دولي

نتنياهو يلمح على أن الحرب لم تدمر منظومة حماس الاستراتيجية

يديعوت: المقاومة انتصرت ونتنياهو خيب آمالنا

 

 

قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس "إن حركة حماس بذلت جهودا هائلة من أجل بناء منظومة استراتيجية"، ملمحا إلى أن العدوان على غزة لم ينجح في تدميرها كليا.

وهنأ نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه جيش الاحتلال والشاباك على "إنهاء عملياتهم العسكرية في قطاع غزة، وأضاف أن "هذه عمليات معقدة ونفذها جنود أبطال في ظروف قتالية صعبة، وخسرنا خلالها الكثير لكننا انجزنا الكثير أيضا". وتابع نتنياهو أن "العملية العسكرية وجهت ضربة إلى المنظومة الاستراتيجية التي استثمرت فيها حماس جهدا هائلا على مدار سنين، ومثلما قلت في بداية العملية العسكرية فإنه لا يوجد ضمان لنجاح بنسبة 100%، لكننا فعلنا كل ما بوسعنا من أجل تحقيق أكبر ضرر بالأنفاق".

وأعلن جيش الاحتلال عن انتهاء عملياته ضد الأنفاق وتدمير 32 منها وسحب قواته من قطاع غزة قبل بدء سريان التهدئة لمدة 72 ساعة، صباح أمس غير أن فصائل المقاومة الفلسطينية أكدت أن ما لقيه الاحتلال خلال عدوانه على القطاع لا يمثل إلا جزء من قدراتها، مؤكدة ان لديها من القدرات ما يجبر الاحتلال على الرضوخ لشروطها.

في سياق ذي صلة قال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "شمعون شيفر" "إن أداء الحكومة الإسرائيلية وقيادة الجيش خلال الحرب على غزة، كان مخيباً للأمل، وقد تورط إسرائيل بمحاكم دولية". ويدحض في مقالة نشرها اليوم ادعاءات نتنياهو بشأن "إنجازات الحرب".

ويقول شيفر: "في نهاية الأسبوع اختار نتنياهو الانسحاب من قطاع غزة دون تسوية ودون حسم، اختار أن يواصل استنزاف "إسرائيل" في حرب لا نهاية لها. ويتضح بشكل قاطع أن "الناضج والمسؤول"، "بيبي كينغ"، من كتب لنفسه شهادات تقدير خلال أيام الحرب في غزة، وحاول الظهور كمن "يعمل باتزان وحكمة" يظهر ببالغ الأسف والأسى شخصية ضعيفة تختار للجيش أهدافا حسب مفاهيم- يجد حتى من يريد مصلحته صعوبة في فهمها- بدءا من "هدوء سيرد عليه بهدوء" وصولا إلى "تدمير الأنفاق" ويضيف: "حماس والجهاد تسعيان دون تأتأة لتحقيق الهدف الذي حدداه، رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية، ودون تحقيق هذه الأهداف لا يعتزمان وقف إطلاق القذائف الصاروخية، وبالمقابل بنى نتنياهو برجا ورقيا من الأهداف التي تتهاوي أمام ناظريه". ويتابع: "تتصاعد في المستوى السياسي الانتقادات لقيادة الجيش ونتنياهو ويعلون وغانتس، الذين أوجدوا في بداية العملية العسكرية مفهوم "القتال المتدرج" – تصاعد مرحلي وتدريجي في استخدام القوة، سيحتاجون إلى منحنا إيضاحات وتفسيرات في ضوء الحقيقة المؤسفة بأن طريقتهم التدريجية لم تؤثر على حماس ولم تثر لديها انطباعا".

ووجه "شيفر" تساؤلات لنتنياهو وأنصاره: "ماذا تريدون، احتلال قطاع غزة"؟ الجواب لا، لا يوجد عاقل يمكنه أن يقترح احتلال قطاع غزة، لكن الاقتراح المبني على منطق عسكري يجب أن يخضع حماس - وبالأساس إرادتها القتالية". ويتابع: ""نزع سلاح غزة وتطويرها"؟، هذا أمر يمكن تحقيقه في حال إخضاع حماس، ومن غير الوراد نزع سلاح حماس وهي مسيطرة على قطاع غزة". ويدحض مقولة الحكومة بأنه "حينما يرى قادة حماس حجم الدمار الذي أسقطه الجيش سيتجهون للتهدئة". ويصفه بأنه "كلام فارغ". ويضيف: "في اللحظة التي سيشاهد المجتمع الدولي حجم الدمار ستتجه كل الانتقادات إلينا، وسنقف أمام لجان تحقيق دولية ولن يكون بمقدور لابسي البزات العسكرية الهبوط في أي مطار دولي".

ويضيف: "وعد نتنياهو يوم أمس بإيجاد حل لمشكلة الأنفاق، وكتب في سجله الجدار على طول الحدود مع مصر وجدار آخر مخطط على طول نهر الأردن، تخيلوا أنفسكم داخل دولة محاطة بالجدران فوق وتحت الأرض ومحمية بواسطة منظومات صواريخ. لكن نتنياهو لم ينبس ببنت شفه عن أي حل آخر- تسوية تضمن الحياة على جانبي الحدود".

وتابع: "حتى الآن، أسقط نتنياهو علينا خيبة أمل مصحوبة بغضب على الثمن الباهظ بحياة الناس والمصابين، 28 يوما دون حسم هي ليست شيئاً يمكن التفاخر به، يمكن لنتنياهو أن يواسي نفسه بمقولة نسبت لهنري كسنجر الذي قال: "الحكومات تقوم بالشيء الصحيح فقط بعد أن تستنفذ كل الخيارات الأخرى. ونحن ننتظر". 

عادل- أ

من نفس القسم دولي