دولي
عباس يحاول التقرب من نتنياهو والأخير يرفض
هآارتس:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 جوان 2014
تناولت الكاتبة رفيت هخت في موقع "هآرتس" الإلكتروني، أمس الإدانات المتكررة من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاختطاف المستوطنين الثلاثة، ومحاولته التقرب من "إسرائيل"، مشيرة إلى أن كل ذلك جوبه برفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وأن الأخير واصل إصدار التعليمات له كإخراج حركة حماس من السلطة.
وكتبت هخت أنه لا يوجد أي زعيم "مسلم أو مسيحي أو يهودي" قادر على احتمال هذه المهانة المتواصلة، وإبقاء يده ممدودة ومعلقة في الهواء طلبا للسلام. وأشارت بداية إلى أن محمود عباس، الأربعاء الماضي، أدان عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة، أمام وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة بالسعودية، وقال: "المستوطنون المفقودون في الضفة الغربية هم بشر مثلنا، وعلينا أن نبحث عنهم ونعيدهم إلى عائلاتهم".
وفي مساء الخميس أدان عباس مرة أخرى عملية الاختطاف في اجتماع في رام الله، ودعا إلى استخدام الوسائل الدبلوماسية وليس العنيفة لحل القضية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن ذلك يأتي بعد أن أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مكالمة هاتفية مع عباس في مطلع الأسبوع، وقام الأخير بإصدار بيان إدانة لعملية الاختطاف. وأضافت الكاتبة أن مصادر في جهاز الأمن "الإسرائيلي"، وليس ناشطين يساريين من "رمات أفيف"، وصفوا تصريحات أبو مازن بأنها شجاعة ومثيرة، وخاصة لأنها تأتي على خلفية الأجواء الملتهبة في الشارع الفلسطيني.
كما كتبت أن أجهزة الأمن "الإسرائيلية" تعرف أن التعاون مع السلطة الفلسطينية مهم لأمن إسرائيل، وأن التنسيق الأمني لا يزال قائما حتى اليوم. وتخلص إلى أنه، مهما كانت دوافع عباس، سواء كانت تذويتا حقيقيا لكون المصلحة الفلسطينية والإسرائيلية مرتبطتين ببعضهما البعض أم محاولته تحسين مكانته في الدبلوماسية الدولية، فكل الدلائل تشير إلى أن عباس يحاول التقرب لإسرائيل على حساب التحالف مع حركة حماس، وبشكل عام فهو يريد تهدئة الأوضاع. وتتساءل الكاتبة عما يعرضه نتانياهو في المقابل، فتقول إنه انتقل من الانتقادات الحادة وإلقاء المسؤولية عن الاختطاف على السلطة الفلسطينية إلى التشكك المتعالي من خلال إصدار تعليمات لعباس لكي يثبت الأخير أنه لا يخادع.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الأمن ورئيس أركان الجيش لم يشعر نتانياهو بالحاجة إلى الرد على محاولات عباس التقرب من "إسرائيل"، سوى "تحريك إصبعه ومواصلة إصدار الأوامر له بإخراج حركة حماس من الحكومة الفلسطينية".
وكتبت أيضا "لا يوجد أي زعيم، سواء مسلم في الضفة الغربية، أو مسيحي لوثري في السويد، أو يهودي في القدس، يستطيع مواصلة تحمل مثل هذه المهانة المتواصلة، وإبقاء يده معلقة في الهواء". وتساءلت أيضا: "هل يخطر ببال وزير "إسرائيلي"، وكم بالحري رئيس الحكومة، أن يدين علانية قتل أطفال فلسطينيين الذي يواجهونه الفلسطينيون وبحق، ويعتبره إرهابا؟ وأشارت في هذا السياق إلى استشهاد طفل فلسطيني، فجر الجمعة، في مدينة دورا، وهو ما اعتبر على أنه "إطلاق نار عن طريق الخطأ خلال مصادمات بين السكان المدنيين وبين قوات الجيش". ويأتي ذلك بعد شهر من استشهاد شابين في بيتونيا بنيران جيش الاحتلال، وبعد ثلاثة شهور من استشهاد فتى قرب الخليل عندما حاول عبور جدار الفصل لقطف نباتات.
وتشير الكاتبة إلى أن هذه نماذج لا تزال حية، وتتساءل: "هل يخاطر وزير "إسرائيلي" في حكومة نفتالي بينيت لينظر إليه كمن ارتكب فعلة رهيبة مثل التماثل الإنساني مع ألم الفلسطينيين لمقتل أبنائهم؟". وتخلص إلى القول إنه من لا يقدر حجم المخاطرة التي يقوم بها عباس في تصريحات وأفعاله فهو لا يريد الخروج عن خطه الرافض، رغم أنه يضطر بين الفينة والأخرى، من باب "رفع العتب"، للنطق بمصطلحات مثل "سلام" و"سلام حقيقي". وبالنتيجة فإن "من لا يستغل جاهزية عباس كرافعة سياسية، فهو لا يريد حلاً سياسياً ولا يؤمن به".
علي- ب