دولي

إسرائيل تبحث تغطية هزيمتها عبر إنهاء العدوان على غزة من جانب واحد

حماس: أي قرار لإنهاء العدوان يجب أن يتضمن نشر قوات دولية

 

أفادت مصادر إعلامية وسياسية مطلعة أنه من الوارد جدا أن تعلن إسرائيل من جانب واحد خلال يوم أو يومين إنهاء العدوان على قطاع غزة، كما أشارت إلى خلافات داخل المجلس الوزاري الأمني المصغر حول مستقبل العدوان العسكري. في الوقت الذي قالت فيه حركة حماس أن أي قرار لإنهاء العدوان على غزة يجب أن يتضمن نشر قوات دولية وفق حدود 04 جوان 1967.

 

وقالت  المصادر إن حكومة تل أبيب قد تعلن سحب قواتها من المناطق الحدودية التي توغلت فيها داخل قطاع غزة، على أن يكون ذلك مقابل "ضمانات دولية". وأضافت أن الوزاري الأمني الذي أنهى فجر يوم أمس السبت اجتماعا جديدا استغرق خمس ساعات بحث الانسحاب من جانب واحد أو توسيع العملية العسكرية البرية التي مضى عليها أسبوعان. ولم يصدر بيان عن الاجتماع الذي جاء بعد ساعات من انهيار الهدنة التي كان مفترضا أن تسري لمدة 72 ساعة بدءا من الثامنة من صباح يوم الجمعة بتوقيت فلسطين نظرا لخرق فوات الاحتلال لها. كما جاء هذا الاجتماع قبيل بدء المحادثات المرتقبة في القاهرة بشأن اتفاق محتمل ينهي الحرب القائمة على غزة.

كما أفادت المصادر أن هناك انقساما بالوزاري الأمني بين داعٍ إلى توسيع العملية العسكرية بقطاع غزة من أجل ما يوصف بتقويض حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومعارض لذلك. وأضافت أن أطرافا داخل إسرائيل تقول إن الجيش استنفد أغراضه من العملية العسكرية البرية, وهو ما يفرض سحبه من المناطق التي توغل فيها. كما أشار إلى أن الأصوات تتصاعد مطالبة نتنياهو بوقف الحرب باعتبار أن أهدافها لم تتضح, فضلا عن الدمار الكبير الذي أحدثته في قطاع غزة. ويقول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الهدف الأساسي من هذا الحرب ضرب منظومة الأنفاق في قطاع غزة. وكانت تل أبيب قد رجحت بدءا أسر كتائب عز الدين القسام لكن جيش الاحتلال لم يستبعد اليوم مقتله. وقبل أيام, قال كيري إن نتنياهو اتصل به وطلب منه التوسط لإقرار هدنة. وتكبد الجيش الإسرائيلي منذ بدء العدوان في الثامن من جويلية الماضي أكثر من 60 قتيلا, وتؤكد المقاومة الفلسطينية أن خسائره أكبر من ذلك بكثير.

في سياق متصل قال أسامة حمدان مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس إن الحركة “تؤيد” أي قرار يصدر عن مجلس الأمن لإنهاء “العدوان” على قطاع غزة شريطة أن يتضمن “نشر قوات دولية على خطوط 4 جوان 1967"، وخروج إسرائيل من هذه المناطق كلها. وأضاف حمدان أن الفصائل الفلسطينية تخوض “حربا سياسية” لا تقل ضراوة عن الحرب العسكرية في غزة، بـ”مطالب موحدة وبمساعدة من قوى إقليمية ودولية” لإنهاء الحرب. ومضى قائلا إن المقاومة الفلسطينية “كتبت خطاب النصر” لكنها تنتظر إعلانه وشدد على أن كل شيء بعد انتهاء الحرب على غزة لن يكون كما قبلها، وأعاد التأكيد على مواقف حماس المؤيدة لثورات الربيع العربي “انسجاما مع قيمها” حيث لا يمكن أن “تطالب بحرية شعبك وترفض حرية شعوب أخرى”، على حد قوله. وأصر على أن مخزون الصواريخ لدى حماس يعتبر من “الأسرار العسكرية”، لكنه هزأ من تصريحات مسؤولين اسرائيليين اعتبروا فيها أن الحركة استخدمت نصف ترسانتها الصاروخية في الحرب الحالية، كاشفا أن مصير الجندي الإسرائيلي الأسير يتم بحثه بعد انتهاء “العدوان”.

وقال القيادي بحركة حماس: “الحقيقة الحديث عن مخزون السلاح والصواريخ وكم انفقت حماس أو اطلقت حماس أمر نحن لا نتحدث فيه وهو يتعلق بأسرار الحركة العسكرية وهذا أمر لا تعرفه إلا قلة قليلة من قيادات الحركة في الجناح العسكري”.

وأضاف أن “استعدادات حماس أكبر وأعمق مما يظن الإسرائيليين و نحن نقول وبكل وضوح: إذا كان الإسرائيلي مقتنع بهذه المعلومات فليبني على أساسها وسيجد نفسه في موقع يندم فيه ندما شديدا”. ولفت إلى أن إسرائيل التي دخلت إلى هذه المعركة وهي تظن أن حماس “معزولة ضعيفة لا قدرات حقيقية لديها”، فوجئت بأن الحركة “قوية ولديها قدرات حقيقية وأدائها النوعي أفضل من الحروب السابقة”. مضيفا أن هدف إسرائيل من هذه الحرب هو تحطيم “المشروع الوطني الفلسطيني بعد اجرائنا للمصالحة وطنية”، إلا أنها “فوجئت بأن المقاومة تشكل الدرع الحصين للمشروع الوطني الفلسطيني”. وعن كيفية وقف الحرب على غزة، قال حمدان إنهم طالبوا “بضمانات دولية بألا يتكرر هذا العدوان بإنهاء الحصار على قطاع غزة.. وبوقف كافة الاجراءات الإسرائيلية التي حصلت في الضفة لا سيما اعتقال محرري صفقة (وفاء الأحرار) وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، وأيضا طالبنا بعدم تدخل الإسرائيلي في المسار الوطني الداخلي المتعلق بالانتخابات والمصالحة وحكومة الوفاق الوطني”. واعتقلت السلطات الإسرائيلية مئات الفلسطينين بعد خطف وقتل 3 مستوطنيين الشهر الماضي، بينهم عدد من المحررين في صفقة “وفاء الأحرار” العام 2011، والتي بموجبها أطلق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً، مقابل إطلاق “حماس″ سراح جندي أسرته في 2006، يدعى جلعاد شاليط. وأكد حمدان أن هذه المطالب (انهاء الحصار وضمانات دولية والافراج عن المعتقلين)، التي توافق عليها بين فصائل المقاومة، أصبحت “مطالب وطنية عندما جرى التوافق عليها في اللقاء الذي جمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الدوحة يوم الاثنين قبل الماضي”، وأضيف إليها من باب التوافق إطلاق الدفعة الرابعة من أسرى اتفاق أوسلو”، في إشارة إلى 30 أسيرا فلسطينيا تم اعتقالهم قبل 1993. حمدان قال أيضا أن “هناك جهود عربية وإقليمية ودولية لانهاء هذا العدوان ووضع قواعد” لذلك ، وأضاف: “هذه الجهود قام بجزء منها قطر وتركيا، والولايات المتحدة تدخلت في هذا الأمر بالتعاون مع قطر وتركيا، ودخل على الخط اطراف عدة منهم الجانب المصري أيضا، ونحن رحبنا بكل الأدوار لكن قلنا بوضوح أن أي دور لا يوصلنا إلى مطالبنا كفلسطينيين، فمن حقنا أن نعترض على المضمون الذي يقدمه”.

محمد- د

من نفس القسم دولي