دولي

أسر شاؤول سيزيد ضراوة المعركة ويرفع من وتيرة القتل

محللون وخبراء:

 

 

رأى محللون سياسيون فلسطينيون أن إعلان كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" عن أسر جندي إسرائيلي، سيزيد من ضراوة العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وسيرفع من وتيرة القتل والمجازر ضد المدنيين الفلسطينيين.

واتفق الخبراء في الشأن الفلسطيني، أن أسر الجندي الإسرائيلي سيشكَّل نقطة قوة جديدة لكتائب القسام، تدفعها للتمسك بمطالبها لوقف إطلاق النار تجاه الاحتلال الإسرائيلي.

وأعلنت كتائب القسام، يوم الأحد أسر جندي إسرائيلي، خلال اشتباكات ضارية مع جيش الاحتلال في غزة. وقال "أبوعبيدة"، المتحدث باسم القسام، في كلمة متلفزة، إن كتائب القسام أسرت الجندي شاؤول آرون خلال المواجهات في غزة، مشيرا إلى أن رقمه العسكري هو (60962065). وتوقع الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، ألا يستسلم جيش الاحتلال بعد تمكن القسام من أسر جندي جديد، وأن الضراوة ستكون أكبر في المعركة الحالية، بارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين الفلسطينيين.

وقال الصواف "سيكون للمقاومة حديث مختلف عما كان في السابق، وسيجعل الجانب الإسرائيلي يعيد حساباته تجاه ما يجري على الأرض، وسيسعى جاهداً لدفع أطراف مختلفة لوقف إطلاق النار، ولكن بعد أن يشفي غليله من دماء الشعب الفلسطيني". ورأى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو " انتهى سياسياً، وبعد المعركة هذه سيجمع أوراقه ويغادر الحكومة".

بدوره، قال المحلل السياسي طلال عوكل، إن أسر الجندي الإسرائيلي "يشكل تحول كبير، وربما من المرات القليلة التي تتمكن فيها أي مقاومة من أسر جندي إسرائيلي خلال المعركة، وهذا مؤشر على أن هناك إمكانيات لأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين". وقال عوكل " سيوفر هذا شرطاً جديداً للمقاومة للتمسك بمطالبها، ويضعف الجانب الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن "التحرك الأمريكي الجدي لوقف إطلاق النار هو محاولة لإنقاذ حكومة نتنياهو، وأن المزيد من العمليات العسكرية سيؤدي إلى المزيد من الارتباك وعدم وضوح الأهداف الإسرائيلية، والمزيد من الخسائر والورطات التي سيدفع ثمنها غالياً على حسابه الشخصي". وأضاف "إن أسر الجندي تحول مهم، خاصة أنه جاء في وقت تجرى مفاوضات لوقف إطلاق النار، وهذا يعطي غطاء قوي للمفاوض الفلسطيني لكي يتمسك بشروطه". ولفت إلى أنه "عندما تهدأ أصوات الانفجارات سيخضع نتنياهو وحكومته لحساب عسير من زملائه في حزب الليكود، وسيؤدي إلى تفكيك تحالف الحكومة ومغادرة نتنياهو الحكومة والإطاحة بعدد من الرؤوس السياسية في (إسرائيل)".

بينما يعتقد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية هاني البسوس أن الأيام القادمة ستشهد مزيدًا من التصعيد الإسرائيلي والقصف العنيف على قطاع غزة عقب أسر القسام للجندي "أرون". وقال البسوس: "ستحاول الآليات العسكرية الإسرائيلية المتمركزة على الحدود مع قطاع غزة التوغل أكثر، فهي في حالة تخبط وغضب شديد، ولكنها تعلم في الوقت ذاته بأن هذا سيكبدها مزيًدا من الفشل وخطف الجنود". وأضاف: "(إسرائيل) تعلم أنها دفعت ثمنًا باهظًا من عمليتها العسكرية على قطاع غزة، بعد الذي واجهته من تطور نوعي للمقاومة، وبالتالي ستحاول ترميم الموقف من خلال مزيد من القتل في صفوف الفلسطينيين، في محاولة لإرضاء الشارع الإسرائيلي الذي يحمّل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مسؤولية فشل العملية". ويتوقع البسوس بأن يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لأيام معدودة، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" في نهاية المطاف ستضطر إلى إيقاف عمليتها العسكرية والتفاوض مع المقاومة. ويرى أن أسر المقاومة للجندي "أرون" سيمنحها الفرصة لرفع سقف شروطها ومطالبها.

بدوره، قال عدنان أبو عامر، المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي، إن "أسر الجندي الإسرائيلي سيطرح نقاشات عديدة و"كبيرة جدًا"، فيما يتعلق بمسألة الهدنة وشروط المقاومة. وأضاف:" نحن اليوم أمام حديث عن صفقة شاملة لكل الموضوعات، العدوان والأسرى والحصار وغيرها، بعد هذه المستجدات في ساحة المعركة". واعتبر أبو عامر أن عملية اختطاف الجندي هي بمثابة "تحذير أمني" للقوات الإسرائيلية بعدم التوغل أكثر في قطاع غزة، لأن هذا سيرجح كفة اختطاف المقاومة لمزيد من الجنود، مضيفًا "لكن الساعات القادمة ستشهد مزيدًا من القصف". ويرى محمود العجرمي، المحلل السياسي، بأن أسر الجندي الإسرائيلي سيغير المعادلة، وسيدفع الأطراف الخارجية للتدخل بوتيرة أعلى لوقف إطلاق النار. وقال:" (إسرائيل) الآن مازالت غارقة بالرمال المتحركة في غزة، وستعمل على شراء مزيد من الوقت للانتقام من المدنيين، فلا بنك أهداف لها". وأضاف:" وتيرة التصعيد الإسرائيلي على غزة ستكون محدودة جدًا خلال الساعات القادمة، وإسرائيل لن تغامر في تعريض جنودها للأسر".

وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها كتائب القسام بأسر جندي إسرائيلي، حيث قامت بتنفيذ العديد من عمليات أسر الجنود، كان آخرها الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته في عام 2005، وبعد صفقة تبادل للأسرى أبرمتها حركة حماس وإسرائيل، في أكتوبر عام 2011، برعاية مصرية، أفرجت السلطات الإسرائيلية آنذاك عن 1050 أسيرا، مقابل تسليم حماس للجندي "شاليط". وعقب الإعلان عن أسر الجندي خرج الآلاف في غزة والضفة الغربية في مسيرات ابتهاج، فيما لم يصدر- حتى اللحظة- أي تعليق رسمي من الاحتلال الإسرائيلي.

ويشن الاحتلال الإسرائيلي، عدواناً جوياً وبرياً وبحرياً منذ يوم 7 جويلية الجاري اسماه "الجرف الصامد"، تسببت باستشهاد حوالي 600 مدنياً فلسطينياً بينهم 72 قتلوا في مجزرة حي الشجاعية، وجرح أكثر من 3300 آخرين بجراح متفاوتة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وأعلن الاحتلال عن بدء عدوان عسكري برية ضد قطاع غزة، مساء الخميس 17-7-2014، من أجل تنفيذ ما قالت إنها عملية لضرب الأنفاق التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية في العمليات الهجومية ضد الاحتلال. وتسبب العدوان في تدمير 1100 وحدة سكنية بشكل كلي، وتضرر 18300 وحدة أخرى بشكل جزئي بينها 995 وحدة غير صالحة للسكن، وفق إحصائية أولية لوزارة الأشغال العامة الفلسطينية. 

سالم- أ

من نفس القسم دولي