دولي

مظاهرات ومواجهات أثناء تشييع جثمان أحد الشهداء

10 شهداء من انتهاء الهدنة

 

 

شيع آلاف الفلسطينيين في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية بعد ظهر أمس جثمان الشهيد نادر إدريس (42عاما)، وذلك في مسيرة كبيرة، وسط مواجهات مع قوات الاحتلال بدأت منذ إعلان وفاة الشهيد متأثرا بجراح أصيب بها يوم الجمعة.

وانطلقت مسيرة التشييع من مسجد الحسين في المدينة إلى مقبرة الشهداء بمشاركة آلاف من ممثلي الفصائل والقوة الوطنية. وقد تجددت المواجهات صباح يوم أمس بين شبان فلسطينيين غاضبين وقوات الاحتلال الإسرائيلية عند باب الزاوية وسط الخليل. وبدأت المواجهات عقب إعلان نبأ استشهاد نادر إدريس متأثرا بجروح أصيب بها في مواجهات أمس الجمعة برصاص الاحتلال. وتزامن ذلك مع إضراب تجاري عم مركز وأحياء محافظة رام الله والبيرة منذ صباح اليوم ويستمر لساعات ما بعد الظهر فضلا عن إغلاق بعض المحال التجارية في الخليل احتجاجا على استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وأوضحت مصادر طبية فلسطينية أن الشهيد ويدعى نادر إدريس (43 عاما) توفي فجر يوم أمس السبت متأثرا بعد أن أصيب برصاصة في صدره أمس الجمعة خلال مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلية في مدينة الخليل. وأمس كان قد استشهد فلسطيني من مخيم الأمعري في المواجهات التي جرت عند مستوطنة بسجوت المحاذية لمدينة رام الله في الضفة الغربية.

وشهدت مناطق مختلفة بالضفة الغربية بعد صلاة الجمعة وحتى ساعات المساء مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في مناطق شمال غرب القدس ورام الله ونابلس وبيت لحم وقلقيلية والخليل حيث سجلت عشرات الإصابات بالرصاص الحي منها عدد من الإصابات المتوسطة. وجاءت المواجهات عقب مسيرات حاشدة في مدن الضفة دعت لها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لدعم مطالب المقاومة الفلسطينية برفع الحصار ووقف العدوان المتواصل على قطاع غزة. وسجلت المصادر الطبية الفلسطينية استشهاد 16 فلسطينيا وإصابة المئات في مواجهات شهدتها أنحاء الضفة الغربية منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من جويلية الماضي.

في سياق آخر استشهد خمسة فلسطينيين يوم أمس السبت في غارات إسرائيلية متجددة على قطاع غزة، وقالت مصادر فلسطينية إن إسرائيل استهدفت خمسة مساجد منذ أمس الجمعة. وأوضح الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة إن شهيدين سقطا إثر استهداف غارة لدراجة نارية في مخيم المغازي بوسط القطاع، وقال إن ثلاثة شهداء آخرين تم انتشالهم من تحت أنقاض مسجد القسام في مخيم النصيرات الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية أمس. وذكرت وزارة الداخلية إن مسجد القسام تعرض للقصف الجوي بعدة صواريخ أدت إلى تدميره كليا باستثناء مئذنته، وألحقت أضرارا جسيمة بأكثر من عشرة منازل مجاورة. وأكدت الوزارة أن إسرائيل استهدفت خمسة مساجد منذ صباح أمس الجمعة بصواريخ أطلقت من طائرات إف 16.

وأفادت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أن الهجمات الإسرائيلية دمرت 63 مسجدا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في الثامن من جويلية الماضي. واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية مجمع الأنصار الأمني غرب غزة الذي يضم بين جنباته سجنا وكلية للشرطة، وأوضحت مصادر إعلامية أن مثل هذه المقرات تخلى من الموجودين فيها خلال فترات العدوان لتجنب سقوط ضحايا.

في المقابل قالت مصادر إسرائيلية إن خمسة صواريخ أطلقت صباح اليوم من قطاع غزة سقطت في مناطق بالنقب الغربي وبالتحديد في أشكول وسدوت هنيغيف. وتحدثت الإذاعة الإسرائيلية عن إطلاق المقاومة الفلسطينية أكثر من خمسين صاروخا أمس الجمعة باتجاه إسرائيل، وهو ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح وإلحاق أضرار بعدد من المنازل. 

وكان خمسة شهداء سقطوا الجمعة -بينهم طفل في العاشرة- إثر غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد انقضاء الهدنة التي امتدت لثلاثة أيام. وعبرت الولايات المتحدة الأميركية عن قلقها بسبب تجدد العدوان في غزة، وحثّت إسرائيل والفلسطينيين على فعل ما بوسعهم للحفاظ على حياة المدنيين. وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيانا طالب فيه الطرفين بـ"عدم اللجوء إلى المزيد من الأعمال العسكرية التي لم تؤد إلا إلى تفاقم الوضع الإنساني المروع بالفعل في غزة". بدورها دعت وزارة الخارجية المصرية الطرفين للعودة الفورية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار واستغلال الفرصة المتاحة لاستئناف المفاوضات. وبدأت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة منذ أكثر من شهر، وأوقعت غاراتها المستمرة على القطاع 1899 شهيدا ونحو عشرة آلاف مصاب، بينما اعترفت إسرائيل بمقتل 64 من جنودها وثلاثة مدنيين.

سالم- أ

من نفس القسم دولي