الوطن
حرب مواقع وزارية صامتة في محيط الرئيس بوتفليقة
تحسبا لتعيين الحكومة المقبلة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 أفريل 2014
اندلعت حرب مواقع في محيط الرئيس مباشرة بعد إعلان فوز بوتفليقة بعهدة رئاسية رابعة، حيث تدور حرب صامتة وسط الشخصيات المقربة من الرئيس بخصوص المناصب الحكومية والمسؤوليات خلال المرحلة المقبلة.
وتشير آخر التسريبات من محيط الرئيس أن نقطة الاختلاف تبقى في هوية من سيتولى الوزير الأول بين داعم لاستمرار سلال على رأس هذه الهيئة، وبين من يرى بضرورة ضخ دم جديد في هذا المنصب، خصوصا في ظل الوضع الصحي للرئيس الذي يمنعه من التنقل للولايات، وبالتالي ضرورة تعيين شخصية قادرة على تحمل المسؤوليات، وخصوصا بعد زلات لسان سلال العديد والمتعددة التي سببت نوعا من السخط ضده عبر الولايات، وبرزت تسريبات كذلك تفيد بمنح سلال منصب دبلوماسي كسفير في دولة من الدول المهمة.
محمد الشريف عباس يغادر وزارة المجاهدين لشغل منصب رئيس مجلس الأمة، في حين سيشغل مدير حملة الرئيس بوتفليقة بباتنة عمار ملاح منصب وزير المجاهدين، أما رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح فمرجح أن يكون ممثلا شخصيا للرئيس بوتفليقة هو الآخر.
وسيبقى كل من أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم في منصبيهما على الأقل إلى غاية تعديل الدستور، في حين سيتولى عبد القادر والي منصب وزير الداخلية وهو الذي تولى سابقا منصب الأمين العام لذات الوزارة.
وحسب الترجيحات الأولية فقد برز اسم عبد السلام بوشوارب الناطق الرسمي باسم الحملة الانتخابية لبوتفليقة كمرشح لشغل منصب وزير الاتصال خلفا لعبد القادر مساهل، في حين ستوكل مهمة وزير الأشغال العمومية لمحمد خوجة، ومن المرجح أن يشغل المترشح للرئاسيات بلعيد عبد العزيز منصب وزير الشباب والرياضة.
وطفا اسم مدير ديوان الحج والعمرة كمرشح بقوة لشغل منصب وزير الشؤون الدينية والأوقاف خلفا لأبو عبد الله غلام الله، ميلود شرفي القيادي في الأرندي فيتولى منصب ووزير للعلاقات مع البرلمان خلفا لمحمود خوذري.
سيناتورات جدد
وتشير المعلومات المستقاة لحد الآن عن تعيين كل من وزير النقل ورئيس حزب تاج عمار غول ووزير الصناعة ورئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس والأمين العام للأفلان عمار سعداني في منصب سيناتور بمجلس الأمة.
وسيحافظ كل من رمطان لعمارة على منصبه كوزير للخارجية وكذلك عبد المجيد تبون كوزير للسكن ويوسف يوسفي كوزير للطاقة.
وما يؤكد فرضية تعيين الرئيس للثلاثي المشكل من عمار سعداني وعمار غول وعمارة بن يونس في مجلس الأمة، هو وجود أربع مناصب سيناتور لم تجدد بعد في ذات المجلس المنتمية للثلث الرئاسي، يضاف إليها تعيين رابح ماجر الذي أعلن عن دعمه للعهدة الرابعة، وبالتالي يكتمل نصاب المقاعد الشاغرة التي لم يجددها الرئيس بعد.
هؤلاء الأوفر حظا ليكونوا "الذراع الأيمن" للرئيس
لا يساور أدنى شك الطبقة السياسية أن استحداث منصب نائب الرئيس على مرمى حجر في التعديل القادم الذي أعلن عنه عمار غول وزير النقل أول أمس، بينما تحاول مشروع إصلاح الدستور الجزائري الجاري العمل عليه لا ينص على استحداث منصب نائب لرئيس الجمهورية وفق تصريح عبد المالك سلال الوزير الأول قبل أسابيع. وقال إنه تم الانتهاء من إعداد تقرير حول الإصلاحات الواجب إدخالها على الدستور وإن هذا التقرير سلم إلى الرئيس بوتفليقة، بينما يصرح عمار سعداني الأمين العام للافلان بشأن "أولويات الرئيس بوتفليقة للمرحلة المقبلة واحتمال الذهاب نحو استحداث منصب نائب أو اثنين للرئيس في التعديل الدستوري المقبل قال سعداني " لا يهم تعيين نائب أو نائبين، صحيح تعديل الدستور سيكون واحد من الأولويات لكن ما يهم في المرحلة المقبلة هو بناء الجزائر وتعزيز المكاسب وعلى الجميع أن يفهم أن الحرب ليست حرب أشخاص أو تموقع ".
لكن الوقائع تخالف نفي سلال بسبب حالة بوتفليقة المتدهورة التي حالت دون خروجه لمخاطبة الشعب الجزائري في حملة انتخابية استمرت ثلاث أسابيع هذا فضلا عن صمته لمدة قاربت 22 شهرا، كما أن إعادة ما يسمى بالحرس القديم ممثلا في رئيسي الحكومة السابقين احمد اويحي وعبد العزيز بلخادم إلى ديوان رئاسة الجمهورية مؤشر قوي على استحداث المنصب المرجح أن يكون لهما وافر الحظ في نيله.
وتذهب بعض الفرضيات إلى ابعد من ذلك حين تقول أن علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق باعتبار أن البعض تحدث عن أن الفائز بالمرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية سينال هذا المنصب حيث تذهب تحليلات المراقبين إلى هاته الأسماء الثلاثة إلى الوزير الأول السابق ومدير حملة بوتفليقة عبد المالك سلال الذي يحظى بثقة لدى دوائر صنع القرار، لكن قد يسقط بن فليس من القائمة حينما نسمعه يحضر لتأسيس حزب سياسي معارض. بينما يمكن أن تحدث المفاجأة وتأتي "العلبة السوداء" بشخصية أخرى بالعودة إلى حوادث تاريخية حين جيء بالشاذلي بن جديد ليخلف الرئيس رابح بيطاط الذي باشر الحكم مؤقتا بعد وفاة بومدين.
جبريل. ج/ أميني. م