دولي

اجتماع دولي في باريس حول وقف إطلاق النار في غزة بحضور تركيا وقطر

داود أوغلو: إسرائيل ليست جادّة في تحقيق السلام

حماس: مبادرة كيري مجرد تحسين للمبادرة المصرية

 

بدأ أمس وزراء خارجية الولايات المتحدة وقطر وتركيا وعدة دول اوروبية اجتماعا في باريس بدعوة من وزير الخارجية الفرنسي في محاولة لإطالة أمد وقف اطلاق النار الذي تلتزم به اسرائيل وحماس لمدة 12 ساعة كما قال دبلوماسيون.

محمد- د

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ان الهدف “هو محاولة اعلان هدنة دائمة في غزة”. ولا تشارك اسرائيل او الفلسطينيون او مصر التي عملت من اجل التوصل إلى الهدنة، في هذا الاجتماع.

من جهتها قال وزير الخارجية التركي "أحمد داود أوغلو"، إن رفض إسرائيل للبيان المشترك، الذي تمخض عن اجتماعاته في العاصمة القطرية "الدوحة"، مع الأطراف الفلسطينية، يظهر مدى عدم جديتها في السعي نحو تحقيق السلام. وأشار "داود أوغلو"، في تغريدة على صفحته بـ"تويتر"، أن قبول إسرائيل للبيان المشترك الذي تم الاتفاق عليه في الدوحة، كان سيعني الانتقال لمناقشة خطة وقف إطلاق نار أكثر قوة. وتابع "داود أوغلو": "نحن موجودون الآن في باريس، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار"، لافتاً أنه بصدد عقد اجتماعات مع وزير الخارجية الأميركي "جون كيري"، وعدد من نظراء الدول الأخرى، لوقف إراقة الدماء في غزة. ونوه "داود أوغلو"، أن النشاطات الإغاثية، التي تهدف إلى إيصال الاحتياجات الإنسانية للسكان، آخذة في التسارع، مع بدء سريان التعليق المؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، بين الفصائل الفلسطينية، والجيش الإسرائيلي لمدة (12) ساعة. 

من ناحية أخرى، أفادت مصادر أن وزير الخارجية التركي "أحمد داود أوغلو"، عقد لقاءً مع وزير الخارجية الأميركي "جون كيري"، في مبنى السفارة الأميركية، في العاصمة الفرنسية "باريس"، لمناقشة تفاصيل وقف إطلاق النار في غزّة. ولفتت المصادر أن "داود أوغلو"، عقد أمس مباحثات مطولة مع نظيره القطري "خالد بن محمد آل عطية"، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل"، ضمن مساعيه لوقف إراقة الدم في غزة، وتحقيق وقف إطلاق النار.

وكانت فرسنا قد اكدت أكدت فرنسا مساء الجمعة استضافة الاجتماع الدولي الذي سيضم قطر وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وإيطاليا وألمانيا، سعيا لصياغة اتفاق ينهي الحرب المستمرة على غزة منذ نحو ثلاثة أسابيع. وقد تبادل العطية اتصالات هاتفية ثنائية ومشتركة مع نظيريه التركي أوغلو والأميركي جون كيري.

وقالت وكالة الأنباء القطرية إنه تم أثناء هذه الاتصالات بحث آخر التطورات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسبل وقفه.

وكشف كيري في مؤتمر صحفي مشترك بالقاهرة الجمعة مع نظيره المصري سامح شكري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إنه سيجري في باريس محادثات مع نظيريه القطري والتركي لبحث آخر التطورات في غزة. وأعلن كيري في المؤتمر أنه يتم البحث عن إعلان هدنة لسبعة أيام بمناسبة عيد الفطر، وذلك "لكي تجتمع كل الأطراف في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار مستمر وأكثر رسوخا على المدى البعيد". وتحدث عن تقدم هام نحو صياغة مبادرة لوقف إطلاق النار, لكنه قال إنه لا تزال هناك خلافات بشأن صياغة اتفاق محتمل لإنهاء الحرب. ونفى كيري أن يكون قدّم مبادرة إلى الجانب الإسرائيلي, وذلك بعيد إعلان تل أبيب رفضها مبادرة مقدمة من الوزير الأميركي، وقال إنه "واثق" من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملتزم بالعمل من أجل وقف إطلاق النار. 

وفي المؤتمر نفسه دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى هدنة غير مشروطة خلال أيام عيد الفطر، وقال إنه يمكن تمديدها. كما دعا وزير الخارجية المصري إلى الاستفادة من هذه التهدئة، وقال إن المبادرة المصرية لا تزال الإطار لتحقيق وقف لإطلاق النار.

وتعليقا على هذه التحركات، قال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري إن هناك اتصالات مكثفة تجري مع الحركة باستمرار وعلى مدار الساعة، مشددا على أن حماس تدعو إلى أن يكون هناك اتفاق يضمن وقف العدوان ورفع الحصار ولن يقبل أي اتفاق خارج هذه البنود. من جهته قال القيادي في حماس محمد نزال إن ما يعرض الآن ليس سوى مجرد تحسينات للمبادرة المصرية, وأكد أن المقاومة تريد اتفاقا مشرفا, مضيفا أن نزع السلاح خط أحمر. أما القيادي بالحركة عزت الرشق فقال إن مشروع الهدنة لمدة أسبوع ما زال قيد الدراسة في الحركة.

وسبق أن رفض المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر مساء الجمعة مقترحات كيري، وطالب بإدخال تعديلات عليها. وقال نتنياهو إن أي هدنة ينبغي أن تؤدي إلى تجريد غزة من الصواريخ. وينص المقترح الأميركي -الذي حصلت الجزيرة على نسخة منه- على إطار عمل لوقف إطلاق نار مستدام في غزة لدواع إنسانية، كما يحث الأطراف المعنية وبدعم من الشركاء الدوليين على البناء على اتفاقية القاهرة لوقف إطلاق النار التي تُوصِّل إليها في نوفمبر 2012. ورفضت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس رفضت وصف الرفض الإسرائيلي بالفشل، مظهرة تفاؤلها بالجهود التي ستبذل في باريس. ويظهر فشل واشنطن في إقناع إسرائيل -حسب مراقبين- تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة وفقدان واشنطن لأوراق الضغط، كما أن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين سيزيد من ضعف صورة الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى الرأي العام.

من نفس القسم دولي