دولي

إلى أين يتجه التصعيد الإسرائيلي في غزة؟

مع تأكيد المقاومة أن "الدم بالدم"

 

 

تتصاعد وتيرة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، شيئا فشيئا بالتزامن مع إطلاق المقاومة الفلسطينية لعشرات الصواريخ والقذائف تجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية، في مشهد يُعيد للأذهان ذكرى الحربين الإسرائيليتين الأخيرتين.

ويرى محللون فلسطينيون أنّ التطورات الراهنة ستتجه نحو مزيد من التصعيد، لكنها لن تتطور إلى حرب ثالثة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، إلا في حال تطورت الأمور، وتسببت المقاومة الفلسطينية بإيقاع خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين. وقالوا إنّ التصعيد بين المقاومة في قطاع غزة وإسرائيل ستزداد وتيرته، في الأيام القليلة المقبلة، وبشكل أعنف إلى أن يحقق طرفا المواجهة “ثمار” ما وراء التصعيد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس عن بدء عمليته العسكرية على قطاع غزة، تحت اسم “الجرف الصامد”، ضد حركة “حماس″ في قطاع غزة لوقف إطلاق الصواريخ من القطاع على جنوبي إسرائيل.

وشنت إسرائيل منذ فجر الاثنين حتى أمس الثلاثاء، غارات على 50 هدفا وموقعا في أنحاء قطاع غزة، تسببت بإصابة 22 فلسطينينا بجروح مختلفة وفق مصادر طبية فلسطينية. ويرى طلال عوكل، الكاتب السياسي أن إسرائيل لا يمكنها أن تشن في الوقت الحالي حربا واسعة على قطاع غزة. ويرى عوكل، أن إسرائيل لا تريد أن تجلب بأي تصعيد قوي تجاه قطاع غزة، غضب المجتمع الدولي، وتتجه نحو ضربات مدروسة للنيل من قوة حركة حماس العسكرية. وتابع: ” واضح أن إسرائيل، وتحديدا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ذاهب نحو إرضاء الشارع الإسرائيلي، وإنقاذ حكومته من المعارضة بتوجيه ضربات إلى غزة، وهذا ما سيفعله عبر استنزاف المقاومة، واستهداف قيادات سياسية وعسكرية لحركة حماس″. وأكدّ عوكل، أن إسرائيل تهدف إلى الانتقام من غزة، لإعادة هيبة الردع التي تحول دون استمرار إطلاق صواريخ المقاومة من القطاع.

واستدرك بالقول: ” إسرائيل ذاهبة نحو أهداف محددة، وهي تعرف جيدا قدرات المقاومة العسكرية، لهذا لن تخوض حربا طويلة، هي فقط تريد إحياء سياسة (الردع)، والانتقام من حادثة اختفاء ومقتل المستوطنين”. ومنذ اختفاء ثلاثة مستوطنين يوم 12 جوان الماضي، والعثور عليهم يوم الاثنين الماضي قتلى، يشن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية، تشمل قصف مناطق متفرقة في غزة.ولم تعلن أية جهة فلسطينية مسؤوليتها عن اختطاف وقتل المستوطنين، غير أن إسرائيل حملّت “حماس″ المسؤولية، بالوقوف وراء العملية، وهو الاتهام الذي رفضته “حماس″. وإن كانت إسرائيل ذاهبة نحو تصعيد مدروس، فإنّ حركة حماس هي الأخرى لن تقبل بإيقاف إطلاق الصواريخ، وتصعيدها ضد إسرائيل دون شروط كما يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة “ناجي شُرّاب”.

ويقول شُرّاب إنّ حركة حماس لن تقبل بتهدئة مجانية، وستحاول من خلال التصعيد ضد إسرائيل أن تكسب بعض الإنجازات وفي مقدمتها رفع الحصار عن قطاع غزة.

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة، منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية في جانفي 2006، ثم شددت الحصار إثر سيطرة الحركة على القطاع منتصف العام التالي، وما زال الحصار متواصلا رغم تخلي “حماس″ عن حكم القطاع، مع الإعلان عن حكومة الوفاق الفلسطينية في الثاني من جوان الماضي.

ورأى شُرّاب أن تطور التصعيد الراهن، وانتقاله إلى مرحلة “الحرب” و”العدوان الواسع″ مرتبط بالعوامل التي يحددها الميدان والظروف المحيطة بالتصعيد. وأضاف:” إذا ما استمر إطلاق الصواريخ، وسقوط القذائف على البلدات الإسرائيلية، وأصابت أهدافا حساسة، أو وصلت لمسافات بعيدة المدى كقصف مدينة تل أبيب، وأوقعت إصابات أو قتلى في صفوف الإسرائيليين، قد نشهد تصعيدا إسرائيليا شرسا، ولكن كل هذه العوامل تبقى رهن ما يحدده الميدان”.

ويستبعد “عبد الستار قاسم”، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أن تقبل حركة حماس بعودة الهدوء، إلا في حال قبلت إسرائيل بشروطها والمتمثلة في رفع الحصار عن غزة، وإطلاق سراح الأسرى المحررين ضمن صفقة “شاليط”. وقال قاسم (أستاذ العلوم السياسية السابق في جامعة النجاح بمدينة نابلس شمال الضفة) في إنّ حركة حماس ماضية في تنفيذ أهداف “حملتها”. وتابع:” المقاومة تثق بقدراتها العسكرية، وما تملكه من وسائل تحاكي الرد الإسرائيلي، ويبدو أن حركة حماس ستقوم برفع الثمن مقابل أي هدوء”.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس″، ألمحّت إلى أنها لن تقبل بإبرام اتفاق “تهدئة” مع إسرائيل، في ظل “استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، في غزة والضفة”. وتابعت الحركة في بيانٍ لها: " الدم بالدم والذي يشعل النار سيكتوي بنارها، والشعب الفلسطيني لا يعرف الهزيمة ولا التنازل”.

محمد- د

من نفس القسم دولي