دولي

رغم العدوان والخذلان.. غزة تنتصر

المقاومة تحوّل صقور الاحتلال إلى حمائم

حماس: أصابعنا ستبقى على الزناد

 

بعد 30 يوما من العدوان الإسرائيلي على غزة الصمود والمقاومة، عادت قوات الاحتلال تجر أذيال الخيبة وهي تنسحب من حدود القطاع التي صان حرمتها ودافع عن حماها دم 1880 شهيد، دفعوا أرواحهم فداءا لكرامة غزة والعرب غير مبالين بخذلان العرب لهم. 

 محمد- د

وكما جرت العادة في إسرائيل بعد أن تضع الحرب أوزارها، يبدأ الساسة من جميع الخارطة السياسيّة بتوجيه الانتقادات للحكومة، حتى أن كبار المحللين الصهاينة كتبوا أن مصير نتنياهو السياسيّ يتعلّق بمحمد الضيف، القائد العّام لكتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، الجناح العسكريّ لحركة حماس. وفي هذا السياق، نقل مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة هآرتس العبريّة، عاموس هارئيل، عن ضابط رفيع المستوى في جيش الاحتلال الإسرائيليّ قوله إنّه كان المطلوب من الجيش توجيه ضربة قاسية إلى كلّ من حركتي حماس والجهاد الإسلاميّ، والقضاء على خطر الأنفاق والحدّ من المس بالجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، وزاد الضابط عينه قائلاً إنّ جيش الاحتلال قد قام بتنفيذ جميع هذه المهمات، ولكنّه استدرك قائلاً إنّ استكمال المهمة الرابعة وهي معالجة سلاح حماس، وتحديدًا منظومتها الصاروخية فيعود إلى طبيعة الاتفاق السياسيّ الذي سيتبلور في حال التوصل إليه. ولفت المُحلل أيضًا إلى أنّه برزت في الأيام القليلة الماضية مجددًا داخل الجيش الحجة لدى إسرائيل أي عنوان كي تردعه أو تتوصل معه بصورة غير مباشرة إلى ترتيبات، على حدّ تعبيره. وأوضح هارئيل قائلاً إنّه في الأيام القليلة القادمة، سيُطلق السياسيون العنان لألسنتهم بعد ضبط النفس الذي فرضوه على أنفسهم عندما كان جنود الجيش الإسرائيليّ يُقتلون في قطاع غزّة، وسوف يدّعون أنّه لولا تردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والجنرالات لكانت حماس قد هُزمت بشكل نهائيّ، لكنّ الذين يقولون ذلك، أضاف المُحلل الإسرائيليّ، لا يُدركون الواقع الأمني القائم في القطاع جيدً.

لافتًا إلى أنّ حماس قد قامت ببناء منظومة متشعبة تحت الأرض تسمح لها بتوجيه مقاتليها وتدفيع الجيش الإسرائيلي ثمنًا باهظًا لاحتلاله غزة. وشدّدّ المُحلل، استنادًا إلى ضباط كبار في جيش الاحتلال، شدّدّ على أنّ مدينتي غزة وخان يونس ليستا مثل نابلس ورام الله أيام عملية الجدار الواقي في العام 2002، والتي قام فيها الجيش الإسرائيليّ بإعادة احتلال الضفّة الغربيّة، مؤكّدًا على أنّه ليس من قبيل الصدفة أنّه قام الجيش الإسرائيليّ بطلب من نتنياهو بعرض ماذا تعني كلفة احتلال القطاع كله أمام المجلس الوزاري، تحوّل أكثر الوزراء صقرية إلى أكثر من هادئين.

في سياق موازي قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق إن الوفد الفلسطيني لم يتلق ردا من إسرائيل على مطالب تقدم بها عبر مصر، وحذّر من التماطل في الاستجابة لها قائلا إن المقاومة مستعدة للعودة إلى القتال. وأكد الرشق تمسك الوفد المفاوض في القاهرة بكافة المطالب المتمثلة في رفع الحصار والإفراج عن الأسرى وإقامة الميناء البحري والجوي وفتح ممر بين الضفة الغربية وقطاع غزة، معتبرا هذه النقاط مطالب الشعب الفلسطيني بكامله. وحول تمديد الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ صباح أمس لمدة 72 ساعة، قال الرشق إن قرار التمديد تتخذه الفصائل على الأرض ويعتمد على مجريات المفاوضات، وحذر من محاولة الاحتلال المماطلة بمطالب الشعب "لأن المقاومة جاهزة ويدها على الزناد للعودة إلى القتال". وكان مسؤولون مصريون قد التقوا الثلاثاء في القاهرة وفدا إسرائيليا، ونقلوا مطالبه أمس إلى المفاوضين الفلسطينيين في إطار المحادثات التي تهدف إلى إحلال تهدئة دائمة في غزة. وقال مفاوضون فلسطينيون إن الوفد الإسرائيلي عاد إلى إسرائيل للاجتماع مع الحكومة ونقل ما دار في اجتماعهم بالمصريين، وأوضحوا أن الوفد الإسرائيلي سيعود اليوم إلى القاهرة لمواصلة التفاوض غير المباشر مع الوفد الفلسطيني برعاية مصر وإشرافها. وأكدت حماس رفضها مجرد الاستماع لطرح نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة الذي تطالب به إسرائيل كشرط لتهدئة دائمة في القطاع بعد عدوانها الجوي والبري الذي استمر قرابة شهر.

من جانب آخر قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن واشنطن ستشارك على الأرجح في مفاوضات القاهرة، وأوضحت للصحفيين أن مستوى هذه المشاركة وموعدها سيحددان في وقت لاحق. والتحق بالقاهرة أمس المنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط روبرت سيري ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط توني بلير للمشاركة في مساعي التوصل إلى اتفاق تهدئة دائم في قطاع غزة.

من نفس القسم دولي