الوطن

بن فليس نحو طرح نفسه بديلا عن المعارضة في الجزائر

بعض الأطراف السياسية قد تتحاور معه لكن بعد معرفة نواياه

 

• حديبي: نحن مع أي حوار من أجل عمل تشاركي يبني الجزائر

• قيادي في حملة بن فليس: لم تتضح بعد ملامح المشروع السياسي الذي سيطرحه الرجل 

 

يسعى علي بن فليس الذي خرج من رئاسيات 17 أفريل في المرتبة الثانية بعد بوتفليقة، إلى طرح نفسه بديلا عن المعارضة الحالية، ويسير الرجل الذي ظهر قويا وذي شعبية وفقا لتجمعاته خلال الحملة الإنتخابية، نحو تشكيل قطب سياسي كبير لا تظهر ملامحه حتى الآن، لكن أصداء من محيطه، تقول إنه تكتل يجمع كل قوى المعارضة ليكون إئتلاف معارض ضد السلطة، وهو ما يعتبره متتبعون للمشهد السياسي في البلاد، بأنه محاولة لطرح بن فليس نفسه "عرابا للمعارضة" في وجه السلطة..

يحاول رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس الذي خرج من انتخابات رئاسية منهزما بفارق كبير أمام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهذه النتيجة كانت كافية للرجل أن يفصح عن نيته في الدخول في الساحة السياسية مجددا وبشكل يظهره بديلا عن الأحزاب المعارضة الحالية. وما يجعل هذا الطرح قائما في نظر بعض المتتبعين للشأن السياسي هو حديث بن فليس عن مشروع سياسي جامع يجمع كل التيارات التي تنادي بالتغيير السلمي للنظام. في هذا الباب يقول القيادي الأسبق في حزب جبهة التحرير الوطني ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب سابقا ميخاليف عباس، بأن المرشح علي بن فليس يفكر في اجراء اتصالات موسعة مع كل الاطراف المعارضة، والهدف حسب المتحدث هو شرح خطة بن فليس للمرحلة المقبلة من النضال السياسي من أجل التغيير، لكن المصدر ذاته، يؤكد بأنه لغاية الساعة لم تتحدث معالم هذا المشروع، هل الأمر يتعلق بجبهة سياسية تجمع كل الأحزاب بيما فيها تلك المقاطعة للإنتخابات والمتخندقة ضمن ما يسمى حاليا بـ " تنسيقية المقاطعة "، أو يكون تجمعا لعدة أحزاب وشخصيات، ويقول ميخاليف عباس أن نية بن فليس هي خلق ديناميكية جديدة داخل المعارضة وتكوين جدار معارض لمكافحة تجاوزات السلطة كي تكون هناك توازنات ترمي إلى انتقال ديمقراطي.

لكن بعض أطراف المعارضة منها تلك الأحزاب التي تخندقت ضمن " تنسيقية المقاطعة " قد ترى دعوة بن فليس بأنها محاولة منه للتخندق في موقع يجعله يظهر بأنه عراب المعارضة الحقيقي، يتحدث محمد حديبي القيادي في حركة النهضة في هذا الجانب إذ يؤكد أن حزبه يرحب بأية دعوة للحوار في إطار تنسيق جهود المعارضة ضد السلطة الحاكمة في الجزائر. لكن ذلك يبقى منوطا بمعرفة أولويات بن فليس وما يدعو إليه، اما أن كان يريد عرض نفسه شخصية كارزمية فهذا لا تراه التنسيقية مجديا كونها اجتمعت على طورحات تذوب فيها كل الزعامات. برغم ذلك يرى حديبي ضرورة تسجيل التطور الديمقراطي وتحديد أولويات تنسيق جهود الجميع، ويقول "نحن لا نريد أن نقود المعارضة بل توجيه الشعب وخلق قوة سياسية تجعل النظام الحاكم يرضخ للإرادة الشعبية".

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن