دولي

إسرائيل تتربص بالفلسطينيين والتصعيد وارد

بعد تشكيل حكومة الوفاق

 

 

ما إن أعلن الرئيس محمود عباس عن حكومة الوفاق الوطني التي ستنهي حالة الانقسام وتعيد اللحمة الوطنية، حتى سارعت "إسرائيل" لفرض عدة عقوبات على السلطة الوطنية، بدأت بمنع وزراء غزة من الوصول لرام الله لحلف اليمين.

ومازاد حقد "الإسرائيليين" هو الاعتراف الدولي والاقليمي بحكومة الوفاق الوطني، حيث أعلنت واشنطن اعترافها بالحكومة الفلسطينية وأبدت استعدادها لتمويلها، وهو ما أزعج رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو. الناطق باسم جيش الاحتلال قال أن التعاون  بين السلطة الفلسطينية  وحماس من شأنه أن يصعد الوضع الأمني في الميدان، مشيراً إلى أن عمليات المقاومة قد تشتد خلال حكومة الوحدة الفلسطينية .

فيما يرى مطلعون على المشهد، أن إقدام "إسرائيل" على ارتكاب حماقات في قطاع غزة والضفة وارد، في ظل حالة التوتر الشديدة في سجون الاحتلال، مع استمرار الإضراب عن الطعام لليوم الـ42 على التوالي وهو السؤال الذي يمكن طرحه بهل يمكن أن تشهد الأيام القادمة تصعيد "إسرائيلي"؟.

الباحث السياسي الفلسطيني والمتخصص في قضايا الشرق الأوسط حسن عبدو توقع أن تشهد المرحلة القادمة بالفعل تصعيد صهيوني، بسبب مضاعفة أزمة الائتلاف اليميني "الإسرائيلي" بعد الاعتراف الدولي والاقليمي بحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، في إشارة لموقف واشنطن وأوروبا من اعترافها ودعمها للحكومة. وأضاف عبدو أن اليمين "الإسرائيلي" يحاول كعادته نقل المعركة للخارج في ظل مضاعفة أزمته، وغزة دائماً تكون مرشحة لتصعيد قادم، خاصةً أن المقاومة لن تقبل باستمرار الحصار الصهيوني الذي لم يعد مبرراً في نظر الشعب الفلسطيني، منوهاً إلى وجود احتمال تصعيد في ظل إغلاق أفق التسوية. وقال: "إن لم تستطع الحكومة الفلسطينية فك الحصار عن قطاع غزة  فالمقاومة متمسكة بفك الحصار المشدد، وعدم دخول المواد الأساسية، وهو شكل من أشكال العدوان الذي يستوجب الرد، خاصةً أن المقاومة تمتلك أساليب الرد. واعتبر عبدو، أن أحد مفجرات التصعيد هو الأسرى الفلسطينيين وتهديد حياتهم بالخطر والموت، الأمر الذي سيجبر المقاومة على الرد على الاحتلال، الأمر الذي من شأنه أن يقلب المشهد بالكامل، ليست بالضفة وحدها بل في غزة. وفي الضفة، بين عبدو أنها تشهد توتراً دائماً واعتقالات وقتل عمد وتصفية جسدية على الحواجز، وانتهاكات مستمرة تخلق حالة من الاحتقان الدائم.

الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله رأى أن إمكانية التصعيد "الإسرائيلي" على قطاع غزة احتمال وارد، خاصةً أن "إسرائيل" تتربص بالحالة الفلسطينية وأعلنت عن موقفها من حكومة الوفاق الفلسطينية، واجتمع الكابنيت الصهيوني وقرر معاقبة السلطة والفلسطينيين. لكنه أشار إلى أن مسألة التصعيد العسكري ليست سهلة، وأن المبرر للتصعيد غير موجود، رغم أنه أكد أن "إسرائيل" لديها مصلحة في التصعيد، ولكنها لا تملك الأدوات لذلك. ورأى عطا الله، أن ظروف اقليمية تحيط بنا، ولكن إذا تمكنت الفصائل من توفير هذه الظروف، وهو أمر غير متوقع لأنه الفصائل متوافقة على التهدئة خاصةً بعد المصالحة الفلسطينية.

أنور- س

من نفس القسم دولي