دولي
عشرات الشهداء في قصف عشوائي عنيف على غزة
إسرائيل تستهدف المنشآت المدنية الحيوية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 31 جولية 2014
- حصيلة العدوان ترتفع إلى 1284 شهيدا فلسطينيا
أدى القصف العنيف والعشوائي المتواصل على قطاع غزة منذ 24 يوما إلى استشهاد 54 فلسطينيا اليوم الأربعاء، وذلك عقب يوم دام حصد أرواح أكثر من 140 شخصا، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 1284 والجرحى إلى أكثر 7115 فلسطينيا.
وأفادت مصادر مطلعة في غزة بأن آخر التطورات تشير إلى استشهاد سبعة أفراد من عائلة واحدة في خان يونس ومواطنة أخرى في دير البلح، وأوضح أن الوضع الإنساني سيئ جدا، حيث تتعطل معظم الخدمات العامة بسبب أزمة الكهرباء. واعتبرت أن هذا اليوم قد يكون من الأيام الدامية جدا خاصة مع ارتفاع ضحايا العدوان قبل منتصف نهار اليوم. وقبل وقت قليل من هذه التطورات، استشهد ثلاثة أشخاص في قصف استهدف سوقا في جباليا, كما أكد الدحدوح أن قصفا وقع في بيت لاهيا أدى إلى استشهاد شخصين، لافتا إلى أن هناك قصفا مكثفا وعنيفا في كل مناطق القطاع، واندلاع حرائق بمناطق عدة. وبيّن أن الاحتلال استهدف أحد مشافي القطاع، وأن الطائرات الحربية والاستطلاعية الإسرائيلية تحلق بكثافة وتنفذ غارات، في حين تواصل المدفعية الإسرائيلية قصفها العشوائي.
من بين الشهداء الذين قضوا اليوم 16 فلسطينيا معظمهم أطفال نساء، وأصيب العشرات جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم جباليا حيث يوجد بها مئات النازحين جراء القصف الإسرائيلي شمال قطاع غزة.
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على غزة المستمر منذ 24 يوما استهداف عدة منشآت مدنية حيوية مهمة في القطاع المحاصر، من ذلك المدارس والمستشفيات ومحطة الكهرباء الوحيدة، ما يعمّق مأساة الأهالي. ويرى محرر شؤون الشرق الأوسط بصحيفة غارديان البريطانية إيان بلاك أنه أصبح من الصعب على إسرائيل إنكار قصفها للبنية الأساسية في غزة، وذلك في ظل استمرار القصف والهجوم.
آخر فصول هذا القصف كان فجر اليوم حيث تم استهداف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم جباليا بقطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 23 شخصا. وتعتبر هذه هي المرة الثالثة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة التي تستهدف فيها الغارات والقصف الإسرائيلي مدارس تابعة لأونروا في القطاع. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر عن شعوره بالصدمة والرعب للقصف الذي تعرضت له مدرسة في بيت حانون شمال قطاع غزة الخميس الماضي، موضحا أن الهجوم على المدرسة أمر غير مقبول بالمرة.
وتشير أرقام نشرت الأسبوع الماضي إلى أن العدوان على غزة تسبب في تدمير ما لا يقل عن 475 منزلا بشكل كامل، بينما لحقت أضرار بنحو 2644 منزلا وتعرضت 46 مدرسة و56 مسجدا وسبعة مستشفيات لدرجات مختلفة من التدمير. وقد بلغ عدد النازحين الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي أكثر من ربع مليون لاجئ معظمهم إلى مدارس أونروا والمستشفيات طلبا للأمن. غير أن هذه الأماكن لم تكن آمنة، حيث لا يختلف وضع الذين فروا إلى المستشفيات عن من نزحوا إلى المدارس، فكلهم لا يعرف متى يعود ويشكو من فقدان العناية اللازمة ونقص المستلزمات. وفضلا عن استهداف المدارس والمستشفيات، ومنها مستشفى الشفاء، حيث فر إليها الناجون من الموت بحثا عن الأمن، قصف الاحتلال الإسرائيلي العديد من المنشآت الحيوية في القطاع، أبرزها محطة الكهرباء الوحيدة بالإضافة إلى محولات أخرى ومضخات مياه، وقال مسؤولون إن إصلاح المحطة -التي توفر ثلثي حاجات القطاع للكهرباء- قد يتطلب عاماً كاملاً.
وأعلنت سلطة الطاقة بقطاع غزة أمس الثلاثاء توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بالقطاع بشكل كامل بعد استهدافها من قبل إسرائيل بقذائف مدفعية أدت إلى نشوب حريق هائل بخزانات الوقود اليومية. وسيعمق توقف المحطة مشكلة الكهرباء في غزة، ومن شأنه التأثير على عمل المستشفيات خصوصا بعد أن تعرضت أغلب خطوط الإمداد القادمة في وقت سابق لأضرار كبيرة نتيجة القصف.
وسبق لـمنظمة الصحة العالمية أن حذرت قبل أسبوعين من أن أجهزة الرعاية الصحية بقطاع غزة على شفا الانهيار، وسط نقص حاد بالأدوية والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بالمستشفيات في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية على القطاع.
وقبل أسبوعين، غرقت مدينة خان يونس في ظلام دامس بعد تعرض خطوط الإمداد الرئيسية للقطع على مسافة كيلومترين تقريبا من حدود القطاع. وقد رفضت الشركة الإسرائيلية إصلاح الخطوط المتضررة بعد تلقي مديرها أوامر بذلك من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيا.
عن هذا الأمر، تقول صحيفة غارديان إن عددا من المؤسسات غير الحكومية حذّرت الأسبوع الماضي من أن أكثر من نصف سكان القطاع -البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة- يعانون من نقص المياه وخدمات الصرف الصحي. كما أشارت إلى أن هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون دون كهرباء، في حين يعاني غيرهم من شح شديد في الكهرباء.
سالم- أ