دولي

فتوى رفع الحظر عن زيارة الأقصى تقسّم العلماء المسلمين والقرضاوي يعتبرها تطبيعا مع الاحتلال

السلطة أيدتها وحماس عارضتها

فجرت فتوى صدرت عن علماء مسلمين مشاركين في مؤتمر انعقد في العاصمة الأردنية عمان تحت عنوان "الطريق إلى القدس" حالة من الجدل في الأوساط الإسلامية خاصة في الأراضي المحتلة، فبينما رفضتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس″ باعتبارها تطبيعا مع الإسرائيليين أيدتها السلطة. محمد- د

الفتوى تكتسب أهميتها من وجود علماء في وزن مفتي القدس الدكتور محمد حسين، والداعية السعودي محمد العريفي، ونصت على عدم تحريم زيارة المسجد الاقصى المبارك الخاضع تحت الاحتلال الاسرائيلي لفئتين من المسلمين في العالم، الاولى اصحاب الاصول الفلسطينية اينما كانوا ومهما كانت جنسياتهم، والثانية اولئك الذين يحملون جنسيات من دول خارج العالم الاسلامي، وعددهم حوالي 450 مليون مسلم.

الجدل حول هذه القضية الهامة بين مؤيد ومعارض ليس جديدا، وكل وجهة نظر، سواء المؤيدة او المعارضة، تجد لديها المبررات التي تدعمها فقهيا وسياسيا، وبلغ هذا الجدل قمته عندما عارض الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة كبار علماء المسلمين بقوة زيارة قام بها مفتي مصر الدكتور علي جمعة الى القدس المحتلة وصلى في المسجد الاقصى بدعوة من السلطات الاردنية، وتصدى له بشراسة السيد الهباش وزير الاوقاف بتحريض من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

من جهتها حركة “حماس″ أعطت ثقلا كبيرا لمعسكر المعارضين عندما وصفت الفتوى المذكورة بأنها “مكافأة” لإسرائيل على انتهاكاتها المستمرة بحق المقدسات الإسلامية علاوة على كونها تأتي في ظل غياب إجماع العلماء المسلمين، وتخدم الاحتلال، وتخدم الذين يعملون من اجل التطبيع مع الاحتلال. وقال الطرف الرافض إن دعم المقدسيين لا يمكن، بل لا يجب، أن يتأتى من خلال شراء تذكارات مقدسية من بساطتهم وحوانيتهم، وإنما من خلال مشاريع عربية واسلامية يتم رصد ملايين الدولارات تعيد بناء البيوت المقدسية، وتوفر وسائل الانتاج التي تخلق الوظائف مع توفير ضمانات الازمة لعدم استفادة الاقتصاد الاسرائيلي من هذه المشاريع. مؤكدا ان الاشقاء من المرابطين في المسجد الاقصى ومن الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948 هم الذين يدافعون بدمائهم وارواحهم عن المقدسات الاسلامية، وقائدهم الشيخ رائد صلاح وزملاؤه يخرجون من السجن لكي يعودوا اليه، وهناك قلة مؤمنة تعتصم داخل المسجد لحمايته من الاقتحامات الاسرائيلية المستمرة تمهيدا لبناء كنيس يهودي في باحته.

مشددين أنه على العلماء الافاضل الذين يريدون حماية الاقصى ان يمارسوا ضغوطا على حكوماتهم التي نسيت هذا المسجد ولم تعد تقوم بأي دور لحمايته، وليس من خلال تشجيع التطبيع مع الاسرائيليين عبر فتاوى ما زالت موضع خلاف، وتصدر لارضاء بعض الحكومات التي تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل. فاذا كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ممنوعا عليه ووزير اوقافه الصلاة في المسجد الاقصى، الذي لا يبعد عن منزله بضعة كيلومترات، فكيف يبيح هو نفسه ووزير اوقافه للآخرين الزيارة؟

لا نعرف كيف اضاف الشيخ محمد العريفي ثقله لفتوى مثيرة للجدل، وهو الذي حارب دائما التطبيع، والتزم بمواقف هيئة كبار العلماء، فالمسألة تحتاج الى توضيح. كما انه اذا كان بابا الاقباط في مصر يحرم على اتباعه زيارة الكنائس المسيحية في القدس المحتلة طالما هي تحت الاحتلال، فإنه من الاولى ان يفعل العلماء المسلمون الشيء نفسه وهذا اضعف الايمان.

 

من نفس القسم دولي