دولي
وعود نتنياهو بالكشف عن تورّط حماس بالخطف أظهر للعالم عدم صدقه
محلل إسرائيلي:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 جوان 2014
قال مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، أمس عاموس هارئيل، إنّ الماضي الأمنيّ للمتهمين الاثنين من مدينة الخليل بخطف المستوطنين الثلاثة، يُضفي عاملاً إضافيًا على فشل جهاز الأمن العام (الشاباك الإسرائيليّ) في فكّ لغز عملية الاختطاف، مشدّدًا، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفها بأنّها رفيعة المستوى، على أنّ التحقيق في القضية وصل إلى طريقٍ مسدودٍ، على حدّ تعبيره.
وكان جهاز الشاباك اتهّم مساء الخميس بصورةٍ رسميّةٍ الأسيرين المحررين في صفقة شاليط مروان القواسمى وعمار أبو عيشة اللذين ينتميان للجناح الأكثر تطرفًا في حركة حماس بالوقوف خلف عملية الخطف. ووفقاً لصحيفة (هآرتس) جاء إعلان الشاباك بعد تأكده من اختفاء الأسيرين من بيتيهما في حي خاراس بالخليل قبل ثلاثة أيام من عملية الخطف وفشل عمليات الجيش الإسرائيليّ والمنظومة الأمنية في الوصول إليها حتى هذه اللحظة، حيث اعتقل ذوي الأسيرين، وتمّ إخضاعهم للتحقيق بعد تلقيهم معلومات عن اختفائهم من الأجهزة الأمنية الفلسطينية ولكنه لم يتوصل إلى معلومات تؤدي إليهما ليفرج عنهم لاحقاً.
وذكرت الصحيفة العبريّة أيضًا أنّ الأسيرين الاثنين المختفيين 30 و32 عام معروفان في أوساط الذراع العسكري لحركة حماس، واعتقلا أكثر من مرة بسبب نشاطهما في سجون السلطة والسجون الإسرائيلية. وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصادر في الشاباك أن القواسمى من مواليد 1985 اعتقله الشاباك قبل أربعة أعوام لأكثر من مرة واعترف بانتمائه للذراع العسكري لحركة حماس، والاشتراك في تدريب عسكري في منطقة الخليل وقضى في السجن عشرة أشهر وأفرج عنه في شهر مارس عام 2012.
وأبو عيشة من مواليد 1981 اعتقل لأول مرة في شهر نوفمبر عام 2005 وقضى في الاعتقال الإداري حوالي نصف عام، وأفرج عنه ثم اعتقل مرة أخرى في شهر افريل عام 2007 كما اعتقل والده في عام 2005 عندما حاول إلقاء عبوة ناسفة على قوة للجيش الإسرائيليّ، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة.
و في السياق ذاته، قال محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة يديعوت أحرونوت، أليكس فيشمان، أمس إنّ هناك تفسيرًا واحدًا منطقيًا فقط لنشر اسمي المشتبهين بالاختطاف في أوج التحقيق في القضية، وهو إزالة الضغط الشعبي عن حكومة إسرائيل، التي تمارس ضغوطًا على الشاباك والجيش وتطالب بتحقيق نتائج، وبسرعة، لأنّ الجمهور بدأ يفقد صبره، على حدّ وصفه. ولفت المُحلل، المحسوب على المؤسسة الأمنيّة والعسكريّة في الدولة العبريّة إلى أنّ نتنياهو وعد بتزويد العالم بأدلة وإثباتات على أنّ حماس ضالعة في الاختطاف، لكنّ العالم، الذي أظهر عدم مبالاة، بدأ يشكك في ما إذا حدثت عملية اختطاف أصلاً، وإذا حدثت عملية كهذه فربّما منفذوها هم نجوم الإرهاب العالمي الجدد: داعش العراقيّ أو السوريّ، وحتى قادة الفلسطينيّة بدؤوا يحبون نظرية المؤامرة هذه. في السياق ذاته، كشفت صحيفة (هآرتس) النقاب أنّه حتى الآن لم يجر أيّ اتصال بين إسرائيل وبين الخاطفين، وأكدّت على أنّ معلوماتها مُستقاة من مصادر أمنيّة واسعة الاطلاع على مجريات التحقيق والعملية العسكريّة لجيش الاحتلال في الضفة الغربيّة.
أنور- س