دولي

العملية البرية لن تردع حماس ويجب استغلال دعوة مجلس الأمن لوقف إطلاق النار

الصحافة الإسرائيلية تقر بعجز جيش الاحتلال في قهر المقاومة:

 

قالت الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس إن العملية البرية لن تردع حماس ولهذا يفضل الآن استغلال دعوة مجلس الامن وموافقة اسرائيل على وقف اطلاق النار دون أن تنتظر قرار الحركة. 

وأضافت انه ما كانت اسرائيل قادرة على تمكين حماس والجهاد الاسلامي من الاستمرار على ضرب بلدات الجنوب، لكن ليس معنى ذلك انه يوجد داع إلى الاستمرار على تبادل الضربات الجوية الان ايضا. اخذت اهدافنا في غزة تقل، أما الهدف العسكري المركزي وهو ضرب مخزونات الصواريخ، فيبدو ان احرازه صعب جدا لأنها مخبأة تحت الارض. وان تدمير بيوت القادة في الاذرع العسكرية وتدمير بيوت القادة الساسة ذو تأثير محدود ورمزي (ولن نذكر الاشكال فيما يتعلق بالقانون الدولي)، لأن السكان قد فروا من بيوتهم، وسيوجد من ينفق على بناء بيوت جديدة حينما يخرجون.

ولما لم تكن المنظمات التي تعمل علينا في غزة توهم نفسها بامكان التغلب على اسرائيل، فانها معنية بأن تبث فيها الخوف وتشوش على حياتنا. وكل يوم يمر يمنحها ميزة في هذه السياقات، وليس من الضرورة ألبتة أن تمنح ميزة من نوع اصابة تل ابيب بالشلل عند خروج السبت. ولن يمنحنا العالم ايضا الكثير جدا من الوقت فكلما مرت الايام وزاد عدد القتلى الفلسطينيين سيزيد الضغط الدولي على اسرائيل، وأما في الميدان نفسه فانه كلما زاد عدد الهجمات زاد احتمال اصابة غير متعمدة لفلسطينيين ابرياء وتورط اسرائيل بعقب ذلك.

يثار خيار العملية البرية في كل عملية من نوع الجرف الصامد. وبعد تمهيد جوي تحتار الحكومة هل تدخل إلى الارض وتواجه قوات محلية أم تكتفي بالضربة الجوية التي لا تُمكن من سيطرة ولو مؤقتة على الارض. فالدخول البري فقط يمنح القدرة على علاج مراكز صعبة على وجه خاص ويشمل ذلك علاج مخزونات السلاح، لكن ثمنه من الدم قد يكون باهظا ويوجب بقاءا طويلا يرهق الاعصاب.

ان سيطرة حماس على غزة وموافقة شارون على تمكين المنظمة من المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني قبل ذلك بسنة، معضلة كبيرة. ولو أمكنت السيطرة على القطاع وسلب المنظمات الارهابية قوتها لكان هناك مكان للتفكير في عملية كهذه بشرط ان تعلم اسرائيل مسبقا لأي جهة ستنقل السلطة بعد ذلك (مصر أو السلطة الفلسطينية أم الامم المتحدة). ولانه لا توجد مرشحة كهذه (ومن المنطق جدا ان نفرض انها غير موجودة) فلا داعي إلى الدخول البري ويفضل انهاء العملية في اسرع وقت مع الاكتفاء بشعور جز العشب. والحديث عن فقدان الردع سخيف حقا لأن ذراع حماس العسكرية تريد اقلاقنا لا الانتصار علينا – ومن كان مستعدا لاقلاقنا حتى لو كان ثمن ذلك قتل مواطنيه لن تردعه ضربة اكبر.

هذه هي اللحظة المناسبة لاستغلال دعوة مجلس الامن وللموافقة على وقف اطلاق النار دون انتظار قرار حماس، وان نعلن بأننا سنوقف اطلاق النار مدة 48 ساعة فاذا استمر اطلاق النار من غزة بعدها فسنشعر بأننا أحرار في اتخاذ قرارات تتعلق بردنا التالي. وهذا اجراء لا يصاحبه مس بحماية سمائنا، سيمنحنا ميزة دولية فورا وقد ينهي الجولة الحالية دون دفع ثمن لا تريد الحكومة دفعه.

من نفس القسم دولي