دولي

80 % من سكّان المستوطنات القريبة من غزة لاذوا بالفرار

تكلفة العدوان تقترب من تكلفة حرب لبنان الثانية

 

 

ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ، صباح أمس الثلاثاء، أنّه وفقًا للإحصائيات الرسميّة، فإنّ أكثر من 80 بالمائة من سكّان المستوطنات الإسرائيليّة الواقعة في ما يُسّمى غلاف غزّة، جنوب الدولة العبريّة، قد لاذوا بالفرار من المستوطنات، واستقروا في مركز إسرائيل.

ونقل التلفزيون عن مصادر رفيعة في الجيش أقولها إنّ سبب الفرار من المستوطنات هو خشية السكّان من قيام المُقاومة الفلسطينيّة بتنفيذ عملية فدائيّة كبيرة، عبر الأنفاق، التي ما زال العديد منها مجهولاُ لقوات الأمن الإسرائيليّة، ويأتي هذا الاعتراف ليُضاف إلى سلسلة الإخفاقات الإسرائيليّة في الحرب العدوانيّة الهمجيّة التي يشّنها الاحتلال على قطاع غزّة منذ 23 يومًا. علاوة على ذلك، قال المراسل العسكريّ للتلفزيون، نير دفوري، إنّ تمكّن المُقاومة من إطلاق الصواريخ في الساعة الثانية والنصف فجر اليوم باتجاه تل أبيب ومدن أخرى في مركز الدولة العبريّة، هو محاولة من حماس وباقي الفصائل الإثبات بأنّ التصعيد الإسرائيليّ لم يتمكّن من وقف إطلاق الصواريخ، لافتًا إلى أنّ هذه المرّة الأولى التي تُقصف فيها تل أبيب في ساعة كهذه.

على صلة بما سلف، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّ تكلفة العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزة خلال 3 الأسابيع الماضية وصلت إلى نحو 12 مليار شيكل، وهو العدوان الأكثر كلفة منذ حرب لبنان الثانية في جويلية من العام 2006. وأشارت الصحيفة إلى أنّ عملية (الجرف الصامد) هي العملية العسكرية الأكثر كلفة لإسرائيل منذ الحرب على لبنان 2006، وفي حال استمرّت بأسبوعين إضافيين فإنّ تكلفة العدوان على غزة ستكون أكبر من تكلفة الحرب على لبنان عام 2006. وساقت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن مصادر عليمة في وزارة الماليّة الإسرائيليّة، إنّ الوزارة غير قلقة من هذه المعطيات وأنّ السوق صامدة أكثر من أي وقت مضى وبمقدورها تحمل تكاليف الحرب والأضرار، خصوصًا وأن العجز أقل من المتوقع، على حدّ تعبير المصادر.

وبحسب تقديرات الصحيفة، التي اعتمدت على مصادر أمنيّة وصفتها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، فإنّ التكلفة اليوميّة للعدوان الحاليّ ضدّ قطاع غزّة تصل إلى 43 مليون دولار أمريكيّ، مشدّدّةً على أنّ التكلفة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وصلت إلى مبلغ 3 مليار شيكل تقريبًا، وهذا المبلغ لا يشمل تزويد الجيش بمخرون أسلحة متجدد، مشيرةً في السياق ذاته، إلى أنّه من المتوقّع أنْ تطالب وزارة الأمن زيادة في ميزانيتها تقارب الـ5 مليار شيكل. أما التكلفة غير المباشرة فتتعلق بتداعيات الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي بجوانبه الإنتاجية والخدماتية، كالسياحة التي تشير تجارب الماضي إلى أنها تحتاج عادة إلى نحو عام لكي تنتعش من جديد في أعقاب كل حرب.

وبحسب الإحصائيات التي نُشرت في إسرائيل، فإنّ عملية (الرصاص المسبوك) ضدّ غزة عام 2008 التي استمرت 22 يومًا، وصلت تكلفتها على المؤسسة الأمنية وحدها بـ 3.8 مليارات شيكل بمعدل وسطي لليوم القتالي بلغ نحو 170 مليون شكيل. وبحسب قانون الميزانيّة الإسرائيليّ، تتضمن ميزانية الأمن عادة احتياطًا بقيمة 0.8 مليار شكيل لتغطية نفقات حرب محتملة، وهذا المبلغ يتراكم سنويًا في حال عدم حصول حروب أو عمليات عسكرية كبرى. أمّا عملية (عامود السحاب) عام 2012 التي استمرت ثمانية أيام، فكلفت خزينة الجيش الإسرائيلي ملياري شيكل، فضلاً عن مليار شيكل، هو الكلفة المدنية المقدرة على الاقتصاد الإسرائيليّ. ولفتت المصادر في تل أبيب إلى أنّ تكلفة الحروب الإسرائيلية المرتكزة أساساً على الهجمات الجوية فحسب تختلف، مقارنةً مع الحرب التي تستخدم فيها أسلحة المدفعية والمدرعات والمشاة وعموم الوحدات البريّة.

وكشفت المصادر عينها النقاب عن أنّ تكلفة المنظومة الواحدة من (القبة الحديدية) تصل إلى مبلغ ما بين 60 إلى 80 مليون دولار، فيما يبلغ ثمن كل صاروخ اعتراضّي نحو 50 ألف دولار، مقارنة مع بضع مئات دولارات لصاروخ القسام وبضعة ألوف لصاروخ غراد.

سالم- أ

من نفس القسم دولي