دولي

إسرائيل تقوم بتطهير عرقي في الضفّة والقدس الشرقيّة

مسؤول أمميّ:

 

  • 75 % من الفلسطينيين بالمدينة تحت خط الفقر

اتهّم المراقب الأممي السابق في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ريتشارد فولك إسرائيل بأنّها تقوم بعملية تطهير عرقي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وباستخدام سياسة التفرقة العنصرية ضد الفلسطينيين.

 

 وأكد أن الواقع في الأراضي الفلسطينية بالغ الخطورة من الجانب القانوني الدولي ومن جانب الشعور الفلسطيني. وأضاف فولك الذي أنهى منصبه كمسؤول عن الأراضي الفلسطينية في نهاية شهر مارس " منذ تعييني لمنصب كمراقب عام 2008 فإسرائيل بنت المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية وشرقي القدس واستعملت العقاب الجماعي ضد سكان غزة ودمرت بيوتا واستخدمت القوة المفرطة بشكل مبرمج" ، على حدّ تعبيره.

وكان فولك اعتبر أنّ ما فعلته إسرائيل مع سفينة (روح الإنسانيّة) التي كانت تحمل مساعدات لغزة عمل إجراميّ، وأضاف أنّ حصار إسرائيل لغزة يمثل جريمة مستمرّة ضد الإنسانية». بهذه العبارات القوية التي لا لبس فيها، أدان فولك ما فعله الجيش الإسرائيليّ حين اعترض السفينة التابعة لحركة "حرروا غزة" الأمريكيّة، التي أبحرت من قبرص باتجاه غزّة. بل إنّ فولك كان واحدًا من الذين اتهّموا إسرائيل علنًا بأنّها تستخدم ضد الفلسطينيين أساليب تشبه ما استخدمه النازي ضدّ اليهود.

وخلال توليه منصبًا في الأمم المتحدة بات يستعمله في الواقع لفضح الممارسات الإسرائيلية، مستخدمًا في ذلك لغة بالغة القوة يفكر الأوربيون والأمريكيون من غير اليهود أكثر من مرة قبل استخدامها، فهو على سبيل المثال أثناء حرب غزة، أصدر بياناً بصفته المحقق الخاص للأمم المتحدة بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان في الأرض المحتلة، وصف فيه ما تفعله إسرائيل بالجريمة وتحدث عن المحنة التي يتعرض لها المدنيون في غزة، وحدد مجموعة من الطرق لتجنب وقوع كارثة إنسانية، فكان من بين تلك الوسائل التي ذكرها هو التحقيق مع المسؤولين الإسرائيليين، للتأكد من مدى انتهاكهم للقانون الدولي. وحين وصل فولك بعد ذلك إلى مطار بن غوريون كمبعوث للأمم المتحدة، بهدف زيارة غزة والضفة لكتابة تقرير حول مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، اعتقلته السلطات الإسرائيلية لمدة ثلاثين ساعة، ثم رحلّته على أول طائرة إلى جنيف دون أنْ تسمح له بزيارة الأراضي المحتلّة.

وقد أصدر فولك بعدها بياناً وصف ما فعلته إسرائيل في غزة بجريمة حرب، لأنّه تضمن عقابًا جماعيًا يستهدف مدنيين تحت الاحتلال واستخدامًا مفرطًا للقوة في مقابل صواريخ حماس، ودعا فولك إلى التحقيق مع الزعماء الإسرائيليين المسؤولين عمّا اعتبره انتهاكات للقانون الدوليّ الجنائيّ. في سياق ذي صلة، كشف تقرير لجمعيتي “حقوق المواطن”، و”مدينة الشعوب”، أنه يعيش في الأحياء الواقعة خلف جدار الفصل العنصري 100 ألف مواطن مقدسي، وهم يشكلون ثلث سكان القدس.، كما أظهر أنّ أوضاع الفلسطينيين في القدس كانت بالغة الصعوبة هذه السنة، في ظلّ الإهمال المتواصل من قبل إسرائيل.

وكتب معدو التقرير أنّه على الرغم من أنّ الـ 100 ألف فلسطيني، خلف الجدار، يخضعون لمنطقة نفوذ بلدية القدس، إلا أنّهم لا يتلقون غالبية الخدمات الأساسية كالتعليم والإضاءة والبنى التحتية، كما لا تتواجد الشرطة في هذه الأحياء، ويتذمّر السكان من ارتفاع نسبة الجريمة، بما فيها أعمال السرقة والقتل. كما لفت إلى انقطاع المياه في عشرات آلاف البيوت الواقعة خلف الجدار، في شهر مارس الماضي. كما أشار إلى أنّ 75 % من سكان القدس الشرقية يعيشون تحت خط الفقر، وترتفع هذه النسبة في صفوف الأطفال إلى 82 %.

 

محمد- د

من نفس القسم دولي