دولي
تحذيرات من ثورة شعبية ضد محمود عباس
لمناهضته مقاومة الاحتلال
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 جوان 2014
دعا مسؤولون إسرائيليون إلى تخفيف الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاستجلاب تصريحات منه مناوئة لعملية خطف الجنود بالخليل وتأييد التنسيق الامني مع إسرائيل والتي باتت تلقى ردة فعل سلبية في الشارع الفلسطيني وخصوصاً في الضفة الغربية وتظهره بصورة العميل لإسرائيل والفاقد لشرعية شعبه.
وكانت قد تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية من بينها صحيفة "يديعوت أحرنوت" أمس الأحد شريط فيديو وصفته بالخطير يظهر شبان فلسطينيين يلقون الحجارة على مركز يتبع للأجهزة الامنية الفلسطينية في مدينة رام الله عقب انسحاب قوات من الجيش الإسرائيلي من المكان وبالمقابل ردت قوات الامن الفلسطينية بإطلاق النار لتفريق المتظاهرين، وانتهت الحادثة بعد تدخل من قوات الاحتلال.
ويزيد على ذلك تصريح "قدروة فارس" مدير نادي الاسير الفلسطيني حيث أوضح أن الحادثة ليست استثنائية وخطيرة وتشير إلى حراك شعبي يلفظ كل من يناهض أي عمل مقاوم للاحتلال، موضحاً أن خطورة الحادثة تنبع من مكان حدوثها في مدينة رام الله المعروفة بعاصمة السلطة الفلسطينية وليس في مكان أخر كمخيمات اللاجئين. وحذرت الصحيفة العبرية من حراك شعبي مناهض للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الامنية بدا ظاهراً في الشارع الفلسطيني، وطالبت بتقليل الضغط على عباس من أجل المحافظة على سلطته في الضفة الغربية من الانهيار خصوصاً في ظل حالة الاحتقان التي يعيشها الفلسطينيين على إثر العملية العسكرية الاسرائيلية للبحث عن الجنود المختطفين.
وكان عباس قد أدان عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة الأربعاء الماضي، أمام وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة بالسعودية، وقال: "المستوطنون المفقودون في الضفة الغربية هم بشر مثلنا، وعلينا أن نبحث عنهم ونعيدهم إلى عائلاتهم". وفي مساء الخميس أدان عباس مرة أخرى عملية الاختطاف في اجتماع في رام الله، ودعا إلى استخدام الوسائل الدبلوماسية وليس العنيفة لحل القضية الفلسطينية، وسبق ذلك اجراء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مكالمة هاتفية مع عباس في مطلع الأسبوع، وقام الأخير بإصدار بيان إدانة لعملية الاختطاف. وذكرت صحيفة هآرتس أن عباس سعى إلى التودد والاعتذار إلى نتنياهو، خلال الأيام الماضية، إلا أن الإدانات المتكررة من قبل عباس لاختطاف المستوطنين الثلاثة، ومحاولته التقرب من إسرائيل قوبلت برفض نتنياهو، الذي دوره واصل إصدار التعليمات له كإخراج حركة حماس من السلطة. وقالت الصحيفة أنه لا يوجد أي زعيم "مسلم أو مسيحي أو يهودي" قادر على احتمال هذه المهانة المتواصلة، وإبقاء يده ممدودة ومعلقة في الهواء طلبا للسلام، مضيفة أن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي وصفوا تصريحات عباس بأنها شجاعة ومثيرة، وخاصة لأنها تأتي على خلفية الأجواء الملتهبة في الشارع الفلسطيني. ولاقت تصريحات عباس انتقادات من مختلف التيارات والقوى الفلسطينية وخاصة أنها جاءت في ظل من ما تشهده الضفة وغزة من تغول إسرائيلي فضلاً عن عنجهية الاحتلال في التعامل مع قضية الاسرى المضربين عن الطعام لليوم الستين على التوالي وحملات الاعتقالات والقتل بحق المواطنين الفلسطينيين، والتي أسفرت فجر اليوم عن استشهاد شابين في الضفة. وبدورها هاجمت العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي حنين زعبي، مساء اليوم السبت، عباس بسبب تصريحاته الأخيرة وقالت على القناة العبرية الثانية إن "عباس يمارس الخيانة بحق الشعب الفلسطيني عبر ما يسمى بالتنسيق الأمني" . وأضافت زعبي: "عباس يأمل من وراء هكذا تصريحات تثبيت حكمه في الضفة"، مشددة على أن التنسيق الأمني الذي يمارسه عباس عبارة عن خيانة للشعب الفلسطيني، ورفضت زعبي الاعتذار عن التصريحات الأخيرة التي قالت فيها إن "خاطفي المستوطنين الثلاثة ليسوا إرهابيين".
وشددت على أنها تساند كفاح الشعب الفلسطيني في حدود القيم الإنسانية وأنها مع كفاح عادل وبحدود القانون الدولي ضد الاحتلال، كما هاجمت زعبي أيضاً الإعلام الإسرائيلي واتهمته بتجاهل مقتل فتيين فلسطينيين والتركيز فقط على المخطوفين كما لو أن القتلى ليسوا بشراً، منوهة إلى أن نتنياهو يستغل الحادثة للقضاء على حماس.
وقالت إن خطط العملية معدة سلفاً وان كل يوم يمر على العملية العسكرية يضعف فرص العثور على المفقودين. ولم تعلن أي جهة فلسطينية، مسؤوليتها عن أسر الجنود الإسرائيليين الذين فقدوا مساء الخميس 12-6-2014 لكن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، حمّل حركة "حماس" المسؤولية عن أسر المستوطنين الذين أتضح أنهم جنود في جيش الاحتلال. ورفض "حماس" تصريحات نتنياهو، دون أن تؤكد أو تنفي صحة ذلك الاتهام. وينفذ الاحتلال عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية يشارك فيها 3000 جندي يعملون على تمشيط ومداهمة المدن الفلسطينية، واعتقل خلال الحملة أكثر من 300 فلسطيني غالبيتهم من قيادات وكوادر حركة "حماس".
ومن جهتها قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" نقلاً عن مسؤول وصفته بالرفيع في مكتب نتنياهو قوله: أن "عباس ينتظر دليل واضح بدون أدنى شك يثبت وقوف حماس خلف عملية خطف الجنود حتى يعلن رسمياً إلغاء اتفاق المصالحة وإقالة حكومة الوفاق الوطني". وأضاف المسؤول الإسرائيلي: إن "اتفاق المصالحة غير مطبق وحكومة الوحدة لا تقوم بالمهام الموكلة لها"، واشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات تنسجم مع تصريحات "رياض المالكي" وزير الخارجية الفلسطيني أمس التي جاء فيها أنه في حال اتضح وقوف حماس خلف العملية سيكون لذلك تداعيات خطيرة وسيتم تفكيك الحكومة. وأفادت الصحيفة نقلاً عن مسؤول أمني رفيع، أن أجهزة السلطة الفلسطينية تدرك أن حماس تقف خلف العملية وذلك هي تواصل اعتقال نشطاء الحركة وتحقيق معهم لأنها تدرك أهمية ذلك وما سيعود عليها من مصلحة، كاشفاً عن اعتقال السلطة العشرات من عناصر حماس في سجونها للوصول إلى مكان الجنود المختطفين.
سالم- أ