دولي

رئيس الشاباك يكشف عن أساليب التحقيق الوحشيّة مع معتقلي العملية العسكرية

قال إن عملية البحث عن المخطوفين قد تستمر طويلا

 

 

كشفت القناة الأولى الرسميّة في التلفزيون الإسرائيليّ النقاب عن أنّ رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، يورام كوهين قال في جلسة مُغلقة خلال الاجتماع الذي عقده مؤخرًا المجلس الوزاريّ المُصغّر، قال إنّه يتعيّن على الجميع الاستعداد إلى أنّ عملية البحث عن المفقودين الثلاثة ستستمر لفترةٍ طويلة جدا، على حد تعبيره، في إشارة واضحة إلى أنّ التحقيق في القضية لم يُسفر عن نتائج بالمرّة.

في السياق ذاته، فإنّ عمليات جيش الاحتلال الأخيرة في البحث عن المستوطنين الثلاثة المفقودين، أثارت اهتمام وسائل الإعلام العبريّة، خصوصًا بعد تحدث الأوساط المخابراتية في المنظمة الأمنيّة عن إتّباع أسلوب جديد في التحقيق مع المعتقلين الذين وصل عددهم لحوالي 400 فلسطيني.

الموقع العبري (ماكو) التابع للقناة الثانيّة في التلفزيون الإسرائيليّ سلّط الضوء على الأساليب التي ينتهجها جهاز الأمن العام (الشاباك) في التحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين في محاولة للحصول على معلومات عن مصير المستوطنين الثلاثة المفقودين. وقال الموقع: إنّ الإعلام الإسرائيليّ والفلسطينيّ تحدثا في الأيام الأخيرة عن عشرات بل مئات المعتقلين، من أعضاء حركة حماس وآخرين، بعضهم مشتبه به بالاشتراك في عملية أسر المستوطنين الثلاثة، والبعض الآخر بسبب كونه من رجال حماس، لكن ليس واضحًا كيف سينتهي البحث عن المفقودين، ولكن بالنسبة للمحقّقين فهي لعبة (شحذ الأدمغة) ضدّ مئات المعتقلين، والذين من المرجّح أنْ يستمرّ عددهم بالارتفاع.

وتساءل الموقع: كيف تبدو تلك اللعبة وماذا يحدث في غرف التحقيقات؟ (أ)، محقّق شاباك سابق يعمل اليوم في مجال الإرشاد، و (ع)، ضابط احتياط يعمل محقّق في الوحدة 504، تحدّثا للموقع، من خلال تجاربهما بطبيعة الحال، عمّا يفعل الآن المحقّقون، وماذا يخطر في بال المحقّقين الذين يعرفون أنّ مصير الرهائن مُلقى على مسؤوليتهم.

وأردف الموقع: كانت اللحظة التي علم فيها الجيش الإسرائيليّ عن حادثة اختطاف المُستوطنين هي ذات اللحظة التي خرج فيها المحقّقان من المنزل، وودعا زوجاتهما وأطفالهما الذين لا يعلمون متى سيعودان، كما يقول (ع) في المقابلة مع الموقع، ويشير المحقّقان إلى أنّ المحقق يجب أنْ يعلم ماذا يوجد في جعبته، من ناحية المعلومات قبل أن يتحرك، لكن في هذه المرحلة لا يوجد الكثير من المعلومات، بالطبع كمحقق مخضرم يجب عليك أن تركن إلى أي طرف خيط صغير كي تعرف إلى أين تتوجّه وأمام من تعمل، لكن في هذه المرحلة لا يوجد طرف خيط فماذا علينا أن نفعل؟.

ويضيف المحققان أنّ أحداث الماضي، وأيضًا العملية التي تجري في هذه الأيام، تدلّ على أنّ المشتبه بهم سيأتون سريعًا جدًّا. وتابعا: يأتي ذلك من سائر المصادر الاستخباراتية وأنت كمحقّق تخرج إلى الميدان مع الوحدة التي ستنفّذ الاعتقال، كما يشرح (أ). ليس ذلك كما في الأفلام بحيث ترى كيف يُحضر رجل المباحث المشتبه به للمحقّق ويديران اللعبة في غرفة التحقيق. في الواقع فإنّ المحقق يريد الإمساك بالمشتبه به في اللحظة الأولى من الاعتقال حين يكون لا يزال مصدوما من الوضع، على حدّ تعبيره. وأضاف المُحقق (أ): تجري المحادثة بين المحقّق والمعتقل أكثر من مرة أيضًا خلال سفره لمبنى التحقيق، حيث أحاول تشخيص من يقف أمامي، لافتًا إلى أنّ هدفي هو التعرّف إلى شخصيّته وبأي طريقة أحتاج أن أتعامل معه.

حين نصل إلى المكان الذي سيجري فيه التحقيق أعطيه بعض الحلويات، سيجارة أو أقول لجندي لمَ هكذا؟ انزع عنه الأصفاد، أو أتصرّف معه بصلابة وربما بشكل مقرف كي أزيد من صدمته. أحيانًا يُمكن لهذا التصرف من التحقيق في الميدان أن ينهي لك القصّة، على حدّ قوله. وأضاف: نقوم بالاستعداد للتحقيق في مباني التحقيق التابعة للشاباك أو للوحدة 504، من المهم أنْ نقول إنّه بخلاف ما نرى في الأفلام، فإنّ التحقيق لا يجري من قبل محقق واحد وإنما من فريق كامل، قبل التحقيق، يجلس المحققون حول طاولة مع ملف المشتبه به والذي يحوي جميع البيانات ذات الصلة بخصوص عمله، شخصيته وما الذي جعله يكون زبونا لي، كما يقول (ع)، مشدّدًا على أنّ هناك توزيع مُرتّب للمحقّقين وفقا للدور. وزاد المُحققان: هناك تحقيقات تمتد أسابيع، ولكن التحقيقات الأخيرة بخصوص الجنود، والتي تكون فيها كل لحظة هي لحظة حاسمة، يشعر المحققون بهذه التحقيقات بشكل كبير، لأن كبار المسؤولين يمارسون عليهم ضغطًا كبيرًا وليس هم فحسب، بل جميع المواطنين في البلاد.

وتابع الموقع: عند طرح سؤال لا يمكن التهرب منه وهو، هل الضغط يجعلكم تمارسون تحقيقا عنيفا مع هؤلاء المشتبهين، بما في ذلك التعذيب كما تمّ اتهامكم أكثر من مرّة، سارع المحققان إلى التهرب من الإجابة، واكتفيا بالقول: لا يوجد في غرف التحقيق حب للإنسانية والأخلاق، ومن ناحيته قال المُحقق (أ): يُزعجني كلّ ما ينشر عن التعذيب، لأنّ الناس في الخارج لا يملكون أدنى فكرة عما يجري في الداخل، والأساليب التي نتبعها قد تعكس شيئًا من العنف، لكن ما يجري بعيد عن ذلك كل البُعد، واختتم قائلاً: التحقيق هو “شحذ عقول”، مجال للذكاء، وليس مجالا للأيدي، على حدّ وصفه.

أنور- س

من نفس القسم دولي