دولي
تجهيز لانتفاضة ثالثة بدون غطاء من القيادة الفلسطينية
القدس تغلي بعد جنازة أبو خضير
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 جولية 2014
هواء من الألم والحرقة والغضب، تنفسه كل من شارك أو شاهد أو حتى سمع بجنازة الشهيد محمد أبو خضير ابن الـ16 عاما، جماهير لم تشهدها مدينة القدس من قبل، جاءت من كل فلسطين للمشاركة بتشييع ابنهم في حضن علم فلسطين بعيدا عن التجزئة والشرذمة والتفرقة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني
لم يسمع في الجنازة صوت عويل ولا بكاء، بل زئير غاضب تخرج منه رائحة الانتقام لطفل أظهرت نتائج تشريحه إن البنزين قد سكب في فمه، وتم اغراق جسمه به قبل حرقه.
ردود أفعال الشارع الشبابي المشحون بالغضب تعلو الموجات المؤقته أوردود الافعال لموقف تعرضوا له من الاحتلال، فقد انطلقت حملة على الفيس بوك تدعو إلى قتل المستوطنين والثار من كل من شارك في مقتل أبو خضير.
آخرون بدأوا التجهيز لانتفاضة ثالثة منظمة، في كافة نقاط التماس في الضفة الغربية والقدس ومناطق الـ48. من جهة أخرى، ظهر احد الشبان الفلسطينيين علنا على التلفاز واعدا المستوطنين بالانتقام موجها مجموعة من الانتقادات اللاذعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لصمته الدائم.
شاب أخر صرح للرأي اليوم بلهجته المحلية ” الشباب الفلسطيني الموحد بدون إعلام الفصائل النايمة بقدروا يقودوا الشارع، وهم في هاي المرحلة أصحاب القرار في القدس وغيرها ”.
ناشط في حي شعفاط في القدس مسقط رأس الشهيد اتهم القيادة الفلسطينية بشكل مباشر بالمشاركة في جريمة ابوخضير بصمتها الدائم منذ أن بدا الاحتلال الإسرائيلي تصعيده ضد الفلسطينيين ،وحتى هذه اللحظة فيما وجه شاب أخر سبابة الاتهام إلى الخلاف الفلسطيني الفلسطيني سواء كان الفتحاوي الفتحاوي ما بين الرئيس عباس وعضو اللجنة المركزية السابق محمد دحلان، أو حتى الخلاف الفتحاوي الحمساوي، مما أدى إلى ضعف الشعب الفلسطيني أمام الحكومة الإسرائيلية.
قيادي فصائلي في القدس قال “بان إسرائيل قتلت الشهيد أبو خضير، ولكن تخاذلنا نحن هو من أعطى المستوطنون الجرأة للتمثيل به، فانفراد أبو مازن في السلطة وإخلاء الساحة له، ووجود لجنة مركزية هزيزة روس عشان يستلموا بعده هو استسهل الدم الفلسطيني على أعداءهم “
هذه الآراء وغيرها ترجمت إلى أفعال ضد المنظومة الرسمية ايضا، فهناك أخبار عن طرد محافظ القدس عدنان الحسيني من عزاء ابوخضير والى الآن لم يتم تأكيد الخير او نفيه.
القيادة الفلسطينية وفي ظل هذه الأوضاع الحرجة، يشغلها الشجار على شكل السياسة الفلسطينية ،فقد تأكدت أنباء عن وجود خلافات عميقة بين أعضاء اللجنة المركزية بعضهم بعضا، فأبو حسين الطيراوي هو الذي يمثل وجه الخلاف مع الرئيس محمود عباس. الطيراوي انتقد وتهجم على سياسة الرئيس التي أخرجت القادة بصورة المتخاذلين أمام الشعب الفلسطيني، فيما تمتم الرئيس عباس بنيته فصل الطيرواي من الحركة الذي غادر الاجتماع بعد جو عاصف.
ومن جهة أخرى يسيطر على جبريل الرجوب وجمال محيسن فوبيا محمد دحلان وفصل مناصريه فقد تسربت أخبار عن ترشيح خمسة أسماء من جبريل الرجوب إلى جمال محيسن لفصلهم من الحركة في ظل الأوضاع المتصاعد التي تشهدها الساحة الفلسطينية مع عدوهم التاريخي الساحة الإسرائيلية المتوحدة في مواقفها.
الفصائل الفلسطينية لا حول لها ولا قوة تستمتع بسباتها الرمضاني وربما يمتد إلى ما بعد عيد الفطر، احد كوادر الجبهة الشعبية كشف سرا وقال ” أن اليسار الفلسطيني لا يعرف ربما إلى الآن أن هناك طفلا استشهد في شعفاط ” تعبيرا عن حالة الترهل إلي تعاني منه فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
التلفزيون الرسمي الفلسطيني وبعض الفضائيات الفلسطينية، وأهمها قناة معا الفضائية نأت بنفسها جانبا عن تغطية الأحداث التي تدور في مدينة القدس، مشغولة بالإعلانات التجارة التي تجلب الملايين لأصحابها في في المسلسلات الرمضانية، على حد تعبير احد العاملين في احد التلفزيونات حين قال ” إحنا موقعين عقود مع كبرى الشركات شو نعمل يعني.. خلص هينا بنبث على فلسطين مباشر.
الجيش الإسرائيلي مستنفر من جهة أخرى، وقد تم إغلاق كافة المداخل إلى المدينة المقدسة وشدد الحصار على كافة المدن في الضفة الغربية، وقام باقتحام بعضها، كما شهدت بعض نقاط التماس مواجهات ساخنة، مخلفين وراءهم إصابات سواء في صفوف الشبان الفلسطيني أو الجنود الإسرائيليي.
لا احد يعرف ما يخبأه الشارع الشبابي الفلسطيني ليوم غد فهم أمام خيارات عدة أحلاهما مر، فإما انتفاضة بدون تغطية من القيادة وإما سكوت مر وهيمنة المستوطنين على بيوتهم وعلى أنفسهم.
محمد- د