الوطن
مجلة أمريكية تصف الانتخابات الجزائرية بـ"الكوميديا السوداء"
تساءلت كيف صوّت الجزائريون لبوتفليقة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 أفريل 2014
وصفت مجلة إيكونومست الأمريكية، حالة الجزائر بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس عبد العزيز بوتفلقية بعهدة رابعة بـ"الكوميديا السوداء"، متسائلة كيف صوت الجزائريون لصالح بوتفلقية رغم أنهم لم "يسمعوا صوته ولم يروه في السنتين الأخيرتين إلا نادراً، وذلك بسبب إصابته بسكتة دماغية حادة".
وأضافت المجلة في عددها الأخير أنه "من أكثر النكتات مأساوية تلك التي أطلقها أحد نشطاء الفيسبوك الجزائريين والتي قال خلالها "إن التكنولوجيا في الجزائر متقدمة جداً، لدرجة أنه لدينا رئيس افتراضى"، معلقة على ذلك بالقول أنه " لا يمكن غض الطرف عن أن العديد من الجزائريين مولعون ببوتفليقة، فهو في النهاية يعمل بالسياسة منذ كان وزيراً للخارجية في ستينيات القرن الماضي، كما أنه أنهى حمام الدماء الذي غرقت فيه الجزائر منذ عام 1990، ولكنهم مازالوا قلقين من السياسة التي تمارس في الظل".
وأشارت المجلة إلى أن الانتخابات الأخيرة كانت ذات "قشور من الديمقراطية"، على حد تعبيرها قائلة لقد "شارك فيها 6 مرشحين، ولكن الدولة الغنية بالنفط مع إرثها من حكم الحزب الواحد ومسئوليها المفحوصين بعناية من قبل الأجهزة الأمنية، تميل دائماً إلى مرشح الحزب الحاكم، لكن هناك شكوك بتزوير الانتخابات في عامى 2004 و2009 لأن بوتفليقة فاز فيهما بنسبة تصل إلى 90%".
وتساءلت الإيكونومست: "لماذا يصر الجزائريون على بوتفليقة" لتجيب على هذا السؤال بالقول أن "الانقسامات داخل الحزب الحاكم تجعل من الصعب للتوافق حول بديل لبوتفليقة، شخص يمكن أن يقدم واجهة من الشرعية الديمقراطية والحكم الرشيد بعيداً عن حكم الإقطاعيين. وتابعت "على الرغم من المزايا التى يختص بها بوتفليقة، فإن الجزائر لا يزال لديه هامش من الحرية واسعة بما يكفى للسماح لبعض التدافع السياسى، فقد كانت الحرية لمنافس بوتفليقة الرئيسى على بن فليس، رئيس الوزراء السابق، ليحذر بصوت عال في إحدى خطبه الانتخابية من تزوير الانتخابات، قائلاً: "هناك زلزال عنيف سوف يهز أسس أولئك الذين يؤيدون رئيسا مدى الحياة".. وهذا ما دفع بوتفليقة إلى أن يتهم خصمه بالإرهاب عبر التليفزيون. واختتمت الإيكونومست المقال بقولها: "الجزائر ليست بلدا سعيدا، فهى إما بين شغب مستمر، اشتباكات عرقية بين العرب والبربر أو خطر الإرهاب الجهادي، وليس هناك وقت لإضاعته أمام تلك التحديات، كما ذكرت جملة من خطاب بوتفليقة عبر وكالة أنباء الجزائر في تواصله الوحيد مع شعبه قائلاً: "لا يبدو أن تحدياتى الصحية الحالية قد قللت من قدراتي في عيونكم".
س. زموش