دولي
مواجهات عنيفة في القدس بين قوات الاحتلال والفلسطينيين
بعد استشهاد فتى فلسطيني قُتل وأُحرقت جثثه
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 جولية 2014
قالت مصادر فلسطينيّة مطلعة إنّ الفتى الذي اختطف فجر أمس الأربعاء وتمّ العثور على جثته متفحمة في أحد أحراش القدس هو محمد أبو خضير، ويبلغ من العمر 15 عامًا، من مخيم شعفاط.
محمد- د
وقالت وسائل الإعلام العبريّة إنّ الشرطة الإسرائيليّة أصدرت أمرًا بموجبه يُمنع نشر أيّ تفاصيل عن الجريمة البشعة، الأمر الذي يُعزز الاشتباه بأنّ العملية وقعت على خلفية كونه عربيًا، أيْ أنّها عملية إرهابيّة. وكانت الشرطة الإسرائيليّة قد تلقت بلاغًا عن إدخال شخص عنوة إلى سيارة في بيت حنينا شمال القدس، فيما أبلغت إحدى العائلات عن اختفاء ابنها البالغ من العمر 15 عامًا. وبعد أنْ انتشر نبأ العثور على جثة الشهيد اندلعت مواجهات بين سكّان القدس المحتلّة وشرطة الاحتلال الإسرائيليّ، في ضاحية شعفاط، الأمر الذي أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين، وشدّدّت المصادر الفلسطينيّة على أنّه من بين المصابين في المواجهات ثلاثة صحافيين. وجاء أنّ المواجهات بين الطرفين بدأت بعد أنْ قامت قوات الاحتلال بالعتداء على الشبان الفلسطينيين، الذين تجمعوا إثر تلقيهم نبأ وفاة الشاب المغدور والعثور على جثثه، وقامت قوات الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز المسيّلة للدموع والأعيرة المطاطيّة بكثافة شديدة، وذلك في محاولة لتفريق المتظاهرين الغاضبين. ولوحظ أنّ وسائل الإعلام العبريّة، اعتمدت في تقاريرها على المصادر الفلسطينيّة، ولم تعمل كعادتها في الاستناد إلى البيانات الرسميّة التي تنشرها الشرطة الإسرائيليّة.
وجاء أنّ الاحتلال الإسرائيليّ دفع بقوات معززة إلى القدس الشرقيّة، كما قام بنصب الحواجز بكثافة على نقاط التماس مع القدس الغربيّة. وقالت مصادر إسرائيليّة، كما أفاد (موقع نيوز1) العبريّ إنّ شبانًا اخذوا يرشقون قوات الأمن بالحجارة ويحرقون الإطارات وحاويات القمامة في وسط الشوارع فيما ردّت قوات الأمن الإسرائيليّة بوسائل تفريق المظاهرات.
ونظرًا لاحتدام الموقف، أضاف الموقع عينه، توجه إلى مدينة القدس على وجه السرعة كل من وزير الأمن الداخليّ الإسرائيليّ، يتسحاق اهرونوفيتش، وكذلك المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يتسحاق دانينو، للوقوف عن كثب على تسلسل الإحداث، وللتشاور مع القيادة المحليّة للشرطة حول سبل التعامل مع الوضع المتوتر منذ الإعلان عن مقتل الفتى الفلسطيني وحرق جثته، على حدّ قول المصادر ذاتها.
من ناحيته قال رئيس بلدية الاحتلال، نير بركات، حول جريمة مقتل الفتى وحرق جثته: إنّ هذا عمل خطير وبربري وأنا اشجبه بكل شدة، وأضاف بيان صدر باسمه: إنني أدعو الجميع إلى ضبط النفس والتصرف بعقلانية والابتعاد عن العنف حتى تهدأ الخواطر، على حدّ تعبيره. وذكر موقع (يديعوت أحرونوت) على الإنترنت أنّ الشرطة أوقفت حركة القطارات الخفيفة في محطات بسغات زئيف في القدس تخوفًا من اندلاع مواجهات عقب خطف شاب فلسطيني وقتله. وعلى وقع المخاوف الإسرائيلية من تدهور الأوضاع، قالت القناة العاشرة الإسرائيلية إنّه يجري التدقيق إذا ما كان اختطاف الشاب الفلسطيني هو لخلفية جنائية أو خلفية انتقامية، مضيفةً أنّ الشرطة الإسرائيلية ستعقد مؤتمرًا صحافيًا للحديث عن ملابسات الحادث، على حد قولها. فيما قالت القناة الثانية بالتلفزيون العبريّ على موقعها الالكترونيّ إنّ الشرطة أصدرت أمر منع نشر أيّ معلومات حول مقتل الشاب الفلسطيني في شعفاط.
من جهته طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بادانة خطف وقتل الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير في القدس الشرقية المحتلة، مثلما ادان هو خطف الاسرائيليين الثلاثة في جوان الماضي. وقال مكتب عباس في بيان نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) “يطالب الرئيس عباس نتانياهو بان يدين خطف وقتل الفتى محمد ابو خضير من القدس كما ادنا نحن خطف وقتل” الاسرائيليين الثلاثة.
