دولي

الوفد الفلسطيني في القاهرة يبحث عن “ضامن” لاتفاق التهدئة مع إسرائيل

بينما تؤكد المقاومة جهوزيتها للاستمرار في القتال

إسرائيل تخرق هدنة إنسانية أعلنتها بنفسها 

 

بانتظار ما ستؤول إليه أمور المفاوضات والاتصالات الجارية في العاصمة المصرية القاهرة، بين وفد الفصائل الفلسطينية وبين المسؤولين الأمنيين المصريين للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل تنهي الحرب الحالية على غزة، فإن الجانب الفلسطيني يبحث عن “ضامن” لهذا الاتفاق.

محمد- د

وفي أعقاب نقل “المطالب المختصرة” للفصائل الفلسطينية، إلى الجانب المصري الذي يسعى كوسيط إلى التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين وإسرائيل لابرام التهدئة، يدور الحديث والبحث الآن على “ضامن الاتفاق” الذي من المحتمل أن يتم التوصل إليه في أي لحظة، خاصة وأن مطالب الفصائل الفلسطينية لا تعتبر تعجيزية، وسبق وأن وافقت عليها في وقت سابق الإدارة الأمريكية التي عرضت اتفاق معدل عن الورقة المصرية لتهدئة، تحدثت عن فك وإنهاء حصار غزة، في إطار الحل الدائم للتهدئة. وقد سلمت الفصائل الفلسطينية الجانب المصري ورقة تشمل على شروطها لإبرام التهدئة، وتشمل وقف إطلاق النار وانسحاب قوات إسرائيل بالكامل من غزة، وإنهاء الحصار وفتح المعابر، ورفع الطوق عن الصيادين ومزارعي الحدود.

وجرى إبلاغ مصر أن السلطة الفلسطينية هي التي ستتولى كل أمور إدارة معابر قطاع غزة بالكامل، لقطع الطريق على أي اعتراض إسرائيلي أو دولي لتسيير المعابر التي تضم معابر الأفراد والبضائع. ووصف أكثر من مسؤول فلسطيني بينهم المسؤول الرفع في حركة حماس عزت الرشق أحد أعضاء الوفد اللقاء الأول مع المسؤولين المصريين بأنه إيجابي. ونقلت مصر شروط الفصائل الفلسطينية إلى إسرائيل، خاصة وأن هذه الشروط أصبحت تتبناها القيادة الفلسطينية التي تشارك في المباحثات بوفد مشترك يمثل كل الفصائل، وأن هناك دور أمريكي وآخر لجهات دولية في تلك المباحثات الدائرة الآن في مصر رغم عدم حضور وفد إسرائيلي حتى اللحظة.

ويتطلع الوفد الفلسطيني إلى أن تكون هناك ضمانة من جانب الإدارة الأمريكية إلى جانب مصر، وأخرى من جهات دولية للجنة الرباعية أو الأمم المتحدة لاتفاق التهدئة حال أبرم مع إسرائيل. وفي إطار التهدئة الإنسانية التي أعلنتها إسرائيل من طرف واحد، هناك من يشير إلى أنها جاءت بطلب من الجانب المصري، بعدما خرقت إسرائيل التهدئة الأخيرة الجمعة الماضية بمجزرة كبيرة في جنوب قطاع غزة وتحديدا في مدينة رفح، ولتكون هذه التهدئة مقدمة حسب التخطيط لواحدة أكبر في ظل مباحثات القاهرة.

في سياق ذي صلة اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن الهجوم الذي نفذه شاب فلسطيني، أمس الاثنين في مدينة القدس، “رد فعل طبيعي على ما ترتكبه إسرائيل من مجازر في قطاع غزة”. وقال فوزي برهوم، المتحدث الرسمي باسم الحركة إن عملية القدس “فعل مقاومة وشجاع، ورد فعل طبيعي على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة”. ودعا برهوم إلى “تصعيد المقاومة بكافة أشكالها في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية”. وكانت الشرطة الإسرائيلية، قالت الإثنين، إنها قتلت فلسطينيا نفذ هجوما بواسطة “جرافة”، في مدينة القدس الشرقية، ما أدى لوقوع إصابات. وقالت مصادر من السكان الفلسطينيين مدينة القدس، إن “سائق الجرافة هو محمد جعابيص (23 عاما)، ومن سكان حي جبل المُكبِّر في القدس الشرقية”.

و ارتفعت حصيلة عدد الشهداء في اليوم 29 من العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى 20 شهيدا وعشرات الجرحى، رغم إعلان الاحتلال الإسرائيلي لهدنة إنسانية منذ الساعة العاشرة من صباح أمس وحتى الخامسة مساء، باستثناء منطقة رفح. وذكرت مصادر طبية في مجمع الشفاء الطبي ظهر أمس الاثنين، استشهاد طفلة من عائلة البكري متأثرة بجروح كانت أصيبت بها صباح اليوم إثر قصف منزل عائلتها من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية. وتواصل طائرات الاحتلال والمدافع قصفها على قطاع غزة موقعة عددا من الشهداء والجرحى في بداية اليوم التاسع والعشرين للعدوان المتواصل. وأعلنت المصادر الطبية استشهاد الشاب فادي عبد الكريم ماضي (26 عاما)، إثر إطلاق طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخا بشكل مباشر نحوه في منطقة مصبح شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. كما تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي شرق مدينة خان يونس.

وتشن إسرائيل حرباً على قطاع غزة، منذ السابع من جويلية الماضي، أسفرت عن استشهاد اكثر من 1837 فلسطينياً وإصابة 9450 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وفي الجانب الإسرائيلي، أسفرت الحرب حتى التوقيت نفسه، بحسب بيانات رسمية، عن مقتل 64 عسكرياً و3 مدنيين، وإصابة نحو 1008من بينهم 651 جندياً و357 مدنيا، بينما تقول كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها قتلت 161 جندياً، وأسرت آخر.

من نفس القسم دولي