دولي

غضب إسرائيلي وشعور بالمهانة وإقرار بفشل العدوان بعد الانسحاب التدريجي من غزة

حماس: نتنياهو محبط ومهزوم والمقاومة متواصلة

خبراء صهاينة: حماس حققت التوازن الاستراتيجي معنا

أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، مرتبكة وتؤكد مدى إحباطه وهزيمته”، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تبعات عدوانها على قطاع غزة.

محمد- د

وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح صحفي إن “تصريحات نتنياهو تؤكد إحباطه وهزيمته وستواصل المقاومة التصدي للعدوان حتى تحقق أهدافها”. وأكد أن “نتنياهو حاول في تصريحاته صناعة نصر وهمي من خلال إعلانه استهداف أنفاق المقاومة في قطاع غزة”. وقال برهوم إن “مؤتمر نتنياهو محاولة لترميم النفسية الإسرائيلية المهزومة، نتنياهو يتحدث عن انتصار مزيف من خلال استهداف المواطنين الأبرياء في بيوتهم”. ومضى قائلا: “حديث نتنياهو عن هدم الأنفاق على حدود قطاع غزة أمر مضحك ولا أساس له من الصحة”. واعتبر برهوم أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي الانسحاب أحادي الجانب من غزة، “لا أهمية له والمقاومة ستواصل التصدي للعدوان الإسرائيلي”. وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانا على القطاع، الذي يعيش فيه أكثر من 1.8 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ عام 2006.  وأسفرت الحرب الإسرائيلية حتى ساعة كتابة هذا الخبر، عن استشهاد نحو 1830 فلسطينيا وإصابة 9080 آخرين معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين. ووفقا للرواية الإسرائيلية، قتل 63 عسكريا وثلاثة مدنيين إسرائيليين، وأصيب أكثر من 530 أغلبهم من المدنيين، معظمهم أصيبوا بحالات “هلع”. بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس” إنها قتلت 161 جندياً إسرائيلياً وأسرت آخر.

في نفس السياق فقد أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانسحاب التدريجي من قطاع غزة والبدء بوقف لإطلاق النار من جانب واحد انتقادات وتساؤلات إسرائيلية حادة حول ما حققته الحرب على غزة والتي استمرت نحو شهر، وكبدت الاحتلال خسائر مادية وبشرية كبيرة.

و منذ الإعلان عن قرار الانسحاب التدريجي من غزة دون تسوية، تشهد إسرائيل جدلا واسعا حول صحة القرار وجدوى الحرب المكلفة. وتبرر وزيرة العدل تسيبي ليفني قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالانسحاب دون تسوية أو اتفاق بالقول إن إسرائيل لا تتعامل مع حماس بالمفاوضات بل بالرصاص. وتضيف في تغريدة على موقع تويتر إن "إسرائيل لا تعد تسوية مع حركة حماس، بل ضدها من خلال تسوية إقليمية ودولية". وتتابع "العملية مستمرة وفق قراراتنا ومبادرتنا حتى تنجز إسرائيل أهدافها". لكن شركاء ليفني في الائتلاف الحاكم سارعوا للتعبير عن احتجاجهم على وقف النار قبل إنهاء المهمة، ودون تحقيق نصر حاسم على الفلسطينيين. وذهب رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست زئيف إلكين (الليكود) للدعوة لتشكيل لجنة تحقيق بالحرب "دون لف ودوران". ويقول لموقع "واينت" إنه لا مفر من لجنة تحقيق لفحص الأسئلة القاسية التي تصرخ من قلب هذه الحرب. وتابع "أراجع استنتاجات لجنة فينوغراد للتحقيق بحرب لبنان الثانية واستنتج كم هي غير مجدية لأن استخلاصاتها لم تطبق والجولة القادمة مع حماس قريبة جدا".

أما داني دانون نائب وزير الدفاع (الليكود) -الذي أقاله نتنياهو من منصبه في مستهل العدوان- فيتساءل في حديثه للقناة العاشرة: ماذا حققت الحرب التي استغرقت نحو الشهر، وحظيت بدعم عربي ودولي وكلفت عشرات القتلى الإسرائيليين؟ وكرر ما سبق وقاله قبل أيام رئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يدلين بأن الحرب أفرزت حالة تعادل إستراتيجي بين إسرائيل وحماس. وتابع دانون "لا نملك أي بشارة لسكان جنوب إسرائيل، وهذه تحتاج لإبقاء الملاجئ مفتوحة لأن الجولة القادمة مسألة وقت".

أما وزير السياحة عوزي لانداو (إسرائيل بيتنا) فلم يكن أقل حدة بانتقاد القرار بوقف الحرب، بقوله إن قوة ردع إسرائيل تآكلت بشكل دراماتيكي.

كما يؤكد أن إسرائيل لم تحقق هدفها لأن الأنفاق هدف هامشي، والخطر الأهم هو الصواريخ، وقيادة حماس نجت وستبادر لحفر الأنفاق مجددا وتطوير الصواريخ لتحمل رؤوسا كيميائية أو بيولوجية. وقال لانداو للقناة الثانية إنه يأمل أن القرار بالانسحاب تكتيكي فقط، مشيرا إلى نجاح المقاومة الفلسطينية بإغلاق سماء إسرائيل وشل حركة الطيران لعدة أيام، ولتحولها لحركة شعبية بالشارع الفلسطيني. من جهته، أيد رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ (العمل) القرار الحكومي، لكنه قال للإذاعة العامة إن الأمور بخواتيمها لأن الصورة غير واضحة بعد، مؤكدا أن امتحان نتنياهو يكمن بمدى فهمه أن الحل ليس عسكريا بل بالتفاوض مع محمود عباس بعد ضرب حماس. وهذا ما أكده عضو الكنيست السابق ران كوهن (ميرتس) للقناة الأولى والذي انتقد عدم إنهاء الحرب باتفاق، وقال إن حماس لم تولد من الفراغ وهي جزء من الشعب الفلسطيني وينبغي التعامل معها في إطار حكومة الوحدة الوطنية وبمشاركة المجتمع الدولي.

وينقسم الإعلام الإسرائيلي بين مؤيد ومعارض لقرار الحكومة، حيث وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت قرار نتنياهو بالشجاع. وفي افتتاحيتها اليوم تقول صحيفة هآرتس إن المجلس الوزاري المصغر اتخذ قرارا بالانسحاب التدريجي من غزة دون تسوية تستند على تقييم مصدر عسكري كبير بأن الحملة البرية توشك على تحقيق هدفها بتدمير الأنفاق. لكن أوساطا إعلامية أخرى عبرت عن قلقها من النتيجة الراهنة. واعتبر المحرر السياسي لإذاعة الجيش رازي باركئي أن القرار بوقف النار دون تسوية يترك في الفم مذاقا مرّا. ويضيف أن الوضع الراهن يثير شعورا بتفويت فرصة، منوها للثمن الباهظ الذي سددته إسرائيل بعدوانها وأن غزة تنزف والمقاومة باقية فيها دون حل جذري للأنفاق. وهذا ما يؤكده المحرر السياسي للقناة الثانية أودي سيجل بقوله إن احتمال نجاح المبادرة الإسرائيلية هذه يناهز الصفر منوها لأهمية إحراز تسوية مع الجانب الفلسطيني. وعبر رؤساء الحكم المحلي بالمنطقة المحيطة بقطاع غزة عن خيبة أملهم من وقف الحرب دون إزالة تهديدات الصواريخ والأنفاق التي دفعت السكان للهرب نحو مناطق أخرى منذ بداية العدوان. وشهدت مدينة سديروت التي تتعرض لصواريخ المقاومة منذ سنوات مظاهرة عفوية ليلة أمس احتجاجا على إعلان نتنياهو عن القرار بالانسحاب التدريجي.

من نفس القسم دولي