الوطن

تنسيقية المقاطعة تنتقل نحو ندوة الانتقال الديمقراطي للسلطة

أكدت على أنها ستوسع عملها مع المعارضة الجادة فقط

 

  • بن فليس يبحث عن أرضية مناسبة لحثّ الساسة على الانخراط في مشروعه السياسي
  • بلخادم وأويحيى يقودان سلسلة الحوار بين الموالاة والمعارضة 

خرجت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة، لرئاسيات 2014، بأرضية عمل جديدة، ستنتقل من خلالها نحو تهيئة الطبقة السياسية والقوى الوطنية الباحثة عن التغيير والانتقال الديمقراطي للسلطة، وفق ما أفرزته رئاسيات الخميس المنصرم والتي واصل فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التربع على كرسي قصر المرادية لعهدة جديدة تمتد لـ 5 سنوات، حيث ستعمل التنسيقية على فتح قنوات الحوار مع المعارضة التي قالت بأن من أهم الشروط الواجب توفرها فيها هو أن تكون"معارضة جادة"، في الوقت الذي شرعت فيه السلطة وعبر بعض الساسة المحسوبين عليها على التحضير لعرض حوار حقيقي وفق أجندتها الخاصة مع هذه الأطراف التي لازالت لم تجد فضاءا موحدا لها خاصة وأن الساحة السياسية تحوز اليوم على 3 أرضيات عمل تصب في مجملها حول نفس المشروع واحد تقوده التنسيقية، والآخر الأفافاس والثالث يتعلق بالمرشح علي بن فليس الذي خسر فرصة التربع على كرسي الرئاسة للمرة الثانية في مشواره السياسي.

 

بن فليس يسعى للتغيير وفق برنامجه السياسي الذي شارك به في الرئاسيات !

توضح هذه الأرضيات السياسية التي كانت قد بدأت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة بعرضها على القوى الوطنية، قبل أن يلتحق الأفافاس بدوره بمشروع التغيير ويعلن عن فتح باب التشاور مع جميع الأطراف السياسية التي تشاطره التوجه والمشروع، والتي يتوقع أن يلتحق بن فليس و25 حزب سياسي ممن دعموه في سباق المنافسة على كرسي الرئاسة مؤخرا، بمشروع مماثل سيتم الإعلان عنه في الأيام القليلة القادمة، حيث يتم حاليا دراسة الإطار الذي سيشتغل فيه هؤلاء، بحسب ما إطلعت عليه"الرائد"، بأن المعارضة التي تبحث عنها السلطة متوفرة تحت أكثر من فضاء ويمكنها أن تنتقي من بينهم ما تشاء لتكريس أجندة التغيير الذي تريده وفق أجندتها هي، طالما أن المعارضة ترفض لحدّ كتابة هذه الأسطر أن تجتمع تحت إطار رسمي واحد، بسبب الحساسيات الموجودة عند بعض قادتها من جهة ومن جهة أخرى سعي كل طرف في الاستحواذ على حق التغيير لوحده وهو ما سيجعل هؤلاء غير قادرين على مجارات المشروع الذي ستتقدم به السلطة مستقبلا لتحقيق التغيير الذي يطالب به الجميع.

بلخادم وأويحيى في رحلة البحث عن التوافق بين الموالاة والمعارضة !

حيث أشارت مصادر من محيط السلطة أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان قد أوعز منذ أسابيع وقبل حصوله على العهدة الرئاسية الرابعة له لمستشاره عبد العزيز بلخادم ومدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى بفتح باب الحوار مع المعارضة الباحثة عن التغيير حيث يدرس هؤلاء حاليا الإطار السياسي الذي ستعرضه السلطة وبالتحديد الرئيس ومحيطه على القوى الوطنية للبحث عن مشروع"التوافق" بين مختلف التوجهات السياسية النشاطة اليوم والتي بامكانها أن تفك الضغط على الرئيس الذي تنتظره بمجرد أن يؤدي اليمين الدستوري قبل نهاية الشهر الجاري ملفات عديدة وهو يشرع في ترتيب نفسه لقيادة العهدة الرئاسية الرابعة له والتي تختلف عن العهدات الرئاسية السابقة له.

وبالرغم من أن بلخادم وأويحيى لم يتفقى لحدّ الساعة عن الأرضية التي سيرافعان من خلالها لمشروع"التوافق"، بحسب ما أشار له مقربون منه في حديث لهم مع"الرائد"، إلا أن المبادرات التي تقوم بها المعارضة اليوم من خلال الإعلان أو التفكير في الإعلان عن أرضية جديدة سيسهل عليهم المهمة كثيرا وقد يكسبون طرفا من المعادلة الصعبة هذه التي قد تصبح سهلة في حالة ما رفضت المعارضة أن تتوحد تحت إطار سياسي واحد وهو الأمر المرجح في الوقت الحالي، خاصة وأن أنصار المترشح الخاسر في سباق الرئاسيات الفارطة علي بن فليس قد شرعوا في الاتصال بقوى وطنية أخرى لعرض مشروعهم السياسي عليهم كما بادر هو بدوره في الاتصال ببعض قيادات تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة مباشرة بعدما تأكد فشله في التربع على كرسي قصر المرادية لعرض أفكاره عليهم وهو الأمر الذي لازال هؤلاء لم يفصلوا فيه بعد خاصة وأن بن فليس اليوم هو المطالب في نظر الكثيرين في الإلتحاق بهذا الفضاء الذي سبق وأن رفض الإنخراط فيه مفضلا خيار المشاركة في الإستحقاق الرئاسي الفارط.

التنسيقية: "هناك تشكيك في الدور الذي تلعبه بعض القوى السياسية المحسوبة على المعارضة"

وقد وضح البيان الذي صدر أمس عن تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة، عقب نهاية أشغال الإجتماع الذي عقدوه في الساعات الـ 48 الماضية لدراسة قواعد الممارسة السياسية السليمة التي يسعون لتحقيقها مستقبلا بأن هؤلاء سيواصلون تكثيف التواصل والنقاش بين مكونات التنسيقية في لقاءات أسبوعية، للعمل على توسيع هذا الفضاء مع أحزاب المعارضة الجادة والشخصيات الوطنية الفاعلة ويفهم من هذا الطرح أن هناك تشكيك في الدور الذي تلعبه بعض القوى السياسية المحسوبة على المعارضة، كما خلص ذات اللقاء الذي عقد السبت المنصرم بالمقر الوطني لحركة النهضة وعرف حضور قادة تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للإنتخابات الرئاسية الفارطة، وخصص لمناقشة الأوضاع السياسية المتأزمة التي تمر بها البلاد، ودراسة نتائج الرئاسيات وآثارها على المجتمع والدولة، إلى التأكيد على أن الشعب أقبل على مطلب المقاطعة، وتعاطى بشكل إيجابي معها أي عكس ما تدعيه السلطة، مشيرة إلى أنها تحوز على إحصائيات تؤكد بأن نسبة المقاطعة الفعلية فاقت 80 بالمائة.

الأرسيدي: "جبهة المعارضة ستتوسع مستقبلا"

من جهته، أكد محسن بلعباس رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في تصريح له لـ"الرائد"، أن التنسيقية ستواصل الضغط على السلطة التي شرعت في المضي قدما نحو العهدة الرابعة بأكثر هشاشة مما كانت عليه في السابق، مشيرا إلى أن جبهة المعارضة ستتوسع مستقبلا في ظل هذه الظروف والمعطيات الجديدة، وأكد المتحدث على أن السلطة في الأخير ستقبل بخيار فتح الحوار مع جميع الأطراف لتحقيق الانتقال الذي نسعى إليه.

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن