دولي
مؤتمر هرتسيليا يناقش واقعاً فرضته المقاومة على إسرائيل لتتكيف معه
خبراء في الشأن الإسرائيلي:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 جوان 2014
رأى محللون مختصون في الشأن "الإسرائيلي" أن حديث قادة إسرائيل العسكريين عن كمية الصواريخ التي تهدد "إسرائيل" على الجبهات الشمالية والجنوبية مبالغ فيها، وتستهدف الضغط على الحكومة لمنح الجيش الميزانية التي يرتأيها وإعادة ما تم تقليصه منه، لكي يستطيع مواجهة الأخطار المحدقة بإسرائيل في ظل معادلة تطور قدرات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتهديدها للعمق الإسرائيلي. إضافة إلى أن مؤتمر هرتسيليا يناقش واقعاً مخالفاً لسياسة اسرائيل التي وضعها بن غوريون، فرضته المقاومة على الأرض. والتي استهدفت العمق الصهيوني بخلاف ما كان في السابق، حيث حروب اسرائيل خارج حدودها ولم تصلها طلقة.
ويعتبر مؤتمر "هرتسيليا" المنعقد في "إسرائيل" أحد أهم المؤتمرات الأمنية الإستراتيجية لإسرائيل، ويسعى لمساعدتها في تحديد المخاطر الأمنية التي تحيط بها، وكيفية مواجهتها: محلياً وإقليمياً ودوليا، وفي جميع المجالات: سياسياً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً وإستراتيجياً.
وتحدث وزير الجيش "الإسرائيلي" الجنرال موشي يعلون أن "عشرات الآلاف من الصواريخ موجّهة في هذه اللحظة نحو "إسرائيل"، كما أن شعبة الاستخبارات العسكرية أشارت في تقديراتها إلى أن عدد الصواريخ الموجهة ضد إسرائيل تبلغ 170 ألف صاروخ، وأن عدد الصواريخ بعيدة المدى الموجودة في قطاع غزة تضاعف 20 مرة منذ حرب "عمود السحاب" في تشرين الثاني العام 2012.
وفي هذا الشأن، أوضح أكرم عطالله المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن إسرائيل كانت تتحدث في السابق عن آلاف الصواريخ لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، واليوم تتحدث عن 400 صاروخ قادرة على الوصول للعمق الإسرائيلي وهذا يعني ان حديث قادة الاحتلال عن ارتفاع نسبة الصواريخ في قطاع غزة بنسبة 20% غير صحيح بالمقارنة مع ما قاله قادة الاحتلال في السابق بأن المقاومة تمتلك آلاف الصواريخ.. لأن زيادة الصواريخ بنسبة 20% يعني أن المقاومة الفلسطينية تمتلك آلاف الصواريخ وليس 400 صاروخ.
ولفت إلى أن إسرائيل تهول من قدرات المقاومة الفلسطينية لابتزاز قادتها بالانصياع لمطالب الجيش بفتح ميزانيته كما كانت والغاء التقليصات التي حدثت له مؤخراً.
على صعيد آخر، أوضح عطالله أن مؤتمر هرتسيليا العام الماضي 2013 كان يتحدث عن تحالف محور سني مع اسرائيل ضد المحور الشيعي المتمثل في حزب الله وإيران، واليوم في مؤتمر 2014 يتحدث عن تحالفات جديدة يقصد بها دول الخليج ضد إيران، التي تمثل له قلقاً في برنامجها النووي وطموحاتها، ودعمها اللامحدود لحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية. إضافة إلى أن المؤتمر يناقش شيء هام بخلاف الأسس التي وضعها بنجريون المتمثلة في نقل الحرب إلى أراض خارج حدود إسرائيل، لأن المعركة داخل إسرائيل لا تحتمل، وفي ظل واقع جديد لا مناص منه وهو حتمية تعرض "إسرائيل" لصواريخ المقاومة الفلسطينية واللبنانية تناقش إسرائيل آلية للتكيف مع هذا الواقع.
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن إسرائيل تبالغ في إمكانيات المقاومة في قطاع غزة، ومع ذلك فالمقاومة قادرة على ردع العدو، ولن تكون لقمة سائغة في فمه. وأنها حريصة على تطوير قدراتها كما العدو حريص على امتلاك آلاف الصواريخ الفتاكة والمحرمة دولياً والموجهة لأبناء شعبنا الفلسطيني.
وفي مراسم إحياء ذكرى قتلى جنود لواء "الناحال" في برديس حنا قرب حيفا، تطرق وزير الجيش "الإسرائيلي" موشيه يعلون للمخاطر الإستراتيجية التي تواجه الدولة العبرية. وقال "حولنا دول ومنظمات ظامئة للدماء وتطفح بالكراهية، فهمت أن قوة وقدرات الجيش الإسرائيلي، ولواء الناحال مكوّن مركزي فيه، لا يسمحان بالعمل ضد دولة "إسرائيل" في معارك جيش ضد جيش، لذلك اتجهوا نحو طريق الإرهاب والصواريخ، ونزع الشرعية ومحاولات تطوير سلاح نووي".
وأضاف يعلون أن "عشرات آلاف الصواريخ، في الجنوب والشمال، موجهة الآن أيضا نحو إسرائيل. ولو كانوا يقدرون، لاستنزفوا مواطني إسرائيل في كل يوم. لو أنهم يفلحون، لعملوا بشكل يومي ضد أهداف مختلفة، واستخدموا الإرهاب، وحاولوا تيئيسنا من العيش هنا، لكنهم أيضا يعرفون أننا نجيد خوض الحرب إذا ما تطلب الأمر، وسنقطع يد من يريد بنا السوء".
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنه رغم قيام السلطات المصرية بإغلاق أنفاق تهريب السلاح بين مصر والقطاع في منطقة رفح، إلا أن حماس و"الجهاد الإسلامي" طوّرا في غزة صناعة عسكرية محلية لإنتاج الصواريخ بعيدة المدى ذاتها. ورأت الصحيفة أنه من "ناحية حماس، كان إطلاق النار على تل أبيب انجازاً مهماً في الوعي، لم يسبقها إلى ذلك سوى (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين في حرب الخليج الأولى في العام 1990. ولهذا ففي الأشهر الأخيرة تجدهم يشددون وتيرة الإنتاج المحلي من خلال ورش الخراطة وحملات تجارب متكررة باتجاه البحر".
وقد عرض رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي العميد ايتان بارون الموضوع أمس، في محاضرة ألقاها ضمن "مؤتمر هرتسليا". وقال إن "حجم عديد الصواريخ في غزة: بضعة آلاف من الصواريخ لمدى 20 كيلومتراً، بضعة آلاف صواريخ إلى مدى 40 كيلومتراً، وبضع مئات من الصواريخ إلى مدى 80 كيلومتراً".
ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي حلمي موسى، أن يعلون اعتبر أن "العنصر الأساس هو فكرة تحسين قدرة الإصابة للجبهة الداخلية الإسرائيلية، ويتضمن هذا الميل الحرب من جبهتهم الداخلية ضد جبهتنا الداخلية بشكل يزيد قدرتهم على البقاء وعلى تحمل الخسائر".
وقال إن "منظمات الإرهاب تفلح في مهمتها إعادة ملء مخازنها من الصواريخ بعد عام ونصف العام من حرب عمود السحاب"، مشيراً إلى أنه "في كل لحظة معينة هناك 170 ألف صاروخ موجه نحو "إسرائيل" رغم أن غالبيتها ذات مدى قصير". وأضاف أنه حتى وقت قريب كانت "في الجانب الثاني قدرات عددية وحسب، لكنهم حاليا يطورون قدرات هجومية دقيقة، وإيران هي مصدر الخبرات المركزية في هذه العملية".
محمد. د