالة الأناضول نسخًة عنه إنّ مصارف قطاع غزة ستباشر تقديم خدماتها المصرّفية . ومنذ أكثر من شهر، أعلنت سلطة النقد إغلاق فروع البنوك العاملة، مؤكدة أن القرار استهدف بالدرجة الأولى الحفاظ على سلامة المواطنين وموظفي القطاع المصرفي. وفور إعلان التهدئة الإنسانية، المؤقتة تبدو الشوارع وكأنها في الأيام الطبيعية والعادية، إذ يخرج سكان قطاع غزة، بحثا عن الحياة، التي تتزاحم مع الموت.
وفي شوارع قطاع غزة ارتفع صوت الباعة المتجولين، وهم ينادون على ما يحملون من خضروات، وفواكه. ويرتفع الضجيج أكثر فأكثر، مع خروج أفواج النازحين من مدارس الإيواء، وهم يعودون إلى بيوتهم، لتفقد ما خلّفته آلة الحرب من دمار وخراب. وفي هذه الساعات من التهدئة يحاول أهالي قطاع غزة التقاط أنفاسهم، بالخروج إلى شاطئ البحر، وملامسة رمله الذهبي، والسباحة في أمواجه هربا من الحر وتعب ما خلّفته الأسابيع الماضية. وتعكف الجهات المختصة على إصلاح أضرار القصف الإسرائيلي، كخطوط الهاتف، والمياه، وإصلاح خطوط الكهرباء. وتواصل طواقم الإسعاف والدفاع المدني في انتشال جثامين القتلى، من تحت أنقاض وركام البيوت والأحياء، في المناطق الحدودية لقطاع غزة.
ومن جانبها، دعت وزارة الداخلية في غزة أهالي القطاع، لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال فترة التهدئة. وناشدت السكان في تصريح لها بعدم الاقتراب من الأماكن والمواقع التي تعرضت للقصف.
وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة، منذ السابع من الشهر الماضي، أسفرت عن مقتل 1939 فلسطينياً وإصابة حوالي 10 آلاف آخرين بجراح متفاوتة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. ووفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، قُتل 64 عسكريًا و3 مدنيين إسرائيليين، بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قتلت161 عسكريا، وأسرت آخر.
ومنذ أن فازت حركة “حماس″ بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في جانفي 2006، تفرض إسرائيل حصارا على غزة، حيث يعيش نحو 1.9 مليون نسمة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في جوان من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي “حماس″ عن حكم غزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في جوان الماضي.