دولي
حماس تعيد ترتيب أوراقها السياسية باستئناف علاقاتها مع إيران
خبراء:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 ماي 2014
قال محللون وخبراء سياسيون فلسطينيون إنّ حركة حماس تسعى لإعادة ترتيب أوراقها من خلال تقاربها مجددا مع إيران، وإحياء العلاقات معها. وتوقع الخبراء أن تعود العلاقات بين حماس وإيران إلى سابق عهدها، في ظل ما تشهده المنطقة من متغيرات سياسية.
ومؤخرا برزت العديد من الشواهد التي تؤكد عودة العلاقات بين الجانبين، واستئناف الدعم المالي والسياسي الإيراني لحركة حماس التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007. وفي تصريح صحفي له مؤخرا، قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إنّ خالد مشعل رئيس المكتب، التقى يوم الأربعاء الماضي، مع حسين عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني، بالعاصمة القطرية الدوحة. وقال الرشق إن “مشعل والمسؤول الإيراني تباحثا في تطورات الوضع الفلسطيني والإقليمي والدولي، وما تشهده المنطقة من تغييرات”.
وكان إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس″ قد شارك يوم الاحد عبر الأقمار الصناعية في افتتاح المؤتمر العام لـ”اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية” في العاصمة الإيرانية طهران. وقال هنية خلال كلمة له إن “هذا المؤتمر يستحضر دعم إيران السياسي والمالي للمقاومة، والقضية الفلسطينية”. وشارك في المؤتمر الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أكد في كلمته أن طهران ستبقى داعمة للمقاومة في كل مكان، وستتصدى سياسيا وإعلاميا لمحاولات تشويهها.
“من الطبيعي أن تعود العلاقة بين حركة حماس وإيران في الوقت الراهن إلى سابق عهدها”، بحسب أحمد يوسف الخبير في الشؤون الفلسطينية. وقال يوسف، وهو رئيس مركز بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات بغزة إن “حركة حماس بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقها، والعمل على اختراق حلقات عزلتها، وحصارها السياسي والمالي”.
وأضاف أن “حماس تدرك الآن، وبعد تماوج الأوضاع السياسية في المنطقة، أنه من الأجدر بها أن تقترب من كل الأطراف سياسيا، وألا تعادي أي جهة”. وتوقع يوسف أن تقترب العلاقات بين حركة حماس وإيران أكثر فأكثر لكي تعود إلى سابق عهدها. وأضاف أن “حماس تحتاج إلى إيران، كما أن الأخيرة لا يمكن لها أن تتجاهل وزن حركة حماس السياسي في المنطقة، ومن الطبيعي أن يعود الطرفان للتقارب من جديد”.
وعلى مدار سنوات عديدة، أقامت “حماس″ علاقات قوية ومتينة مع النظام الإيراني، ضمن ما كان يعرف قبيل اندلاع ثورات الربيع العربي، بـ “محور الممانعة” الذي كان يضم إيران وسوريا وحزب الله اللبناني وحركة حماس، في مقابل “محور الاعتدال” الذي كان يضم مصر في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والسعودية والإمارات، والأردن. لكن اندلاع الثورة السورية، في عام 2011، ورفض “حماس″ تأييد نظام بشار الأسد، وتّر العلاقات بينهم، إلى أن وصلت لقطيعة تامة بين “حماس″ وسوريا، وشبه قطيعة بينها وبين إيران، وحليفها “حزب الله” اللبناني.
غير أن الأشهر الماضية وبحسب تصريحات الجانبين، فإن علاقات حماس مع طهران بدأت تعرف طريقها نحو “الهدوء”، وتنقية الأجواء. وتم استئناف العلاقة بين “حماس″ وإيران، مؤخراً، وفق تأكيد المتحدث باسم حركة “حماس″ فوزي برهوم، والذي كشف في حديث سابق لوكالة “الأناضول” عن وجود تحسن مستمر في علاقة الحركة مع إيران. وقال برهوم إن “الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التقارب، وتحسّنا في العلاقات الاستراتيجية مع الجمهورية الإيرانية”.
كما ذكر علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني في تصريحات صحفية سابقة أن علاقات بلاده مع حركة حماس “عادت كسابقها، وأنها تتلقى الدعم باعتبارها تيارا مقاوما”. من جانبه، قال مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة إن “حركة حماس، وبعد ما عانته من عزلة عقب عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي في شهر جويلية الماضيي، وما قد تؤول إليه الأوضاع السياسية في المنطقة في الأيام القادمة، أعادت قراءة المشهد السياسي”.
وأضاف أن “الخارطة السياسية في المنطقة لم تعد تصب في صالح حركة حماس، ولا تسير في اتجاه ما تريد، وهذا ما يدفعها للتقارب من جديد مع إيران، لكي تفك عزلتها، وحلقات الحصار المالي والسياسي التي تعاني منه”. واعتبر أبو سعدة أن أزمة حركة حماس السياسية، دفعتها مؤخرا لترتيب أوراقها مع جميع الأطراف في الخارج والداخل.
يأتي ذلك قيما أكدت مصادر إعلامية في غزّة، أن بوادر الدعم المالي الإيراني بدأ يصل حماس وإن لم يكن بالوتيرة ذاتها التي سبقت القطيعة بينهما.
من جانبه، قال هاني حبيب، الكاتب السياسي في صحيفة “الأيام” الفلسطينية الصادرة في رام الله، إن حركة حماس تقوم في المرحلة الراهنة بإجراء مراجعة داخلية شاملة، في ظل المتغيرات المتسارعة إقليميا ودوليا. وأضاف أن “الحركة بدأت تعي الدرس السياسي جيدا، من خلال التطورات والمتغيرات في المنطقة، وفقدها لأكثر من حليف، ومن أجل إعادة ترتيب أوراقها في المنطقة تقترب من إيران، وتستعيد ما كانت تفتقده في السنوات الماضية”.
وتمر الحكومة في غزة، والتي تديرها حركة “حماس″، بأزمة مالية خانقة، تسببت للشهر السابع على التوالي بتأخر صرف رواتب موظفيها والبالغ عددهم 42 ألف موظف بفاتورة شهرية تبلغ حوالي 37 مليون دولار شهريا وفق بيانات لوزارة المالية المقالة. وتكتفي حكومة غزة بصرف سلفة قدرها ألف شيكل (نحو 300 دولار) بدلا من الراتب الشهري للموظفين. ولا تكشف حركة حماس عن مصادر تمويلها غير أن مصادر مطلّعة في الحركة تؤكد أن التمويل يأتي أولا من المصاريف الثابتة لأبناء الحركة والمدفوعة من قبلهم كميزانية للحركة، بالإضافة إلى ما يتم جمعه من أصدقاء الشعب الفلسطيني وأصدقاء حماس من الشعوب والمنظمات الأهلية والأحزاب وهناك الدعم الرسمي من بعض الأنظمة وفي مقدمتها إيران . وكان مسؤولون في حركة حماس قد صرّحوا في وقت سابق لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية إن إيران أوقفت مساعدات تبلغ نحو 15 مليون جنيه إسترليني ( 20 – 30 مليون دولار تقريبا) كانت تقدمها للحركة شهريا. فيما قال دبلوماسيون إيرانيون لذات الصحيفة، التي لم تكشف عن أسمائهم ، إن الدعم المالي لحركة حماس يتجاوز الـ250 مليون دولار سنوياً.
محمد. د