دولي
رئيس الموساد الأسبق يطالب بإعادة احتلال غزّة للقضاء على حماس
اعتبره الردّ الأفضل على المصالحة الفلسطينية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 ماي 2014
تجاوز الرئيس الأسبق لجهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، افرايم هاليفي، قرارات حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتانيهو، بمعاقبة السلطة الفلسطينية لمصالحتها مع حماس، نحو دعوة حربية دموية بمنح الحكومة الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي لشنّ حرب فورية على قطاع غزة وتصفية حركة حماس. وقالت صحيفة (هآرتس) العبريّة إنّه في محاضرة أمام مئات الحضور، شنّ هاليفي تحريضًا على رئيس السلطة الفلسطينيّة وحماس، معتبرًا الحرب على غزة الرد الأفضل على المصالحة وتحقيقًا لحلم الكثير من الإسرائيليين والعرب، الذين يكرهون حماس ويعتبرونها تنظيمًا إرهابيًا، على حد تعبيره. واعترف هاليفي أنّ الحرب ستودي بأرواح كثيرة، ليس فقط من الفلسطينيين بل الإسرائيليين أيضًا. بيد أنّه برّرّ دعوته للحرب بالقول إنّ نجاح تصفية حماس سيزيل التهديد الكبير بتدمير إسرائيل الذي تسعى إليه الحركة، وسيسبب ضررًا كبيرا لحزب الله الذي أعلن زعيمه، الشيخ حسن نصر الله، مؤخرًا انه ليس معنيا بمحاربة إسرائيل. وشدّدّ هليفي على ضرورة أنْ تستغل إسرائيل تسارع الأحداث في الشرق الأوسط قبل أنْ تتغيّر الظروف وتعود حماس إلى تعزيز قوتها، على حدّ قوله. وساق هاليفي قائلاُ إنّ اندفاع حماس للمصالحة مع حركة فتح جاء بعد أنْ أدركت الحركة جيدًا أنّها تمر بظروف صعبة، لم يسبق وأنْ مرت بها، وأضاف: المصالحة تشكل تحالفًا غير طبيعي بين طرفين يتجاوز العداء بينهما عداء كل منهما لإسرائيل. وشرح هاليفي تحليله لضعف حماس وفتح بالقول: حماس طردت من دمشق، وإيران قلصت المساعدات لها بسبب موقفها مما يحدث في سوريّة، ومصر التي كانت تعتبر سندها الاستراتيجيّ اعتبرتها تنظيما إرهابيًا، أمّا دوليًا، أضاف هليفي، فإنّ أوروبا ملتزمة بعدم الاعتراف بالحركة، طالما لم توافق على شروط الرباعية الدولية، فيما تركيا منشغلة بصراعاتها الداخلية وغير مبالية للحركة في الفترة الحالية، وهذا الوضع، برأيه، لن يُعرّض إسرائيل لتشكيل لجنة تحقيق، كما لن تجد حماس أية جهة تحث المجتمع الدولي على إنقاذ قطاع غزة، كما قال. وبحسب الرئيس الأسبق لجهاز الموساد فإنّ روسيا هي نقطة الضوء الوحيدة، ولن تتخذ خطوات لإنقاذ حماس، اذا شنت إسرائيل الحرب عليها، ولذا فإنّ حماس ستكون وحيدة في حربها ولن يهب احد لنجدتها.
وفي السياق ذاته، ارتفع نقاش دعوة هاليفي، إلى إعادة احتلال غزة، إلى أجندة الإسرائيليين، ليخرج عدد من الرافضين لهذه الدعوة بحملة تحذير من أبعادها وخطورتها على الإسرائيليين. واعتبرت الخبيرة السياسيّة إرئيلا وينغل هوفمان، في مقالٍ نشرته في صحيفة (يديعوت أحرونوت) الدعوة شبيهة بالدعوة إلى احتلال لبنان وفرض النظام في الأردن، والتدخل في سوريّة. ووصفته باقتراح أحمق سيدفع ثمنه الإسرائيليون حيث سيخلف الدمار والخراب، ولن يحل المشكلة. ودعوة هاليفي لاحتلال غزة، كردٍّ على المصالحة الفلسطينية، تندرج ضمن سلسلة تهديدات وتصريحات لمسؤولين إسرائيليين، يطالبون بتوجيه ضربات ضد حماس والقضاء على البنى التحتية لديها، على حدّ قول المحللة السياسيّة. جدير بالذكر، أنّ وزير الخارجيّة الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، كان قد طالب بإعادة احتلال قطاع غزة ردًا على إطلاق صواريخ، وقال: يتوجب احتلال قطاع غزة من جديد ردًا على هذه الصواريخ، لأننا بعد سنتين سنجد المقاومة الفلسطينية تمتلك طائرات، على حدّ تعبيره. من ناحيته، طالب وزير المواصلات الإسرائيليّ، يسرائيل كاتس بضرورة الرد على الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة نحو الدولة العبريّة، وقال على صفحته الخاصة على شبكة الفيسبوك: يجب قطع الكهرباء والوقود والمياه والمواد الغذائية ومواد البناء عن غزة.
أنور- س