دولي
الشعوب العربية تنتفض نصرة لغزة في جمعة الغضب
حملت مسؤولية العدوان للمواقف الرسمية " المتخاذلة "
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 جولية 2014
انتفض الشارع العربي في عديد البلدان أمس بعد صلاة الجمعة نصرة وتضامنا مع غزة التي تقاوم العدوان الصهيوني منذ أكثر من 10 أيام، ليعلن أن الموقف الشعبي العربي متعاطف ومنحاز للقضية الفلسطينية على عكس التخاذل الذي يطبع المواقف الرسمية.
محمد- د
ففي لبنان شهدت العديد من المناطق أمس الجمعة وقفات تضامنية منددة بالعدوان الاسرائيلي المستمر على غزة منذ نحو 10 أيام، حيث اقيمت اعتصامات ابرزها امام مقري الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي في بيروت، ومقر الصليب الأحمر الدولي في طرابلس شمال لبنان.
وتتعرض غزة لعدوان إسرائيلي منذ نحو 10 ايام حيث تعرض لأكثر من 1000 غارة بينما اعلنت اسرائيل يوم الخميس بدء اجتياح بري للقطاع الذي استشهد لسقوط أكثر من 246 من سكانه بالاضافة الى اصابة نحو 2000 آخرين. وتجمع عشرات الأطفال الفلسطينيون أمام مبنى الاتحاد الأوروبي في بيروت، رافعين الأعلام الفلسطينية وشعارات تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة “بأسرع وقت ممكن”. واستغرب الأطفال في رسالة وجهوها للاتحاد الأوروبي دعوات دول الاتحاد لاحترام الإنسان ونشر ثقافة التسامح والسلام “في وقت وجدنا هذه الدعوات فارغة من مضمونها الحقيقي عندما يتعلق الأمر بالإنسان العربي والإنسان الفلسطيني”. وتساءل المعتصمون “ما قيمة دعواتكم هذه في الاتحاد الأوروبي وأطفالنا يقتلون بدم بارد… هل شاهدتم أطفالنا في غزة حين تمزق أجسادهم الطرية بأسلحة فتاكة ربما يكون بعضها من صنع دولكم ؟”، داعين دول الاتحاد لحماية الأطفال والنساء في غزة”.
من جهة أخرى، نظمت الهيئات النسائية في “حزب الله” وعدد من الاحزاب الحليفة له، اعتصاما تضامنيا مع أهالي قطاع غزة أمام مبنى “اللجنة الاقتصادية لدول غرب آسيا” التابع للأمم المتحدة “الأسكوا” في وسط العاصمة بيروت، تحت شعار “إسرائيل عدوة الحياة”.
رفعت المشاركات أعلام فلسطين وأعلاما حزبية أخرى، وأكدن على وقع الأناشيد الوطنية، أن فلسطين “هي بوصلة كل شريف في هذا العالم”. واعتبرن أن صواريخ المقاومة “هي التي أسقطت وستسقط هيبة الكيان الصهيوني الغاصب”، ووجهن “تحية إجلال وإكبار” للشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة خاصة “على صموده في وجه آلة القتل الصهيونية”. وفي مدينة طرابلس شمال لبنان، اقيم اعتصام امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر، تضامنا مع غزة ورفضا للمجازر التي ترتكب بحق اهلها ولـ “الصمت العربي والدولي” ازاء ما يحصل، بدعوة من حركة “حماس″ و”الجماعة الإسلامية" في لبنان. و شارك في الاعتصام لبنانيون وفلسطينيون ورجال دين مسلمون، ورفعوا اعلام فلسطين وصور بعض شهداء القصف الاسرائيلي على غزة، بينما حمل بعض الاطفال في كشافة “الارشاد” التابع لـ “حماس″ نعوشا تجسد جنازات الشهداء من الاطفال، كما اطلقوا شعارات ضد اسرائيل. وتحدث عضو اللجنة السياسية لحركة حماس اصمد الاسدي فطالب المجتمع الدولي بإدانة اسرائيل على المجازر التي ترتكبها بحق الشعب الاعزل، والعمل على وقف الاعتداءات في “اسرع وقت ممكن وتامين دخول المساعدات الانسانية الى المحاصرين وفتح المعابر” من اجل التخفيف من معاناة الاهالي. وشدد على “اننا ماضون على طريق الجهاد حتى تحرير ارضنا وعودة اللاجئين واقامة دولتنا، ولن توقفنا المجازر ولا آلة التدمير الهمجية”. وفي نهاية الاعتصام، جرى تسليم ممثل الصليب الاحمر الدولي في شمال لبنان سميح كبارة، مذكرة باللغة الانكليزية تطالب بوقف العدوان وحماية المدنيين.
في نفس السياق خرجت امس في مصر عشرات المظاهرات التي نظمها التحالف الوطني للشرعية نضرة لغزة ، حيث نظمت حركة شباب ضد الانقلاب بمركز أبو كبير محافظة الشرقية عقب صلاة الجمعة مسيرة حاشدة اليوم تنديدا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة ومشاركة في جمعة "لبيك يا غزة". ورفع الثوار شارات رابعة وصور الرئيس محمد مرسي حاملين لافتات تندد بالصمت العربي تجاه ما يحدث للأشقاء في فلسطين ومنددين بغلق معبر رفح من قبل الانقلابيين. وأكد الثوار أن الشعب المصري مع المقاومة الفلسطينية الأبية ومع أمتنا العربية المنتفضة ، ولن يقبل سوى بإسقاط كامل المؤامرة والخلاص التام من العملاء والقصاص العادل لكل الشهداء، وماض بقوة في طريقه للخلاص ونصرة كل الأحرار المقاومين، مهما كانت ظروفه الداخلية ، ويؤكدها أن تلك المرحلة السوداء من تاريخ مصر ، لن تدوم طويلا ، وسيعقبها باذن الله نصر عربي واسع مؤكدين تصاعد حراكهم الثوري حتى يسقط الانقلاب وتعود الحرية والشرعية والكرامة الإنسانية.
وفي الأراضي المحتلة اندلعت مواجهات بعد صلاة الجمعة أمس في المسجد الأقصى في القدس الشرقية بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيلية، وقال شهود العيان، إن “مسيرة شارك فيها العشرات من الفلسطينيين انطلقت بعد انتهاء صلاة الجمعة في المسجد أعقبها مواجهات بين شبان فلسطينيين والقوات الإسرائيلية”. وبحسب شهود العيان “قام عشرات الشبان الملثمين برشق القوات الإسرائيلية في منطقة باب المغاربة، إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد الأقصى،بالحجارة في حين أطلقت القوات الإسرائيلية القنابل الصوتية والرصاص المعدني المغلف بالمطاط “، من دون أن يبلغوا عن وقوع إصابات. وكانت الشرطة الإسرائيلية فرضت قيوداً مشددة على دخول المصلين إلى المسجد في الجمعة الثالثة من شهر رمضان، إذ منعت من هم دون سن الخمسين عاماً من دخول المسجد. واضطر الآلاف من المصلين الشباب لأداء صلاة الجمعة في الشوارع القريبة من القدس القديمة، وفي مساجد مدينة القدس بعد منعهم من دخول الأقصى. وقال شهود عيان إن” ساحات المسجد الأقصى شبه خالية من المصلين”، وأضافوا ” مع ذلك فقد خرجت مسيرة تضامن مع غزة تم خلالها ترديد كلمات تضامنية مع غزة وضد الاحتلال”. وتزامن ذلك مع تواصل العدوان الإسرائيلي “الجرف الصامد” في قطاع غزة، لليوم الثاني عشر على التوالي، وأسفرت عن مقتل 264 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 1900 آخرين، جراح بعضهم وصفت بالخطيرة، بحسب مصادر طبية فلسطينية.