دولي

تل أبيب: لا نملك معلومات عن الخاطفين والمخطوفين ولا عن مصيرهم

قوات الاحتلال تداهم مقرات إعلامية في الضفة

 

 

قالت صحيفة هآرتس العبريّة أمس نقلاً عن مصادر أمنيّة رفيعة جدًا في تل أبيب، إنّه بعد مرور 06 أيام من عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة من قبل الفلسطينيين، ازدادت الشكوك حول مصيرهم، وفي ما إذا كانوا ما زالوا على قيد الحياة أمْ لا.

وشدّدّت المصادر عينها على أنّه بالرغم من عملية الاعتقالات الواسعة التي يقودها جيش الاحتلال والشاباك، فلم يحصل أيّ تقدم في التحقيق، وأنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة لا تمتلك أيّ معلومات حول مصيرهم. ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ العملية الإسرائيليّة ستؤدّي للتشويش على شهر رمضان، الذي سيبدأ بعد حوالي أسبوعين. في السياق ذاته، قال مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة هآرتس العاموس هارئيل، إنّ عملية البحث عنهم مستمرّة، ولكنّها تسير بشكل بطيء لكنه دائم. وأشار إلى أنّ العمليّة العسكريّة في الخليل بدأت تؤتي ثمارها بعد أنْ قامت قوات الجيش باعتقال أكثر من 200 عنصر من حركة حماس في الضفة الغربية، زاعمًا أنّ أكثرهم هم من الجناح السياسيّ للحركة. وأوضح أنّ المحققين يُمكنهم الاعتماد على سلسلة معطيات وهي تسجيل مكالمة أحد المستوطنين المخطوفين لمركز طوارئ الشرطة، بالإضافة إلى السيارة المحروقة التي وجدت بالقرب من مكان خطف المستوطنين، وأيضًا التحقيق مع المعتقلين. وأضاف لذلك يُمكن أنْ نفرض بناءً على أدلة عُرضت في تحقيقات شرطيّة في الماضي أنّه يُضاف إلى ذلك أيضًا معلومات استخبارية يُحصل عليها من تنصت وحلّ أسرار معطيات اتصال بالهواتف المحمولة، ويفترض أنْ يثمر كل ذلك في نهاية الأمر عن معلومات كافية تُمكن من العثور على الخاطفين مع محاولة لتخليص المستوطنين، إذا كانوا على قيد الحياة. وشدّدّ المحلل على أنّ الوقت الذي يمر ليس من مصلحة إسرائيل، ويدلّ تحليل وقائع احتجزت فيها حماس مخطوفين في الماضي على معاملة بنظرة باردة لمصير الرهائن، فالنشطاء أنفسهم أحرار في أنْ يقرروا: هل يتركونهم أحياء ويدبرون الحادثة باعتبارها عملية مساومة بحسب مقدار الأمن الذي يشعرون به. وكشف النقاب عن أنّ المخابرات الإسرائيليّة لا تملك حتى الآن أدلة تؤكّد على أنّ توجيه الخطف جاء من قطاع غزة أوْ من دولة مجاورة. وبحسب المصادر عينها، قال المُحلل، إنّ الوضع على حدود قطاع غزة أقّل قابلية للانفجار، وتُقدر إسرائيل أنّ قيادة حماس هناك غير معنيّة بتصعيد عسكري، لكن نشطاء الميدان من المنظمة ورجال فصائل مثل الجهاد الإسلاميّ يرفضون الجلوس في هدوء إذا ما اشتعلت الضفة. وزاد قائلاً إنّ خطف المستوطنين هي واقعة تكتيكيّة شديدة قد تنتقل إلى الصعيد الاستراتيجيّ أيضًا. علاوة على ذلك، لفت إلى أنّ الإجراءات الإسرائيليّة، من موجة الاعتقالات الواسعة، إلى تصريحات رئيس الوزراء والوزراء، ترمي إلى دقّ إسفين بين السلطة الفلسطينية وحماس ووقف المصالحة التي بدأت قبل شهرين، وقد ينجح هذا الجهد، فقد سببت عملية حماس، سواء تبين أنّها كانت مبادرة محليّة أم نتيجة أوامر من غزّة، سببت إحراجًا كبيرًا لرئيس السلطة، محمود عبّاس، الذي دُفع في يوم الاثنين على نحو ما إلى التعبير عن أسف ضعيف بعد أربعة أيام تقريبًا، ويمكن أنْ نُخمّن أنّه شديد الغضب على حماس. وخلُص إلى القول إنّ هذا الوضع بالنسبّة لعباس هو وضع خسارة: فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يندد به بسبب مسؤولية غير مباشرة عن الاختطاف (لأن الخاطفين خرجوا من مناطق السلطة)، لكن إذا ساعد عباس علنًا في العثور على الخليّة فسيتهمه جمهوره بأنّه عميل لإسرائيل، على حدّ قول المُحلل الإسرائيليّ.

من جهة اخرى أغلق الجيش الإسرائيلي، فجر أمس مقرات شركة إعلامية في الضفة الغربية، لتقديمها خدمات إعلامية لقناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس. وقال عامر الجعبري رئيس مجلس إدارة الشركة إن “الجيش الاسرئيلي اقتحم في ساعات الفجر مقري شركة ترانس ميديا للإعلام في مدينتي الخليل (جنوب الضفة الغربية) ورام الله (وسط الضفة الغربية)، وقام بتخريب وتكسير معدات تستخدم للبث الفضائي ومعدات بث متحركة وأجهزة مونتاج وأثاث”. وأضاف أن الجيش أبلغ إدارة الشركة بقرار عسكري بإغلاق مقار فضائية الأقصى.

وأشار الجعبري إلى إن شركته تقدم خدمات إعلامية لنحو 12 فضائية عربية ودولية، من بينها قناة الأقصى، لافتا إلى عدم وجود أي مقر للأقصى في الضفة الغربية. وقال الجعبري “بلغت خسائر الشركة بالملايين، وبات عملها مهددا، بعد إغلاق مقر رام الله”.

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة واسعة بالضفة الغربية منذ عدة أيام، اعتقلت حسب تقارير حقوقية، أكثر من 200 فلسطيني، في عملية البحث عن ثلاثة مستوطنين إسرائيليين اختفوا، مساء الخميس الماضي، من مستوطنة “غوش عتصيون”، شمالي الخليل، جنوبي الضفة الغربية، وحمَّلت إسرائيل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن سلامتهم. ولم تعلن أية جهة فلسطينية، مسؤوليتها عن اختطاف المستوطنين، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو حمّل حركة حماس المسؤولية عن اختطافهم، وهو ما رفضته الحركة.

أنور- س

 

من نفس القسم دولي