دولي

السلطة أوقعت نفسها في فخ التفاوض وعجزت عن الخروج منه

النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، فتحي القرعاوي:

 

 

استهجن النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الشيخ فتحي القرعاوي إصرار السلطة الفلسطينية على السير في النهج التفاوضي مع الاحتلال، “رغم أن هذا النهج أثبت عقمه”.

ورأى النائب القرعاوي أن النهج التفاوضي “لن يحقق للشعب الفلسطيني أي نتائج إيجابية، غير زيادة الاستيطان ومصادرة الأرض وارتفاع وتيرة الاعتقالات واستهداف القدس والمسجد الأقصى وغيرها من الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني”. وقال، معقبًا على انتهاء فترة التسعة أشهر التي كانت مقررة لإجراء مفاوضات مباشرة بين السلطة الفلسطينية الاحتلال برعاية أمريكية لتوقيع اتفاق سلام جديد وتأييد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في اجتماعه الأخير في رام الله لمواصلة المفاوضات؛ إنه “من الواضح أن السلطة أوقعت نفسها في ورطة التفاوض، وهي مجبرة ولا تستطيع إلا أن تتابع المفاوضات، وفق شروط دولية وشروط إسرائيلية قاسية، بعد أن ألزمت نفسها بالتوقيع على اتفاقيات دولية لا تستطيع أن تنفك عنها”. وأضاف أن “نتائج هذه المفاوضات طيلة الفترة الماضية، أظهرت أن إسرائيل هي الطرف المستفيد من هذه المفاوضات، وأن الجانب الفلسطيني كان هو الخاسر الأكبر، حيث انه لم يحقق أي إيجابية من هذه المفاوضات لصالح القضية الفلسطينية”. مشيرا إلى أن “إسرائيل تستغل المفاوضات لإبراز نفسها أمام المجتمع الدولي كمن يريد السلام والتفاوض، بينما تفرض حقائق وواقعًا تهويديًا جديدًا على الأرض الفلسطينية، فهي لا تريد سلاما إلا بشروط إسرائيلية”.

وفي السياق ذاته؛ أكد القرعاوي أن المواقف والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية التي أطلقت في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في غزة، “يؤكد أنه كان لهما ضلع في الانقسام من خلال الانقلاب على نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي فازت فيها حركة حماس، بالتعاون مع بعض الرموز الفلسطينية، التي حرضت أيضا بعض الدول العربية على عدم التعاون مع الحكومة التي شكلتها حماس، بل وصل الأمر إلى منع قيادات حماس وأعضاء الحكومة ومن شكل الحكومة ونواب المجلس التشريعي الفلسطيني من السفر ومن الدخول إلى بعض الدول العربية، واعتقال النواب من قبل الاحتلال ومنعهم من مغادرة الأراضي الفلسطينية، ومنعهم من دخول عدة دول أوروبية والتهديد باعتقالهم حتى من قبل بعض الدول العربية”. وأضاف أن الإدارة الأمريكية “وجدت آذانا فلسطينية صاغية طبقت ونفذت ما يريده الجانب الأمريكي والإسرائيلي، وأوصلت الشعب الفلسطيني إلى حالة كبيرة من التردي”.

وحول التأخر في تطبيق اتفاق المصالحة؛ أشار النائب القرعاوي إلى أن التنفيذ لا يأتي بيوم وليلة، فما حصل خلال الفترة الطويلة من الانقسام ليس بهين، وبحاجة إلى نفس وإرادة قوية وشجاعة من كل الأطراف لتنفيذ اتفاق المصالحة الذي تم التوقيع عليه في غزة”. وأكد أن موقف التفاؤل الحذر الذي ساد في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة، انتقل إلى تفاؤل جيد بإمكانية تنفيذ اتفاق المصالحة. وأثنى النائب القرعاوي على الخطاب الإعلامي لحركة “فتح” و”حماس″، واصفًا إياه بأنه “خطاب إيجابي يمكن البناء عليه في المرحلة القادمة”. وتوقع القرعاوي أن تبدآ خلال الأيام القريبة القادمة تنفيذ إجراءات إيجابية على صعيد المصالحة، تتوج بتشكيل حكومة التوافق الوطني، أو حكومة التكنوقراط التي تتكون من شخصيات ليست من حركتي “فتح” و”حماس″، لفترة انتقالية، مضيفا أن المجلس التشريعي سيعقد أول جلسة له لإعطاء ثقته بهذه الحكومة.

أنور- س

من نفس القسم دولي