دولي

خطاب القائد العام للقسام يثير الرعب في نفوس قادة الكيان الصهيوني

ثقته بالنصر تزلزل الجبهة الداخلية للعدو

 

  • أبوخالد: سنواصل القتال حتى رفع الحصار

 

حظي خطاب محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس باهتمام بالغ وسط المحللين والمتابعين الإسرائيليينن، فقد أثار الرعب لدى قادة الكيان الصهيوني.

 

وتنبع أهمية الكلمة من أنّ المخابرات الإسرائيليّة على مختلف أجهزتها، تُقّر بأنّها لا تعرف أيّ شيء عن الضيف، أمّا الأمر الثاني الذي دبّ الرعب في نفوس الإسرائيليين، فهو قيام حماس بنشر توثيق لعملية الإجهاز على جنود الاحتلال بالقرب من ناحال عوز، والذي جاء مباشرةً بعد فيديو خطاب الضيف.

وفي أول تعليق على الخطاب قالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إنّ خطاب الضيف تضمن عرض شروط واضحة لا يمكن التنازل عنها من أجل إنهاء المعركة، بخلاف حالة التخبط التي تعيشها القيادة السياسية في إسرائيل.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيليّ، إنّ الخطاب اشتمل على عدة رسائل هامة أولها: رفع معنويات المقاتلين والجمهور العربي والفلسطيني المناصر لحماس وبدا من صوت الضيف كرجل حازم، وأكد على النصر، والثانية: رسالة لكافة الأطراف في الحلبة السياسية والإقليمية، بما فيها إسرائيل والسلطة، جاء فيها انه لا يمكن التنازل عن بعض المطالب، كما قالت إذاعة جيش الاحتلال. وساقت الإذاعة قائلةً إنّ الخطاب أظهر استعداد حماس لمعركة طويلة وإنها جهزت نفسها جيدًا لهذه المواجهة، واعدت سيناريوهات مسبقة، والمقطع الأهّم حسب الإذاعة قال فيه الضيف: إنّ الإسرائيليين لن ينعموا بالأمان طالما استمر الحصار على غزة، وقال: إنّ إسرائيل تقتل الأبرياء.

ومن جهته قال أوهاد حيمو، مراسل القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ للشؤون الفلسطينيّة في تعقيبه على الخطاب المذكور، قال: لا اعتقد أنهم، أيْ حماس، يخشون توسيع العملية العسكرية البرية على قطاع غزة، وربما جاء هذا الخطاب بسبب قرب إبرام اتفاق إنسانيّ لوقف إطلاق نار يشكل ممرًا لاتفاق تام، على حدّ تعبيره.

ونزل شريط فيديو أعقب الخطاب كالصاعقة على المتابعين الإسرائيليين، حيث عرض مشاهد من عملية الإنزال في ناحل عوز وقيام أفراد الخلية بمحاولة أسر جندي بالقوة إلا أنه بعد مقاومة قرروا الإجهاز عليه وتسعة جنود آخرين وعرض قطعة سلاح من طراز (تبور) اغتنمتها خلية القسام المهاجمة.

وعبّر أحد المحللين في القناة الثانية العبرية عن غضبه من بث مشاهد مقتضبة من الفيديو. وفي غضون ذلك قررت الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرض حظر على نشر الفيديو في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي خشية انعكاسه سلباً على صمود الجبهة الداخلية والحالة النفسية للجنود على جبهة غزة، ومع ذلك ذاع نبأ الفيديو وسط المتابعين ورواد الانترنت الإسرائيليين وتحدثوا عن مشاهد مخيفة وفشل خطير في قوات الجيش القائمة على حمايتهم، كما قال موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) على الإنترنت أمس الأربعاء.

ومن جهته قال المُستشرق ايهود يعاري، مُحلل الشؤون العربيّة في القناة الثانية التجاريّة إنّ الفيديو مثير للغضب بسبب سهولة وصول الخلية المهاجمة إلى الجنود والإجهاز عليهم وغياب المراقبة العسكرية الجيدة للمكان وان هناك حالة من الإهمال يصعب استيعابها، بينما ذكرت مصادر عسكريّة، وُصفت بأنّها رفيعة المستوى، قالت لإذاعة الجيش إنّ قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال أصابه الذهول بعد مشاهدته الفيديو. وقامت القناة الثانية صباح اليوم بإجراء لقاءٍ مع المتحدث الرسميّ بلسان الجيش الإسرائيليّ، الجنرال موطي ألماز، حول عدم قيام إسرائيل ببث أشرطة فيديو حول نجاح الجيش في عملياته في غزّة، فردّ قائلاً إنّ الحرب على الأرض أهّم بكثير من الحرب النفسيّة التي تقوم بها حركة حماس.

جدير بالذكر أنّ الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة منعت قنوات التلفزة الإسرائيليّة ومواقع الإنترنت من نشر الفيديو الذي نشره حماس حول عملية الهجوم على الموقع، وبرّرّت ذلك، بأنّ الشريط يحتوي على مشاهد صعبة.

في السياق ذاته، قالت صحيفة (هآرتس) إنّ نشر الفيديو عن العملية العسكريّة يُثير العديد من التساؤلات حول جاهزية الجنود الإسرائيليين في الموقع الذي تمّت مهاجمته، مشيرةً إلى أنّ الحراس لم ينتبهوا لدخول الخليّة الفلسطينيّة، كما أنّ الصحيفة، شدّدّت على أنّ أجهزة الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة أثبتت عدم نجاعتها. وقالت الصحيفة إنّ الجيش الإسرائيليّ رفض التعقيب على ما جاء في الشريط.

و قال القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف المعرف بأبو خالد، إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار مع إسرائيل إلا بوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنه.

وقال الضيف في تسجيل صوتي بثته قناة الأقصى يوم الثلاثاء، إن موازين المعركة باتت مختلفة، وإن الاحتلال يرسل جنوده إلى محرقة محققة. وقال الضيف "إن موازين المعركة باتت مختلفة، فجنودنا يتسابقون إلى الشهادة كما تفرون أنتم من القتل والموت"، مؤكدا الجاهزية التامة لكتائب القسام لخوض المعركة ضد العدو. كما أكد استمرارَ عمليات الإنزال التي تقوم بها كتائب القسام خلف خطوط العدو، وآخرها عملية حي الشجاعية يوم الاثنين، مشيرا إلى أن العدو يرسل جنوده إلى محرقة محققة. وأضاف "لقد آثرنا مهاجمة جنود العدو خلافا للعدو الذي يستهدف المدنيين كلما استعر القتل بجنوده، ولن ينعم هذا العدو بالأمن ما لم يأمن شعبنا، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار إلا بوقف العدوان ورفع الحصار كاملا".

محمد- د

من نفس القسم دولي