دولي
الاحتلال يحول بلدة خزاعة إلى أثرٍ بعد عين
من هنا مر العدوان
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 أوت 2014
قضت بلدة خزاعة جنوبي قطاع غزة ثمانية أيام تحت وطأة قصف واقتحام الجيش الإسرائيلي، وخلفت هذه الأيام الثمانية دماراً هائلا في المنازل والمساجد والأراضي الزراعية، إضافة إلى استشهاد العشرات وإصابة مئات من أبناء البلدة التي تحولت إلى أكوام من الركام.
للوهلة الأولى لا يكاد الداخل لبلدة خزاعة -شرق خان يونس- بقطاع غزة يصدق أنها هي نفسها التي كانت قبل العدوان الإسرائيلي، فقد كشف انسحاب الجيش الإسرائيلي منها حجم الخراب والدمار الذي أوقعه الإسرائيليون بمنازل المواطنين بعد أن قتلوا وأصابوا العشرات من سكانها.
على جانبي الطريق إلى خزاعة تتشابة الأماكن في مشهد الدمار، فأينما نظرت وجدت أثر القصف على المنازل والمساجد والمنشآت. وبدأت قصة خزاعة مع العدوان عندما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على الطريق العام شرق خان يونس، ففصلت خزاعة عن البلدات الأخرى المجاورة، ولم تتمكن سيارات الإسعاف أو سيارات الدفاع المدني من الوصول للبلدة. وفي 29 جويلية تحركت آليات الاحتلال من منطقة "شراب العسل" شرق خان يونس باتجاه منطقة "الفاو" ثم حاصرت خزاعة.
عملية الاقتحام صاحبها قصف مكثف من طائرات "إف16" والمدفعية الإسرائيلية لمنازل المواطنين، كما صاحبها تحرك للقوات الإسرائيلية الخاصة باتجاه البلدة. وخلال العملية قضى عشرات الشهداء تحت أنقاض منازلهم، كما ارتكبت القوات الإسرائيلية عدة مجازر بأنحاء متفرقة من البلدة. ووقف القصف الشديد حائلا دون خروج مئات من سكان خزاعة إلى البلدات المجاورة. وتمكن قليلون من الخروج، فلاحقتهم الطائرات الإسرائيلية وحولت كثيرين منهم إلى أشلاء. ورغم كثرة الشهداء والمصابين وتكرار المناشدات عجزت سيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني عن الوصول للبلدة أو حتى الاقتراب منها.
ثمانية أيام من العدوان على البلدة الحدودية خلفت أكثر من تسعين شهيداً وأكثر 250 جريحاً، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من انتشال عشرات الجثث إلا بعد إعلان التهدئة الثلاثاء الماضي لمدة 72 ساعة. وارتكب الجيش الإسرائيلي مجازر بحق عائلات بأكملها كعائلة النجار التي استشهد عشرون من أفرادها جراء قصف استهدف منزلا نزحوا إليه ببلدة بني سهيلا القريبة من خزاعة. وقال شهود عيان إن قوات الجيش الإسرائيلي أعدمت ستة من عائلة "النجار" على مرأى الجميع، وأعدموا رجلأ أمام عائلته.
وحولت طائرات ومدفعية الاحتلال أكثر من 550 منزلا إلى ركام، وألحقت خسائر بنحو 900 منزل بعضها أصبح لا يصلح للسكن. كما دمرت ستة مساجد بشكل كلي وثلاثة أخرى لحقت بها أضرار كبيرة. وحولت مئات الدونمات الزراعية المملوكة لمزارعين فلسطينيين لمساحات ترابية. ومع انتهاء العدوان على البلدة وانسحاب آليات الاحتلال، عاد المواطنون لتفقد منازلهم المدمرة، لكن معاناتهم تفاقمت جراء استمرار الانقطاع المستمر للماء والكهرباء. وتقع بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وتبلغ مساحتها قرابة (40.000) متر مربع، ويسكنها قرابة 11 ألف نسمة.
ق- د