محلي

بقعة مدران ببلدية الحجاج تعاني التهميش والإقصاء

الشلف

 

 

تعاني بقعة مدران التابعة إقليميا لبلدية الحجاج، من التهميش في التنمية، حيث يعاني سكانها من انعدام أبسط الضروريات كما تفتقر لكل مقومات الحياة الكريمة، لا وجود لمظاهر التنمية بهذه البقعة المعدومة، لتمتد معاناة السكان إلى الأطفال، وبالأخص تلاميذها، الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى المتوسطات والثانويات المتواجدة في مركز بلدية الحجاج بالنسبة لجميع الأطوار التي تزيد المسافة عن 10 كلم. أما تلاميذ الابتدائيات يقطعون مسافة 7 كلم، الأمر الذي انعكس سلبيا على تحصيلهم العلمي، مطالبين في نفس الوقت السلطات الوصية بالنظر بعين الرأفة. وفي ظل غياب قاعة توليد، تبقى النساء الحوامل بهذه المنطقة تتكبدن عناء السفر من مقر إقامتهم إلى بلدية الشلف للفحص، قاطعات مسافة 30 كلم ذهابا وإيابا، معرضات بذلك صحتهن وصحة الجنين إلى مخاطر كان بالإمكان تفاديها لو أن المسؤولين على قطاع الصحة أدخلوا في اهتماماتهم معاناة النساء الحوامل هناك.

وتعتبر حالة الطرقات ضمن أكبر المشاكل، التي عانت منها البلدية ككل، وذلك للوضع الكارثي الذي تشهده جراء اهترائها الشديد، ما يكابدهم مشقة كبيرة أثناء تنقلاتهم اليومية، بسبب الحفر والمطبات العميقة لا سيما في فصل الشتاء التي تتحول إلى مستنقعات كبيرة من الأوحال وبرك تتجمع فيها المياه الملوثة، لتعيق بذلك حركة سير الراجلين وأصحاب السيارات. كما أبدى السكان سخطهم، على الأوضاع المعيشية السيئة التي يمرون بها يوميا، لما يزيد عن 20 سنة في مقدمتها افتقار منازلهم إلى الربط بشبكة الصرف الصحي، ما نتج عنه إصابة أفراد عائلاتهم بأوبئة خطيرة، وهو ما كلفهم أعباء مالية لتغطية مصاريف علاج أفراد عائلاتهم، بالإضافة إلى ما يتبع هذه المظاهر عادة من انتشار القمامة، والحشرات الضارة كالناموس والبعوض والقوارض، التي باتت تقاسمهم منازلهم الضيقة، وانبعاث الروائح الكريهة التي تسد أنفاسهم، زيادة على هذا وذاك، تتحول البرك الجافة إلى زوابع كثيفة من الأتربة والغبار المتصاعد، من جهة أخرى. وما زاد الأمر تعقيدا هو النقص الفادح للمياه الصالحة للشرب على مستوى القرية حيث يلجأ سكانها إلى شراء مياه الصهاريج المتنقلة بأثمان باهظة تصل إلى 800 دج للصهريج الواحد وقد يرتفع سعرها مع ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف إلى 1000 دج في أغلب الأحيان، علاوة على ذلك فإنها لا تخضع للمراقبة وهو ما يثير تخوف المستهلكين من احتمال إصابتهم بالأمراض الخطيرة، كما يضطر البعض الآخر إلى قطع مسافات طويلة تعد بالكيلومترات لاقتناء هذه المادة الحيوية مستعملين في ذلك وسائل تقليدية إذ أنهم مجبرون على قطع مسافة طويلة لتزود بهذه المادة الأساسية، فالماء لا يزور حنفياتهم سوى مرة أو مرتين في الأسبوع. وحسب مصادر من البلدية يرجع السبب إلى قلة الآبار بالمنطقة حيث لا يوجد سوى بئر واحد تقتسمه أحياء المنطقة الحضرية والذي لم يعد في وسعه تموين هذه الأحياء، إلى جانب مشكل آخر تتمثل في قدم شبكة أنابيب الماء وتآكلها وعجز البلدية عن تصليحها. ومع استتباب الأمن وعودة روح التنمية في المنطقة، تبقى الكرة في ملعب المسؤولين والمعنيين، كل حسب اختصاصه، في عودة النازحين إلى قراهم ومداشرهم بعدما عانوا مرارة التشرد ونظرة الإزدراء، خاصة إذا علمنا حالتهم المعيشية السيئة التي وقفنا على بعضها من خلال حديثنا مع بعض العائدين، الذين أكدوا أن ما توفره أراضيهم من خيرات يجعلهم في غنى عن طلب المساعدة، مطالبين في نفس السياق بضرورة تسهيل طرق الدعم الخاصة بالبناء الريفي والإستفادة من الدعم الفلاحي.


من نفس القسم محلي