الوطن

الجزائر تستنفر لتكثيف مراقبة مجالها الجوي مع ليبيا

أعلنت عن إجراءات جديدة لترحيل الرعايا الجزائريين

 

كشفت مصادر مطلعة امس أن الجزائر أعلنت إجراءات لترحيل رعاياها من ليبيا عن طريق تونس، مقررة مراقبة مجالها الجوي مع ليبيا وسط احتمالات بإغلاقه كليا. 

وأكدت أن الحدود الجزائرية - الليبية أصبحت منطقة عسكرية وذلك بعد رصد "تهديد جدي". وأفادت صحيفة «الحياة» اللندنية عن المرجع ذاته بأن تعليمات أعطيت للبعثة الدبلوماسية الجزائرية في تونس، لمساعدة الجزائريين الراغبين في العودة من ليبيا، وأشارت المصادر إلى أن الجزائر وفرت منذ العام 2012 وسائل برية وجوية وبحرية كبيرة أتاحت لما لا يقل عن خمسة آلاف جزائري مغادرة ليبيا. وأبلغ المصدر للصحيفة عن استنفار من الدرجة الأولى على طول الحدود مع ليبيا، والتي أصبحت منطقة عسكرية إثر رصد المجلس الأعلى للأمن في الجزائر ما وصفه بالتهديد الجدي لقواته الحدودية. ونفذ سلاح الجو الجزائري طلعات مراقبة في مناطق جبلية حدودية بين البلدين، تحسبا لتسلل إرهابيين، نافيا ما تداول عن إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات الآتية من ليبيا، مشيرًا إلى وضع الأجواء قيد المراقبة المستمرة تحسبًا لإغلاق محتمل. 

وأعلنت الحكومة الاسبوع الماضي إجلاء خمسة آلاف من رعاياها في ليبيا، بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة. 

وقال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف، في تصريح صحفي: "إن السلطات أبلغت التمثيليات الدبلوماسية في تونس بضرورة توفير جميع الوسائل لمساعدة الرعايا الجزائريين المقيمين في ليبيا، الراغبين في العودة من هذا البلد بالنظر إلى تدهور الأوضاع الأمنية هناك". ووضعت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أرقامًا هاتفية للاستعلام والاتصال بالمصالح الدبلوماسية في تونس. 

وسحبت الجزائر، ماي الماضي، سفيرها من طرابلس وأجلت كل طاقمها الدبلوماسي بعد محاولة خطف السفير الجزائري في طرابلس. 

وقد أكدت المعارك الأخيرة في مناطق مختلفة من ليبيا طالت مطار طرابلس الدولي موقّعة خسائر غير مسبوقة في صفوف العسكريين والمدنيين، أن مهمة الدولة الليبية في فرض نفسها وإنجاز القانون وهيبة المؤسسات، قد أصبحت أكثر صعوبة وأبعد منالا من أي وقت مضى. إذ لم تشفع الانتخابات الأخيرة التي أعقبت أزمة سياسية حادة في تدبير أمور الاقتصاد والقضاء والأمن والمؤسسات الدستورية ولم تستفق ليبيا بعد من هستيريا الحرب الضروس ضد المليشيات المتشددة المتمركزة بالأساس شرقا، والتي حوّلت ليبيا إلى قنبلة موقوتة قد تتسبب في خسائر لجيرانها وللعالم بشكل عام. 

كما نشرت مجموعة أنصار الشريعة المصنفة في العديد من الدول على أنها تنظيم إرهابي على صفحتها في أحد المواقع الاجتماعية، صورا لما أسمته"غنيمة حربها" ظهرت فيها عشرات قطع السلاح وصناديق الذخائر التي استولت عليها بعد سيطرتها على مقر قيادة قوات الصاعقة في وسط مدينة بنغازي، ويعد هذا الهجوم ضربة موجعة للقوات العسكرية النظامية التي يقودها العقيد المتقاعد خليفة حفتر الساعية إلى القضاء على المجموعات المتشدّدة التي تهدد ليبيا ودول المنطقة ومصالح العديد من الدول الأوروبية والآسيوية وأميركا. 

محمد. ا

من نفس القسم الوطن